الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية تعاونت مع النازية -2

سعيد مضيه

2014 / 3 / 1
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس





[ موسوليني والفاشي جابوتينسكي

في الحلقة السابقة حكى ليني برينر ، الباحث الأميركي، تعاون الصهيونية مع ألمانيا النازية. أولا عرضت عصابة شتيرن امن الجناح المراجع للصهيونية التعاون مع ألمانيا النازية ودعم مجهودها الحربي، قم تحول إلى تعاون الجناح الرسمي للصهيونية مع النازية في تسهيل الهجرة إلى فلسطين والسماح للمهاجرين بحمل سلع واموال . وأسهمت موجة الهجرة من ألمانيا في تعزيز الوضع الاقتصادي لليهود بفلسطين. لم يأت باينر على اعترافات ديفيد كيمحي في كتابه دروب سرية بتعاون المؤسسة الصهيونية مع النازية في ترحيل اليهود الأقوياء والأصحاء من داخل السجون النازية إلى فلسطين مقابل خدمات تقدمها الصهيونية للمجهود الحربي الألماني، إلى جانب خداع اليهود الذين لا يهاجرون وإغرائهم بالانتقال إلى " معسكرات عمل، وهي في الحقيقة معسكرات اعتقال من وسطها سيق اليهود إلى أفران الغاز
في هذه الحلقة يتناول الباحث الأميركي جهود الزعيم اليميني قائد تيار المراجعة الذي تحول فيما بعد إلى حزب الحرية فتكتل الليكود. نعرف من الحلقة أن هتلر وكل النازيين تعاطفوا من المشروع الصهيوني ورغبوا في دعمه ؛ كان عزيزا على قلب هتلر جورج كاريسكي لأنه عمل بمثابرة على نقل اليهود إلى فلسطين .
يقول برينر:

معظم الأميركيين الموالين للصهيونية، يهودا كانوا أم غير يهود، يعرفون القليل عن تاريخ الصهيونية. معظمهم يجهلون كل شيء عن فلاديمير جابوتينسكي(1880-1940)، وذلك على الرغم من كونه مؤسس حركة الصهيونية المراجعة و السلف المتقدم لحزب الليكود ، وعمل والد نتنياهو رئيس الوزراء الحالي سكرتيره الخاص.
في عام 1917 أنشأ جابوتينسكي الفرقة اليهودية لمساعدة بريطانيا على احتلال فلسطين وانتزاعها من سلطة العثمانيين. وعندما أعلنت بريطانيا " الوطن القومي اليهودي" اشتملت فلسطين على ما يسمى الآن الأردن؛ لكنها في العام 1921 فصلت شرقي النهر عن غربيه وشكلت دولة برئاسة ابن شريف مكة. ونظرا لعدم وجود صهيوني واحد هناك فقد قبل قادة الحركة الصهيونية هذه الخسارة؛ اما جابوتينسكي فأصر على أن " تراجع" بريطانيا سياستها. رأى أن تسليم بريطانيا شطرا من فلسطين لعربي من شأنه أن يلهم الشعب الفلسطيني النضال حتى تتخلى بريطانيا نهائيا عن الصهيونية. رفع جابوتينسكي الشعار "احدى ضفتي الأردن لنا ، ولنا الضفة الثانية". وضُمّن الشعار في أغنية شتاي غادوت المرتبطة بحركة المراجعة منذ العام 1923. أنشأ جابوتينسكي حركة بيتار الشبابية، وفي نفس العام كتب جابوتينسكي توراة الحركة المراجعة على شكل مقالة عنوانها "الجدار الحديدي( نحن عرب)"، وجاء في المقال:
في أنحاء العالم كله يقاوم كل جمهور في بلده الكولنياليين طالما يمتلك أبسط امل في تمكنه من التخلص من المستعمرين. وهذا ما يقوم به العرب في فلسطين وما سوف يصرون على مواصلة عمله طالما بقي لديهم ما يشعل الأمل أنهم يستطيعون الحيلولة دون تحول بلدهم من "فلسطين"إلى " أرض إسرائيل"... الاستيطان الصهيوني إما أن يتوقف او ينطلق بمعزل عن موقف جمهور المواطنين . وهذا يعني أن الاستيطان لا يمكن أن ينطلق ويتطور إلا بحماية دولة مستقلة عن سكان البلاد – خلف جدار حديدي لا يستطيع السكان المحليون تحطيمه". هنا اغفل بلينر جوهر فكرة الجدار إذ كتب جابوتينسكي علينا تشييد جدار ينهي كل امل للفلسطينيين في البقاء على أرض فلسطين؛ وهذا ما يقوم به نتنياهو في الوقت الحاضر.
تطلع جابوتينسكي إلى قوة امبريالية حامية ملتزمة بسياسة تجاه العرب لا ترحم. وكانت إيطاليا المثال الملهم بالنظر لنظامها الكولنيالي الدموي في ليبيا. ونظرا لأنه تعلم في معاهد إيطالية لم يجد غضاضة في ازدراء موسوليني للتقاليد الديمقراطية والليبرالية. وفي العام 1926 كتب مديحا لإيطاليا: "يوجد اليوم بلد استبدل ’البرامج‘ بكلمة تصدر عن رجل واحد ... إنها إيطاليا؛ ويطلق على النظام الفاشية. مجدوا نبيهم الجديد بلقب الدوتشي ، وهي ترجمة للكلمة الإنجليزيةالمبتذلة- ليدر(القائد). الثيران تتبع قائدها؛ اما المتحضرون فليس لهم قائد.
غير أن موسوليني اعتبر بطلا في نظر صهيوني عمالي سابق تحول إلى مراجع ، غدا موسوليني بطلا لدى جابوتينسكي ، الاشتراكي سابقا. وفي المؤتم العالمي لحركة المراجعين المنعقد عام 1932 قدم كل من ابا اتشيميير ووولفغانغ فون فايزيل جابوتينسكي إلى الدوتشي . رفض في البداية ؛ غير أنه بدون التخلي عن الخطاب الليبرالي دمج أفكار موسوليني في إيديولوجيته.
اقترح جابوتينسكي الخروج من الحركة الصهيونية، إلا أن الهيئة التنفيذية لاتحاد المراجعين لم تر مكسبا في الانشقاق. استولى على قيادة الحركة وترك الأعضاء يتخيرون بينه أو التنفيذية. كتب رسالة اورد فيها: لقد حان الوقت لأن يتحكم بالحركة فرد رئيس، ‘قائد’، رغم انني لا أزال اكره الكلمة. حسنا إذا لم يكمن بد من فرد فيجب ان يكون ذلك الفرد.
عين جابوتينسكي قائدا في فلسطين يدعى أتشيميير . فقد منعته بريطانيا من دخول فلسطين.أبلغ فون فايزيل ،المدير المالي للحركة الصهيونية العالمية، إحدى الصحف "أنه شخصيا مساند للفاشية وانبهر بنجاح إيطاليا الفاشية في الحبشة باعتباره نصرا للعرق الأبيض ضد السود".
وفي العام 1934 امر موسوليني بإدخال إحدى فرق حركة بيتار في الأكاديمية البحرية . وفي عام 1935 قابل موسوليني أحد الحاخامبن وحيا" فاشيكم جابوتينسكي"، واستعرض موسوليني الفرقة عام 1936.
انتهت رؤية جابوتينسكي للفاشية إلى مأزق؛ إذ أقنعت الحرب الأهلية في اسبانيا موسوليني بالانضمام إلى هتلر للوقوف بوجه ثورات العمال، وبات من المستحيل الدخول في تحالف مع هتلر وضم يهود إلى حزبه. طرد اليهود من الحزب الفاشي وشرع الاستعداد للحرب. اعلن المراجعون أنهم على خطأ للأسباب الصحيحة: منذ سنين ونحن نحذر اليهود من شتم النظام الفاشي في إيطاليا. لنكون صرحاء قبل ان نتهم الآخرين بسن قوانين مناهضة لليهود في إيطاليا. لماذا لا نتهم راديكاليينا اولا بالمسئولية فيما حدث . ومن تعصب جاوتينسكي انبثقت منظمة شتيرن ودعوة شامير من أجل " دولة يهودية قائمة على أسس قومية وشمولية".
لن تنشب الحرب

فيما بعد شرح شامويل ميرلين، سكرتير عام المنظمة الصهيونية العالمية ، أن جابوتينسكي "اعتقد في يناير 1933 أن هتلر سوف يدخل إصلاحات او يذعن لضغوط الجونكرز وكبار رجال الأعمال". طالب في آذار بمقاطعة النازية. وفي 16 حزيران اغتال المراجعون حاييم أرلوسوروف، الصهيوني الذي أجرى مفاوضات هافارا ( التهجير) مع برلين.
بعد يومين ادخل البوليس البريطاني العضوان في المراجعة ،أبراهام ستافسكي و زفي روزنبلات في طابور للتعرف على القاتل. استطاعت ارملة أرلوسوروف التعرف على ستافسكي. برئت ساحة روزنبلات بناء على تقنية حقوقية وحكم بالإعدام على ستافسكي. ثم أدانته محكمة الاستئناف في فلسطين؛ لكن رئيس المحكمة العليا في بريطانيا لم يرتح للحكم "فتاجل في أنجلترا تنفيذ حكم الإعدام". وفي العام 1944 اكتشف أحد الخبراء البندقية التي أطلقت منها النار على ألزوروف واستخدمت في عملية الاغتيال بالقاهرة من قبل عصابة شتيرن الانشقاقية في حركة جابوتينسكي.
لم تظهر بينة تثبت أن جابوتينسكي أمر بالاغتيال؛ لكنه أصر على أن جماعته لم تقم بالاغتيال. عارض العديدون داخل الحركة الصهيونية اتفاقية هأفارا مع هتلر؛ لكنهم لم يكونوا ليتحدوا مع القتلة في نشاط مناهض للنازية. لم يكون بمقدورهم لوحدهم إنجاز أي شيء، وبالنتيجة باتت سياساتهم حيال ألمانيا سوريالية.
حتى وهم يتظاهرون ضد هتلر في أرجاء اوروبا فقد كانت منظمة ستاتيون الصهيونية وزعيمها جورج كاريسكي الأقرب لقلب هتلر. وفي ابريل / نيسان 1935 أعلن الغوستابو أنمنظمة ستاتيون الصهيونية ستتسلم " إذنا بالسماح لأعضائها ... ارتداء اطقمهم داخل مقراتهم ... لأن المنظمة برهنت أنها تسعى بكل السبل ، حتى بالتهريب لجلب اليهود إلى فلسطين وهي ... تلتقي في منتصف الطريق مع حكومة الرايخ لنقل اليهود من ألمانيا."
ومن بين صفول الحركة الصهيونية العالمية صدر قرار يقضي أنه بموجب الظروف لا توجد حركة مراجعة في ألمانيا وأن جابو تينسكي مدعو لإنكار أي صلة بالحركة الصهيونية. وعلى كل حال ففي العام 1936 كان كاريسكي واسطة اتصاله مع دار النشر الألمانية التي نالت حق طباعة أحد كتبه وبقي الفاشيون المحيطون بفايزل على اتصال به.
في عام 1937 هاجر كاريسكي إلى فلسطين. اكتشفه اليهود الألمان وتتبعوه عبر الشوارع إلى أن أنقذته الشرطة.بودي القول أنه مات وحيدا ومكروها، لكنه عين عام 1947 رئيسا لصندوق الصحة التابع لحركة المراجعة.
وحتى في عام 1939 ، قبل أسبوع من الغزو النازي لبولندا أصر جابوتينسكي على " انتفاء فرص الحرب، ولو على أبعد مدى". خطط لغزو فلسطين،عن طريق إنزال حمولة قارب من شباب حركة بيتار على شاطئ تل أبيب، بينما يحتل أعضاء منظمة الإرغون مقر الحكومة في القدس، ويعلن في الخارج عن قيام حكومة يهودية مؤقتة . وبعد اعتقاله او موته تعمل الحكومة كحكومة في المنفى.
كانت انتفاضة إيرلندا 1916 النموذج الذي بنى عليه خطته.. نفذ حكم الإعدام في قادتها ، لكن استشهادهم أذكى لهيب الثورة في عموم إيرلندا. وعلى كل فمن المستحيل رؤية اليهود في فلسطين، ومعظمهم خصوم حركته مقتنعين انهم سينتفضون بعد موته إثر غزو فلسطين . كشف النقاب ليلة الحادي والثلاثين من أب اول ايلول عن خطة جابوتينسكي. اعتقلت الشرطة قيادة منظمة الإرغون وهم يتناقشون هل يشاركون في الخطة؛ وخلال ساعات بدأ هتلر الحرب وجابوتينسكي يصر على انها لن تنشب.
في الرابع من ديسمبر 1948 نشرت صحيفة نيويورك تايمز رسالة وجهها البرت أينشتاين ويهود آخرون يحتجون فيها على زيارة ميناحيم بيغن إلى الولايات المتحدة ، ويفضحون حقيقة حزب حيروت الذي بات حاليا الليكود. وحيث أن أتشيميير وفون فايزل يراسلان صحيفة حزب حيروت فقد وضعا تقييم أينشتاين لميناحيم بيغن بين أقواس:
" من بين اكثر الظاهرات السياسية إزعاجا حزب حيروت ، حزب سياسي يماثل الأحزاب الفاشية والنازية ، من حيث التنظيم وأساليب العمل والفلسفة السياسية والتوجه الاجتماعي... إنه يدعو لمزيج من التطرف القومي والظلامية الدينية والتفوق العرقي... ومن الملح فضح الحقيقة حول ميناحيم بيغن وحزبه في هذا البلد". استشهد اينشتين بمجزرة دير ياسبن ةاستعراض الأسرى العرب في شوارع الثدس تباهيا بفعلته.

ختم برينر مقالته بالقول:حقا يجب أن يعرف في هذا البلد تاريخ الصهيونية المراجعة. بقراءة كتاب الصهيونية في عصر الديكتاتوريين ( من تأليف برينر ) ستتعرف على تاريخ الصهيونية وتقنع الآخرين بقراءته.


Lenni Brenner








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكشف الحقائق وضد تزييف التاريخ
صادق البلادي ( 2014 / 3 / 1 - 23:15 )



الشكر أولا للأخ سعيد مضيه على مقالتيه في فضح تعاون الصهيونية مع النازية، التي أحرقت اليهود في أفران معتقلاتها، ومع الفاشية الإيطالية
وأما رسالة آينشتاين وشخصيات يهودية أخرى ضد بيغين التي يرد ذكرها في المقال هذا وهي من تحرير الفيلسوفة حنا آريندت فقد نشرتُ ترجمتها عن الألمانية عام 2011 في الحوار المتمدن، تحت هذا الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=254400
واتمنى للشيخ يعقوب ابراهامي الصحة والعافية واتمنى له الشفاء من مرض الصهيونية ، التي ما زال يزهو بها، رغم كل تاريخها الإجرامي، معتبرا إياها حركة تحرر قومي. وهو محق فيما يسميه نتيجة توصل اليها، لكن المصابون بها هم الصهاينة لا المثقفون العرب: فالصهاينة - مصابون بمرضٍ عضال لا شفاء منه، وربما لا علاج له، والأنكى من ذلك لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض. أعراضه: الدفاع عن الصهيونية بسببٍ وبدون سبب، في كل زمانٍ ومكان، بمناسبة وبدون مناسبة، بكل الوسائل والحيل. سلاحهم: تزييف الحقائق وتزوير التاريخ.-
ولتكن زرقاء العراق، وسيلوس العراقي وألواهمون من أمثالهما على علم بأن ليس كل من يناهض الصهيونية ه


2 - تتمة
صادق البلادي ( 2014 / 3 / 2 - 07:38 )
هو قومجي عربي عنصري،فمعروف نشاط عصبة مكافحة الصهيونية في العراق، ونشاط اليهود فيها،كما هو معروف موقف يهود كبار آخرون أيضا مثل نعوم تشومسكي ،وكثير من
الشيوعيين والديمقراطين من اليهود الألمان الذين التجأوا الى فلسطين سنوات الحرب العالمية الثانية نشطوا هناك ضد الصهيونية، وعادوا الى ألمانيا بعد انتهاء الحرب. وكتب الفيلسوف أيرنست بلوخ، وهو يهودي، ، كتب أن دولة اسرائيل تم قيامها نتيجة الهرب من الفاشية، وصارت هي بالذات فاشية. وآخرون كثيرون مثله.
وما من شك في أن الكثيرمن القومانيين العرب انطلقوا من موقف لا يريد الإعتراف بالواقع الذي نشأ
في فلسطين بعد الهجرة وخاصة منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن هذا الواقع و الوضع الدولي دفع فيما بعد الى القبول
بحل الدولتين، والذي أعلنته منظمة التحرير الفلسطينية منذ عقود، وبعدها جاءت مبادرة الجامعة العربية، ولكن الحكومات الإسرائيلية هي التي تعرقل هذا الحل لحد الآن، ورغم كل شئ لا حل سوى الإتفاق على حل الدولتين: دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.


3 - المرض العضال يضرب ثانية
يعقوب ابراهامي ( 2014 / 3 / 2 - 13:21 )
وهناك صورة فوتوغرافية للصهيوني المعروف مردخاي أنيليفيتش (قائد تمرد غيتو وارسو الذي قُتل وهو يحارب الفاشست بالسلاح) وهو يصافح يد هتلر في برلين في خضم الحرب العالمية الثانية
هناك أيضاً صورة فوتوغرافية أخرى له وهو يجند فيلقاً (يهودياً صهيونياً؟) للحرب إلى جانب ألمانيا الهتلرية
عندم يُصاب المرء بالمرض العضال يفقد كل شعورٍ بالخجل

اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من