الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟

جوان ديبو

2014 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تجري الأمور على قدم وساق في المنطقة الكوردية في سوريا وعمومها، كما تشتهي العصابة الحاكمة في دمشق وفق خطط وسيناريوهات موضوعة ومحبوكة بإتقان , فها هي الاطلالة الاولى من بوادر الحرب الاهلية العرقية بين الكورد والعرب بالمعنى الجزئي للكلمة تطل برأسها, واكثر من ربع مليون كوردي هجر ارضه فقرا وخوفا ويأسا, ويوما بعد يوم تتجسد حقيقة انتصار النظام واعوانه في المناطق الكوردية , وحقيقة انه سيعود اقوى مما كان عليه بعد استتباب الاوضاع في المناطق الاكثر مفصلية في الصراع الدائر في سوريا كدمشق وحلب اذا استمرت التطورات على هذا المنحى وبهذه الوتيرة.
خلط الأوراق وضرب الأطراف بعضها ببعض وانهاكها وارهاقها والهاءها وقبل ذلك كله اختراقها ، هو المدماك الرئيسي لسياسات النظام الأسدي الجهنمية لإطالة عمره والتوضيح للرأيين العام المحلي والدولي بأنه افضل الموجودين على الساحة من بين المتصارعين والمتكالبين على السلطات والفتات. والعصابة الاسدية لها باع طويل وخبرة استثنائية في هذا الميدان اكتسبتها ايام تواجدها على الساحة اللبنانية وما عاثت هناك من خراب وفساد واقتتال بين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء.
سمح النظام للكورد الموالين لحزب العمال الكوردستاني ( الصديق- العدو , القديم- الجديد ) بتشكيل قوات الحماية الشعبية وترك لهم بعض المناطق الصغيرة غير الحيوية في محافظة الحسكة لإيهامهم بالتودد حياله او على الأقل لتحييدهم ونجح في مسعاه، لكنه بقي وتشبث في قامشلو والحسكة , كما سمح لهم بتشكيل كانتونات وحكومات لا حول ولا قوة لها لادارة مناطقهم كما يدعون ومكافأة لهم على انتهاج الخط الثالث كما يحلو لهم تسميته.
ولأن النظام يدرك انه لا يستطيع كسب ود الكورد الى ما لا نهاية لسجله الإجرامي الأسود حيالهم ، وكذلك مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي حليف العمال الكوردستاني الذين غدر بهم وبزعيمهم المعتقل في ايمرالي في الماضي القريب ، ولانه لم يرق له أيضاً تعاظم تلك القوة العسكرية ، التي قد تنقلب يوما ما ضده لانه لا ثابت في السياسة , ولان تلك القوة باتت اكثر عددا وعدة من جيش ومخابرات النظام نفسه في المنطقة الكوردية , الامر الذي لم يطب له, ولان اولوياته هي دمشق وحلب , لذلك استقدم داعش وغيرها متغاضياً الطرف عن نشاطاتها وتحركاتها في اكثر من منطقة في سوريا , وبالذات في الرقة والمناطق الأكثر قرباً من المناطق الكوردية ، وذلك مكافأة لها على عدم محاربتها او تحرشها بجيش الأسد في اكثر من مكان ، واستوطنت تلك المجموعات الهجينة والتي هي عبارة عن كوكتيل من المرتزقة والارهابيين الذين يعملون لصالح اجندات استخباراتية اقليمية ودولية وكذلك من بقايا البعث وشبيحة النظام وعملاءه في المناطق العربية الحاضنة الاجتماعية القوية لها والتي تؤكد الكثير من التقارير ان معظم عناصرها ومقاتليها هم من العرب المحليين ابناء المنطقة الذين يمتازون بعنصرية فريدة ازاء الكورد ومعاداة ما يطمحون اليه، وعدم استيعاب وجود قوة عسكرية خاصة بالكورد ( التجربة الاولى لهم في سوريا على هذا الصعيد ) بصرف النظر عن القيل والقال واللغط الذي يدور حول تلك القوة وعلاقاتها وتنسيقها مع النظام في اكثر من موقع وعلى اكثر من صعيد, وهم على استعداد للتحالف مع الشيطان في سبيل لجم الطموحات الكوردية المشروعة في سوريا , كاحدى نتاجات وتجليات فكر البعث والعائلة الاسدية الحاكمة طوال ما يقارب الخمسة عقود من حكمها الجائر لسوريا, وبدأ النظام من خلال الخلايا العميلة باللعب على الوتر الأكثر خطورة في المنطقة وهو وتر الحساسيات العرقية الكوردية - العربية الدفينة من خلال الأبواق والعملاء في تل حميس وتل براك وأخيراً والأكثر خطورة من كل ذلك إقحام الدين من خلال المساجد وخطب الجمعة للتجييش والتأجيج ضد الكورد من خلال قوات الحماية الشعبية كالذي يصب الزيت على النار.
ليس صحيحا بأن النظام لا يستطيع دحر عدة مجاميع مسلحة متمركزة في تل حميس الصغيرة جدا منذ ما يقارب الستة اشهر , ومعظم تصويباته العسكرية تذهب سدى وتخطأ الاهداف ؟!! فكيف به اذا يحاصر مناطق تضاهي مساحة تل حميس اضعافا مضاعفة في دمشق وحمص وغيرها ويبيد السكان جوعا ومرضا لاركاعهم , ولا يستطيع تطبيق ذلك الحصار على بقعة جغرافية صغيرة كتل حميس بغية استسلامها , لا يكلف حصارها النظام ربع ما كلفه من وقت ورجال وعتاد مقارنة مع المناطق الساخنة الاخرى , وليس صحيحا ايضا بأن داعش والنصرة ومن لف لفها لا يعرفون بأن النظام يسقط وينتهي في دمشق وليس في المناطق الكوردية, ولكنه الدور المنوط بهم في هذه المرحلة.
قد لا يرتقي ما اقترفته القوات الكوردية في تل براك الى ربع ما اقترفته عناصر داعش والنصرة بحق المدنيين والمسلحين الكورد في المناطق الكوردية , واخر فصولها في تل معروف الابية والمساس بالمقدسات الدينية لآل الخزنوي الكرام , وقد لا يجوز حتى المقارنة في احيان كثيرة , ولكن الان ليس مهما المقارنة بين الانتهاكات والفظائع في ظل ( فقدان الطاسة ) والتغطيات الاعلامية المنحازة وغير المنصفة والتي تسبح في فلك المحاور والتكتلات , كما ليس مهما تسجيل النقاط ضد بعضنا البعض بقدر ما هو مهم البحث عن امكانية عدم الانجرار وراء الاعيب النظام من حيث نعلم او لا نعلم وعدم الوقوع في افخاخه الكارثية التي سيكتوي بنارها الجميع دون انتصار احد وهزيمة اخر.
بصرف النظرعن الحق والباطل والمحق والضال في هذه المعمعة فقد نجح النظام في اشعال الشرارة الاولى من الحرب الاهلية في المناطق الكوردية في سوريا بين العرب والكورد في التلال الثلاث ( حميس وبراك ومعروف ) وبمساعدة وعون العملاء والمرتزقة من جميع الاطراف , ونأمل جميعا ترجيح كفة العقل , وانه لا يزال هناك متسع من الوقت وجوانب مضيئة في الضمير والاخلاق لدى الجميع لتفادي الكارثة الكبرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر