الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوتيوبيا حمودي

محمد حسام الرشدي

2014 / 3 / 1
كتابات ساخرة


عندما كتب الفيلسوف اليوناني "أفلاطون" كتابه الشهير "الجمهورية" وتكلم فيه عن الدولة الفاضلة لم يكن يخطر ببالهِ أن تقوم بعد ٢-;---;--٦-;---;-- قرناً من وفاته دولة تشكلت على غرار مدينته ولكن بعد قراءة وصفه للمدينة الفاضلة من خلال المرآة – حيث تنعكس الصور فيكون اليسار يميناً واليمين يسار.
هذهِ الدولة التي سأحاول أن أتناولها في هذهِ العاجلة -وساسميها دولة حمودي- هي دولة حقيقية، حيث يمكن لأي إنسان أن يصل إليها، بل يمكن لأي إنسان أن يعيش بها كمواطن من الدرجة الأولى دون أن يملك لأثبات أنتمائهِ سوى عدداً من الأوراق الخضراء التي تحتوي صورةً للقديس الأصلع- بنيامين فرانكلين.
هي دولة ذاتُ نهرين عظيمين خلدهما الكتاب المقدس في أكثر من سفر -وهذا لا يهمنا لأن أغلب سكان هذهِ الدولة ينظرون إلى الكتاب المقدس نظرة عنصرية بغيضة. ما يهمنا هنا إن هذين النهرين جعلا هذي الدولة من أهم الدول الزراعية في العالم، رغم إن سكنها يستوردون حتى الفجل والبطاطا بل حتى التمر رغم شهرتها بوجود النخيل. وهي دولة صناعية بمصانع لا تعمل وبكوادر فنية ذات كفائة عالية بفنون النوم. وهي من أهم الدول المنتجة للنفط رغم إن شعبها غالباً ما يثرثر بأمورٍ غير مفهومة عن غلاء البنزين وشحة النفط الأبيض وما شابه.
في دولة حمودي يوجد دستور يحكم البلد، وهذا قد يكون مؤشراً جيداً لولا إن هذا الدستور لا يفهمه حتى من كتبه، فغالباً ما نرى نقاشاتٍ واختلافات بين النخب الحاكمة حول هل القانون الفلاني دستوري أم مخالف للدستور؟ وهل هذا القرار ينتهك الدستور أم لا؟ هذهِ النقاشات وغيرها ولدت لدى المواطن أنطباعاً إن "الدستور حمال أوجه" وأنه يحوي على محكمٍ ومتشابه، ومتشابهه لا يعرف تأويله إلا الراسخون في الحكم.
في دولة حمودي رئيس الجمهورية غائب غيبةً كبرى، وهناك اعتقادٌ بين انصاره إنه سيعود في نهاية الدورة الإنتخابية ليملئ البرلمان قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئ ظلماً وجوراً. كما إن نائبه الأول هارب بعد ثبات تورطه بقضايا الإرهاب ونائبه الثاني مستقيل.
في دولة حمودي هناك تقديس كبير للتخصص، فلكي تكون وزيراً للتخطيط عليك أن تجلب شهادة خبرة بأمور الخيرة وقراءة الطالع ومعرفة القرين، ولكي تكون وزيراً للمالية عليك أن تثبت إنك تجيد عدّ النقود. صحيح إن هناك بعض التسهيلات في الوظائف المهمة ولكن لنكن منصفين فهناك تشدد لوظائف أخرى فلا يمكن أن تكون عامل نظافة -على سبيل المثال- دون أن تجلب ألف تزكية من ألف حزب إسلامي كبير- صحيح إن الأحزاب في دولة حمودي غير شرعية لعدم وجود قانون أحزاب، ولكن دولة حمودي لا تعترف بهذهِ البيروقراطية عديمة الفائدة، فجميع النخب الحاكمة أولاً وأخيراً هم أخوة في حزب الله- ألا إن حزب الله هم الغالبون.
في دولة حمودي يمكن لأي تافه أن يكون أكثر تأثيراً من جميع المثقفين في البلد، ويمكن لأي جاهل أن يشعل حرباً بين الناس لا يقوى على زخمادها أحد- أرجوكم لا تؤلوا كلامي وتوقولون أني أسيء لباسم الكربلائي أو عبد الحميد المهاجر أو طه الدليمي أو أحمد العلواني..
في دولة حمودي يوجد برنامج كوميدي على غرار الـ(Delay Show) يقدمه رئيس الوزراء في كل أربعاء ويحاول من خلاله أن يزرع الابتسامة على وجوه أبناء شعبه السعيد، وقد حاول أحد معرضيه أن يقلده فأنشأ برنامجاً شبيهاً أسماه "الملتقى الثقافي" ولكن تبقى الأصالة والسبق للسيد رئيس الوزراء.
هنا سأكتفي -يا صديقي- عن الكلام حول دولة حمودي مرجحاً إنكَ عرفتها، وحددت مشاكلها وخطورة بقائها على هذا الحال، وربما قد تكون فكرت بحلولٍ جذرية ستنقذ هذا البلد العزيز من حالة الضياع التي يعيشها الآن، وكل ما أرجوه أن يستفيق أبناء هذا البلد ليغيروا الوضع المأساوي الذي يعيشونه خصوصاً وأنهم يملكون فرصة ذهبية للتغيير حيث يشهد بلدهم أنتخابات قد تكون أخر فرصة لينهضوا من هذهِ الغيبوبة التي يعيشونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة