الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المصرية الجديدة

كايد الركيبات
(Kayed Rkibat)

2014 / 3 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


من المعلوم أن مصر تمر بمرحلة صعبة جدا على الصعيد السياسي والاقتصادي، فعلى الجانب السياسي تقوم الاستعدادات الرسمية على التحضير للانتخابات، سواء كانت رئاسية أو حتى تمثيلية شعبية للمشاركة بالسلطة، بعد فراغها من وضع القوانين الناظمة للحياة السياسية، رغم المعارضة القائمة على أساس عدم الاعتراف بشرعية النظام الحالي الذي يمسك زمام الأمور، وبغض النظر عن هذه المعضلة، إلا أن الركب يسير بخطى متثاقلة ولا تزال عثراته تتلاحق، فحكومة الببلاوي المستقيلة للتو في مصر، عجزت عن الاستمرار ولم يكن أمامها إلا الخروج من اللعبة، لتدخل حكومة جديدة تمارس الدور ذاته، ولكن بسياسات أخرى تكون مبتكرة نوعا ما، تستطيع من خلاله تقديم حلول للمشاكل السياسية من خلال رجالات سياسة جدد عن الحكومة السابقة، على اعتبار أن السابق استنفذ فرصته، ولم يستطع النجاح أو إحراز تقدم إداري يمكن البناء عليه، إلا أن الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم محلب في مصر للأسف، تحمل بذرة فنائها في تركيبتها الجديدة، فوزارة الداخلية والتي على رأسها محمد إبراهيم، والتي لم تحرز إلا مزيدا من السمعة السيئة، من خلال التعامل مع الأحداث التي يمكن وصفها بالثورية، والتي تدور في الشوارع المصرية فصول أحداثها وتتجدد كل يوم، فشلت فشلا ذريعا في إدارة الأزمات التي عاصرتها، ومع ذلك بقي وزير الداخلية محمد إبراهيم في منصبه في الحكومة الجديدة، وكأن الأثر والغاية من التعديل لم تقدم أي نقطة تقدم لهذه الوزارة الرئيسية والسيادية.
كما إن ما ينطلي على وزارة الداخلية، يمكن القول به على وزارة الدفاع، فعودة السيسي بمنصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ينم عن أمر مهم وهو تمكن السيسي من القبض على مفاصل القرار السياسي المصري، هذا إن لم يكن متفردا بذلك، فالرجل يخطط بهدوء للوصول إلى رأس السلطة في الجمهورية المصرية، وهو لا يُخفي ذلك، ولكن الرجل يسعى لذلك الهدف من خلال معايير الديمقراطية العالمية، فالرجل استطاع من خلال سلطاته العسكرية من تغيير مسار الثورة المصرية، وتوجيهها باتجاه يمكنه من خلاله أن يجعل الشعب يطالب بتسلمه للسلطة بالبلاد بدون منافس، فعامل الذكاء الذي استخدمه السيسي والمدعوم بقبضة محكمة على مفاصل صنع القرار الرسمي، أسهم في خدمة مصالحه، وهذا ما دل عليه التشكيل الوزاري الجديد في مصر، فلو كان الرجل مجرد قائد للقوات المسلحة لكان من الأولى أن يتم استبعاده من منصبة، نتيجة السخط العارم الذي واجهته العمليات العسكرية للقوات المسلحة المصرية في تعاملها مع المتظاهرين العزل، والمبالغة في قمع أي تجمع معارض للسياسات الحكومية.
وبالنتيجة فان التغيير الحكومي برئاسة إبراهيم محلب في مصر، لم يكن ذو فائدة ما دام كل من وزير الداخلية ووزير الدفاع باق في منصبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال