الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار ونزعة الليبرالية ..

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

2014 / 3 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


سيدة فى تضحايتنا من أجلها, وبذرة نناضل كي نغرسها فى جبين الواقع حتى نتحرر, لكن الانتهازيين الذين يركضون خلف مصالحهم يعتقدون أنها ثمار عليهم أن يستثمروها أو أن يسرقوها حتى تتحقق ذاتيتهم.
إنها أيها السادة الثورة, تلك الأميرة التى نحملها جميعاً فى الدم, ونلدها جميعاً بعد سنوات طويلة من النضال داخل بنيوية النظام الرأسمالي, هى الثورة يا سادة التى تبناها ماركس فى وضع نظرية للتغير, هي الثورة التى تحقق حلمنا البدائي فى أن نكسر القيود ونغير حتمية هذا الواقع المتسخة بفساد هذا النظام .
لم يكن اليسار يوماً حليف أفكارة, بل تنازل اليسار لضمان وجودة فى أحيان وذاتية قياداته في أحيان أخرى, وحين أعطانا الواقع بالخطأ فرصة كي تجعلنا ننطلق من سبات دام لأعوام كنا فيها ظل للبرجوازية, نخدم أهداف الليبرالية ونبارك وجودها, علينا أن نعترف أن الإشتراكية الخيالية قد نسجت خيوطها فى عقول بعض القيادات, ولا ننكر أيضاً أن المثالية قد إستولت على عقول البعض منهم, وكذلك الشباب, إعتقدوا أنهم وصلوا لمرحلة الكمال فإما إلى الإنعدامية أو إلى البرج العاجي الذي تقوقعوا خلف جدرانه متكبرين الإنخراط بين صفوف العمال, وأستبدلوا مياديننا الحقيقه كالمصانع والمزارع وأمام بوابات الوزارات, بميادين وهمية كالتحرير وغيره, قد تكون هذه الميادين مهمه فى مرحلة الثورة الأولى كعامل دعوه للفكر, لكنها لن تقيم ثورة إشتراكية . وكذلك العمال لن يقوموا وحدهم بتنظيم أنفسهم وتثقيف أنفسهم ومن ثم بناء الحزب الثوري والنضال من خلاله ثم إشعال الثورة الأشتراكية والإستيلاء على السلطة .
إن الثورة المصرية أظهرت هذا التباين الواضح بين أفكارنا التى نتحدث عنها معاً كرفاق فى مقرات أحزابنا, وبين حركتنا الواقعية من أجل نشر هذه الأفكار في عملية التقيف والتأطير بين صفوف العمال والفلاحين والطلبة, فهناك عزوف من اليساريين عن فعل هذا, أدى إلى عزوف العمال عنا .
1- ما بعد 30 يونيو
تحدثت فى مقالات سابقة أن المؤسسه العسكرية تنتظر فرصة تمكنها من الإنقلاب على الإخوان مستغله الغضب الشعبي الجارف لهم, وهذا ما حدث, وأيضاً يمكننا ان نرى أن وجود الإخوان فى الشارع من هذا اليوم حتى الآن هو الإعصار الذي يقود إلى فاشية عسكرية حتى تقضى على الإرهاب, فيكون علينا أن نقبل الفاشية العسكرية فى مقابل القضاء على الإرهاب, فنتنازل ضمنياً عن الديموقراطية من أجل هذه الحرب الوهمية, وهذا ظهر فى التشكيل الوزارى السابق "الببلاوي" والقوانين التى سنت كقانون التظاهر مثلاً .
لذلك لم تكن 30 يونيو ثورة بل موجه جديده إستغلتها المؤسسة العسكرية كي تنقب على السلطة, وتعيد إلى يدها زمام الأمور, فكان الداعي للحشود فى 30 يونيو الحزب الوطنى ورجالات مبارك, وحين أنتهوا من الإخوان بإسقاطهم من خلالنا, إلتفوا للثوار وبدأوا فى إعتقالهم وتهديدهم إلخ .. فهذا لا يبشر بالخير, فالليبرالية التى سقط قناعها فى 11 فبراير, وأخذت تتلون بتحالفها مع الإسلام السياسي مره, ثم عادت إلى مداعبة العسكر والعوده من خلالهم مره أخرى, هذه هى الحقيقه للأسف, أسقطنا فاشية دينيه لتصعد فاشية عسكرية بدلاً عنها.
إن النظام الرأسمالي فى مصر -وإن كان بدائي البنية- فهو يأخذ مسار 25 يناير ليعود بنا إلى نقطة البداية مره أخرى, فمن يخرج من العمال ليعترض على عدم صرف الأجور والقيادات الفاسدة فى الشركات, يقال عنه إخوانى بكل سهوله, فلهذا يُبقى العسكر الإخوان فى الشارع حتى يسهلوا على أنفسهم الإستيلاء على الحكم من خلال إستغلال بحث الطبقة المتوسطه على الإستقرار, وإستخدم أدوات الإرهاب كالتفجيرات وغيرها من أجل خدمه الأهداف السياسية للنظام كالتصويت للدستور وترشيح السيسي رئيساً .
فالوضع منذ 30 يونيو متشابك ويحيط به الضباب لكن علينا أن نناضل حتى نحدد أين نقف وإلى أين ستكون خطوتنا التاليه ..
2- الديموقراطية الفاسدة
إنها ديموقراطية النظم الرأسمالية, التى تدفع الشعب من خلال سيطرتها على الدولة, بأن يسير فى فلكها, ويحقق دون علمه مشيئتها, وهذا ظهر لنا من إستفتاء مارس 2011 وخلال الإنتخابات البرلمانيه وتحالف العسكر مع الإخوان بمباركة ليبراليه ثم الإنتخابات الرئاسيه التى أفرزت لنا مرسي, ثم 30 يونيو الذى أفرز لنا ما نعيشة الأن .. فالديموقراطيه الحالية هى ديمقراطية من في السلطة, لذلك ستنصر الثوره حين تصبح ديموقراطيتنا نحن أغلبيه الشعب وليس حفنة رجال الأعمال الذين يتقلد بعضهم مناصب الدوله الآن والآخرين يدعمون ما يحدث ..
3- الانتخابات الرئاسية
اليسار الآن منقسم حول من هو المرشح الذى ندعمه .؟! وهو سؤال أحمق فعلاً, لأن من يختار السيسي لأنه "ضرورة وطنية" ويعد نفسه بأنه مثقف هو فى الحقيقه يسير خلف عفوية الشارع بل ويؤسس لها أيضاً, فكيف بهذا المثقف الذي من المفترض أن يكون فى الصفوف الأولى بالثوره أن يترك الصف ويشارك البرجوازية الصغيره أوهامها .؟؟! إذا اردت أن تحرر القطيع عليك أن تخرج أولاً عنه, لا أن تنغرس أكثر فى جنباته وحركتة ..
وكذا من يرى فى حمدين صباحى مشروع الثورة, فهو للأسف يغمض عيناه ولا يدرك أن حمدين صباحي مناضل السبعينات, ليس هو حمدين صباحي الذي نراه فى الإعلام يناقد نفسه, ولا يملك حتى برنامج ثورة, فهو يداعب الليبراليه من ناحية والمؤسسه العسكرية من ناحية أخرى, والأخوان من ناحية ثالثه, ولو إستطاع سيتحالف مع الشيطان, حتى أن مشاركته فى هذه الإنتخابات هى خيانه للثورة, فهو يضفى شرعية للنظام وديموقراطيته ..
ربما هذا الجدل بين الشباب والنخب هو أمر أحسبة موروث لدينا, فهذا يجسد لنا موقف حركة حدتو الذي لا نزال نعاني ماضيه فى الموقف من عبد الناصر ونظامه, وللأسف يقع الأغلبية فى هذه الإخطاء مره أخرى ..
4- نقد اليسار
كم إنتقدت اليسار ولا يزال يسير على نفس خطاه, كمن يطارد ظلة ويحارب طواحين هواء, متى سيخرج هذا المارد من قمقمه ويستكمل الثورة ..؟
متى سأجد الشباب المثقف يقف بين صفوف العمال يزرع فى عقولهم الفكر ويشاركهم معاركهم .؟
متى سأجد اليسار قوى يخيف الليبرالية ولا يمسك بذيلها ويردد كلامها .؟
متى سيتحرر يسارنا من الرجعية والقولبة والتقليد وينطلق للأمام .؟
متى سيتحد اليسار ويسمو فوق خلافاته الذاتية ومرجعياته المختلفة ويتحد على أرضية الاشتراكية العلمية .؟
متى سيقوم اليسار بدوره ويجعلني أتوقف عن نقده .؟!
رسالتي لليسار التاريخ لا يكرر نفسه, فلا تفرط في فرصتك لتعود المعبر الأوحد عن حقوق ومطالب العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا