الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل دخلت مصر بيت الطاعة الامريكى

محمد يوسف

2005 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رهان المعارضة المصرية على الدمقرطة الامريكية

بعد رحلة شد وجذب على مدى 54 عاما
الثورة اصطدمت بمصالح الامبريالية الامريكية وظهر العداء بين الطرفين .
امريكا حاولت احتواء ثورة يوليو فعرضت فكرة الاحلاف
للاسف الشديد ..
مصر اصبحت قاعدة للمصالح الامريكية فى المنطقة بعد نصر اكتوبر.
فى كتابه " النهب الثالث لمصر " يوضح الكاتب الراحل سعد الدين وهبة ان علاقة مصر وامريكا تشبه العلاقة بين زوجين من عائلتين محترمتين مثقفتان يشغلان مناصب اجتماعية مرموقة حريصان اشد الحرص على الظهور باطيب المظاهر انهما خارج المنزل يتبادلان الاحاديث بحساب والمجاملات ويفرضان الاحترام الزائد الذى يشاركهما اى نشاط من انشطة الحياه طعاما او رياضة او تمضية لوقت الفراغ .. هذا خارج البيت اما عندما ينغلق عليهما الباب فيمكن لكل واحد ان يقول رايه فى الثانى بطريقة واضحة . ترى ما هى خبايا العلاقة بين مصر وامريكا بعيدا عن الاوراق الرسمية ؟ وما وما هى الركائز التى يرتكز عليها كلا البلدين فى علاقته بالاخر ؟ هل هناك ثمة مصالح بين الطرفين من شانه تحقيق علاقة محترمة .. ام ان الامر غير ذلك . يحدثنا التاريخ عن بدء العلاقة المصرية الامريكية فيعود بنا الى القرن التاسع عشر وتحديدا فى عهد الخديوى اسماعيل الذى استقدم بعض قادة الجيش الامريكى لاعداد جيش منظم لمصر .. ومع ذلك يمكن القول ان البداية الحقيقية للعلاقات بين البلدين كانت بعد الحرب العالمية الثانية فى عهد الملك فاروق حيث قدمت الولايات المتحدة 3 ملايين دولار خلال اعوام 1945 و 1946 و 1947 و 1948 حصلت مصر على نصيبها من مشروع مارشال فقدمت امريكا لمصر 9 ملايين دولار من عام 1948 الى عام 1952 . وبعد قيام ثورة يوليو حاول جمال عبد الناصر ومنذ اللحظات الاولى للثورة ان يكسب ثقة امريكا وان يطمئنها بأن الثورة مسألة داخلية بين جيش مصر المعبر عن شعب مصر والعرش الفاسد لاخر ابناء محمد على وهو ما دفعه الى ايفاد على صبرى للسفارة الامريكية وقبول وساطة السفير الامريكى جيفرسون كافرى بين الثورة والملك فاروق ليطمئنه على حياته ويسمح له باختيار المنفى الذى سيذهب اليه وعندما اعتدى الكيان الصهيونى على غزة للاقلال من شان ثورة يوليو لجأ عبد الناصر الى امريكا للحصول على السلاح وسافرت البعثات المصرية وقضت شهورا ولم تعد الا بمجموعة من المسدسات التى لاتصلح الا لعساكر المرور . وعندما رفضت مصر رغبة دالاس وزير الخارجية الامريكى فى ذلك الوقت بانضمامها الى حلف بغداد حلت عليها لعنة امريكا التى قامت بسحب تميل السد العالى فما كان من عبد الناصر الا ان قام بتاميم قناه السويس وهو ماترتب عليه قيام انجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى بالعدوان الثلاثى على مصر عام 1956 .. ووقف ايزنهاور الرئيس الامريكى انذاك فى وجه هذا العدوان وهلل اصدقاء امريكا لهذا الموقف الذى لم يلبث الا وانكشف على حقيقته وليظهر المستعمر الجديد فى ثوب جديد خلفا للمستعمر القديم .. ومن ثم طرحت مجموعة من الاحلاف الجديدة فى اواخر الخمسينات كأسلوب جديد للامبريالية فظهر مشروع ايزنهاور لملء الفراغ ثم الحزام الافريقى ثم الحزام الاسلامى وبالطبع رفضت مصر كل تلك المشروعات ومن ثم كان طبيعيا ان تخرج مصر من الجنة الامريكية . والجدير بالذكر ان مبلغ المساعدات المالية الذى كانت تقدمه امريكا لمصر قد ارتفع من مليون الى 30 مليون دولار تقدم فى برنامج الطعام من اجل السلام ولم نتقطع هذه المعونة رغم الاختلاف السياسى الشديد بين البلدين فى هذه الحقبة .
قاعدة هامة . ساءت العلاقات بين مصر وامريكا وبلغت قمتها عام 1967 عندما اشترك الرئيس جونسون فى مؤامرة هجوم الكيان الصهيونى على مصر ووقوفها على ضفة السويس الشرقية . وفى فترة اللاسلم واللاحرب حاول السادات ان يلجأ الى الجانب الامريكى ليتدخل حتى يقبل الكيان الصهيونى احدى مبادراته التى كان يعلنها بين الحين والاخر ، وجاءت حرب اكتوبر 1973 وجاء كيسنجر ليحقق الفصل بين القوات المصرية والصهيونية ثم جاءت زيارة السادات للقدس فى نوفمبر 1977 واتفاقية كامب ديفيد والسلام المزعوم مع الكيان الصهيونى ومنذ ذلك الوقت اصبحت مصر من وجهة النظر الامريكية قاعدة هامة لسياستها فى الشرق الاوسط وهو ما استتبعه وجود امريكى سياسى واقتصادى فى مصر وهو ما استتبعه ارتفاع ما يسمى المعونة الامريكية الى 800 مليون دولار بعد انقطاعها منذ عام 1967 حتى 1975 اضافة الى المساعدات العسكرية التى يزيد متوسطها السنوى على مليار دولار .
تزوير للتاريخ
يقول احمد شرف ممثل الشيوعيين المصريين : يجب التاكيد على ان امريكا لم تكن فى يوم من الايام قوة اعتدال عالمى باى معنى من المعانى فقد اشيع خاصة بعد ثورة يوليو وهم ان امريكا قامت بمعاداه الاستعمار البريطانى بناء على انها كانت مستعمرة بريطانية وورائها تراث حضارى وهذا فى حد ذاته خطأ كبير وتزوير حقيقى للتاريخ لانه اذا كالن هناك تاريخ تحرير لامريكا فانه لم يزد كثيرا عن بضع عشرات من السنين تحولت بعدها الى القوى الاستعمارية والعوانية الاكبر فى تاريخ العالم منذ الحرب العالمية الاولى بل وقبلها وبالتالى فهى ليست قوة اعتدال وليست خيرة فى النظام العالمى بل هى زعيمى معسكر الشر فى العالم . ويضيف شرف : بالنسبة للعلاقات المصرية الامريكية فقد كانت بدايتها الحقيقية فى الاربعينيات حيث كان لديهم نظرية تسمى نظرية الفراغ الاستراتيجى شرق قناه السويس والتى تعنى فى الفهم الامريكى ان انسحاب بريطانيا وفرنسا سيوجد فراغا على امريكا ان تملؤه ومن هنا طرحت فكرة الاحلاف العسكرية فى الاربيعينيات والخمسينات الا ان القيادة السياسية المصرية بعد ثورة يوليو قاومت هذه الفكرة لانها كانت تبغى الاستقلال الوطنى الا ان امريكا ظلت تجدد دعوتها بين الحين والاخر .. وفى المقابل تخيلت القيادة المصرية الثورية انذاك ان هناك املا فى امريكا الى ان قامت الاخيرة برفض تسليح الجيش وتميل السد العالى فاتضح انها ليس قوة دعم للتحرر الوطنى بل تريد ملء الفراغ التاريخى الناتج عن انسحاب الامبراطورية البريطانية من شرق القناه ومن منطقة الشرق الاوسط ومن ثم بدأ لونها الاستعمارى يتضح بما يؤكد ان التيار الاستعمارى هو الغالب على التفكير الغربى عبر مراحل بالرغم من وجود استثناء وحيد فى هذه الفترة عندما وجد تيار اشتراكى كانت تمثله بعض الدول مثل دول الكتلة الشرقية التى كانت منعزلة عن التيار الاستعمارى والتى دعمت حركات التحرر الوطنى فى العالم العربى دعما حقيقيا فالاتحاد السوفيتى هو الذى اعاد بناء القوات المصرية وتمويل السد العالى وبسقوطه ـ اى الاتحاد السوفيتى ـ رجعت الهيمنة الكبرى للتيار الاستعمارى الغالب فى الحضارة الغربية والتى تعبر عنه حاليا الولايات المتحدة وعن علاقة مصر بامريكا فى العصر الراهن يشير شرف الى ان الامريكيين انفسهم يقولون فى اكثر من كتاب لهم عن نظام السادات مثلا نظام الدركى الوكيل او الغفير المعين من قبلنا فنحن نظام نعمل فى مصلحتهم وهم لا ينظرون الينا على اعتبار اننا دولة كبيرة بل هى علاقة وكيل لديهم وتابع يعطوه قروشا يرمون بها فى وجهه وهم يعلمون ان المقابل سيكون الكثير والكثير فى 60 % مما يسمى بالمعونة الامريكية ترجع الى الجيوب الامريكية فى صورة مرتبات وهناك قانون اقتصادى يحكم ذلك مفاده انه مقابل كل دولار يدخل مصر يخرج ثمانية .
الامر والمؤتمر .
ويقول احمد شهيب احد الضباط الاحرار ورئيس حزب الوفاق القومى : اعتقد ان علاقة الامريكان بمصر والتى بدأت فى عهد الملك فاروق يمكن ارجاعها الى عدة اسباب ترتبط بتلك الظروف التى اعقبت الحرب العالمية الثانية والتى شهدت زعزعة لدور بريطانيا فى مصر ورغبة الولايات المتحدة وراثة هذا الدور وكسب هذا المكان كبقعة استراتيجية هامة . بعد الثورة ـ كما يضيف شهيب ـ سارت العلاقات المصرية الامريكية كما هى ما دامت لم تصطدم اهداف كل دولة باهداف الاخرى الى ان رفضت مصر الانضمام الى حلف بغداد ورفضت الولايات المتحدة تمويل السد العالى وغيرها من الاحداث التى كانت سببا هاما لنشأة المشاكل الشياسية بين البلدين ثم جاءت حرب 1967 لتنقطع العلاقات نهائيا . ويأتى السادات كما يقول شهيب ليعلن ان 99% من اوراق اللعبة فى يد امريكا فى اعلان صريح لاستعداده لقبول شروطهم وتأتى حرب اكتوبر المجيدة والتى شهدت اروع بطولات العسكرية المصرية الا ان السادات اضاعها بسياساته الفاشلة ةتبدأ صفحة جديدة فى العلاقات المصرية الامريكية وتنخمر المعونات الاقتصادية فى مصر كثمن لمعاهدة السلام المزعومة بين مصر والكيان الصهيونى . ومن هذه الفترة الى وقتنا الحالى فإن علاقة الامر بالمؤتمر هى ما يمكن ان توصف به علاقة امريكا بمصر وهذا يظهر جليا على كل المستويات ليس ثمة شروط بل اوامر امريكية يتم تنفيذها فعل سبيل المثال تتدخل امريكا عن طريق صندوق النقد والبنك الدوليين فى تحديد اتجاهات مصر الاقتصادية وبالتالى فى صناعة قرارها الاقتصادى والذى يتماشى مع مصالحها ـ اى امريكا ـ ومع مصالح فئة ضئيلة من رجال الاعمال دون ادنى اعتبار لمصالح السواد الاعظم من الشعب ويكغى ان ندلل على ذلك بصدور قوانين الخصخصة وبيع القطاع العام والمعاش المبكر وهى قوانين ادت الى تشريد الاف العمال والموظفين وانضمامهم الى جيش البطالة الذى يتزايد عامل بعد اخر الا انها قامت فى المقابل بتسريح سياستها القائمة على السوق الحرة فى المنطقة بما يخدم اهداف الامبريالية الامريكية وتجدر الاشارة هنا الى فشل مشروع زراعة ارض الجزيرة بالسودان بتمويل ليبى وايدى مصرية وهو مشروع كان من شانه تحقيق الاكتفاء الذاتى العربى من القمح وتوفير فرص عمل الا ان الامبريالية قامت بضرب هذا المشروع حيث كانت تنظر له عاى انه بمثابة بداية للتكامل الاقتصادى بين الدول الثلاث وبالتالى التكامل السياسى وهو ما ترفضه الامبريالية لانه يهدد خطتها فى منطقة من اهم مناطق العالم كما ان هناك توجيهات امريكية تقضى بتعميم مساحات الاراضى المزروعة قمحا حتى نظل دائما فى حاجة اليهم وبالتالى لا نستطيع اصدار قراراتنا بما يتناسب مع مصالحنا الوطنية القومية .
سيطرة امريكية .
يقول الخبير الاقتصادى عبد الخالق فاروق : ان مؤسسات التمويل الدولية التى تسيطر عليها الولايات المتحدة تلعب دورا كبيرا فى صنع سياسات مصر الاقتصادية وهناك نماذج كثيرة لتقارير دولية قام بصياغتها البنك وصندوق النقد الدوليين ترسم كل ما يتعلق بالمجتمع ومتطلباته على المستوى التشريعى والتنفيذى فمثلا يوجد تقرير قام بصياغته البنك الدولى عام 1991 يحمل رقم 10049 يشير الى كل ما يتعلق بقوانين الاستثمار وبالفعل تمت الاستجابة لملاحظات التقرير وتنفيذها مثل قانون الاستثمار الموحد وقانون الضريبة الموحدة كما تمت مراعاه عدة قوانين مثل قانون الشركات 159 لسنة 1981 والقانون 130 لسنة 1989 الخاص بشركات الانفتاح كما يوجد للبنك تقرير اخر صدر عام 1992 قام بتحديد بعض اللوائح التنظيمية والامتيازات الممنوحة للقطاع الخاص بهدف اجراء مجموعة من التعديلات كمراجعة نظم تراخيص الاستثمار على المستوى المحلى والقرارت الوزارية مثل القرار 176 لسنة 91 الذى يحدد السلع المحظورة ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع