الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا..مشهد جورجيا،اوكرانيا،وسايكس بيكو

احمد البهائي

2014 / 3 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


روسيا..مشهد جورجيا،اوكرانيا،وسايكس بيكو
في التصريحات أدلى بها راسموسن الأمين لحلف شمال الأطلسي ، عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء بالناتو 2014-02-27 ، أكد فيها ان أن أوكرانيا، تعتبر أهم قضية أمنية في أوروبا في الوقت الراهن، وشدد راسموسن على استمرار الدول الحلفاء في الناتو في دعم سيادة أوكرانيا واستقلالها، مضيفا "نحن مستمرون في دعم وحدة الأراضي الأوكرانية، وحماية مبدأ عدم انتهاك الحدود".

وكأن المشهد لم ينتهي بل توقف قليلا حسب توقيت احداث التاريخ ، ليضاف عليه بعض التعديلات التي تشمل الديكورات والاضاءة ، بجانب الموقف الميلودرامية المدخلة لتواكب الحدث ، فاحداث جورجيا بكل مواقفها ليست ببعيدة عن المشهد فالابطال الرئيسيون مازالوا متواجدين بملابسهم ومكياجهم بل هم من رسموا الخطوط العريضة لسيناريو الحدث .
فجورجيا منذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي وهى كانت تلهث من اجل التحالف مع الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص ، بل تعمدت ان تكون اداة مطية ولينة لامريكا والغرب في تضييق الخناق على جارتها الكبرى روسيا ، وذلك منذ مجيء سكاشفيلي للسلطة في جورجيا " الثورة الوردية " ، والجميع يعرف من هو سكاشفيلي وكيف كون وانتمائه وولاءه للامريكان والغرب ، حيث كانت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا هما مسرح المشهد وقتها ؛ واللتين سبق انفصالهما إثر نزاعات مع حكومة تبليسي حيث يقطنهما غالبية روسية قامت روسيا بمنح معظمهم جنسيتها ، فسيناريو المشهد في العلن كان بناء وهادف ومشروع ، فقد قام سكاشفيلي فيه بتشخيص هذا الدور بمغامرته التي ظن انها مشروعة باستعادة السيادة على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ، مما يؤهل بلاده لان تكون مرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي ومن ثم حلف الناتو ، ولكن في الخفاء وبين كواليس العرض تظهر النوايا وتعد خاتمة المشهد بجدية من جانب كاتب السيناريو الخفي ، وهي محاصرة روسيا وخنقها بدخولهم لنطاقها الحيوي، واقترابهم من بحر قزوين الحيوي لروسيا ونفطه ، واخيرا والاهم تهديدهم لصناعة السلاح الروسي القائمة على المشاركة والتعاون مع أوكرانيا خاصة، التي سبق لأميركا أن دعمت انضمامها (اوكرانيا) وجورجيا للناتو في قمة بخارست في الاول من ابريل 2008 ، ولكن توقف المشهد بعد اقتحام الروس عرض الكواليس بقوة ، وتغيرت احداث المغامرة وفرض موقف مفاجي وجديد باحتلال الروس أوسيتيا الجنوبية بل وتقدمها إلى داخل أراضي جورجيا ، وها هنا يعاد المشهد بعد توقيفه حسب توقيت التاريخ على الاراضي الاوكرانية بعد ثورتها البرتقالية التي تم استغلالها ، التي حاولت فيها امريكا والغرب التسلق وقطف ثمارها لاحياء المخطط واعادة بروفة وراء الكواليس ، ولكن هذه المرة بالغاء موقف المغامرة السكاشفيلية التي افشلها الرئيس الروسي " ميدفيديف " وقتها ،والتي كان عنوانها " أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا " التي سبق ذكرها ، واسبعادها بمشهد موقف نضالي مشروع لا خلاف عليه حسب رأيهم ويجب تحريكه وطرحه وعرضه اقليميا ودوليا وامميا كحق مغتصب ومعتدي عليه ، عنوانه " شبه جزيرة القرم " الاوكرانية التي دخلتها القوات الروسية بأمر من بوتين هذه المرة بعد احدات كييف التراجيدية الاخيرة المصحوبة بمواقف كوميدية سوداء ، هذا هو الظاهر من العرض ، ولكن وراء الكواليس تظهر النوايا بمغامرة تعد على عجل قد يقوم بها حكام كييف الجدد بدخولهم في نزاع مسلح مع الجارة الكبيرة قد تنتهي بتقسيم اوكرانيا واشتعال المنطقة كلها بحرب لصالح امريكا ، ويمكن من خلاله تحقيق غرض المشهد " جورجيا " الذي اوقفه الدب الروسي بعد اقتحام ساحة العرض وفرض نفسه كبطلا اساسي فية .
فامريكا تعلم ان روسيا تريد العودة بقوة كلاعب اساسي وصاحب دور بطولي مؤثر على مسرح الحياة السياسية العالمية ، وهذا ما لا يريده صانع القرار الامريكي ، فهو يريد الدب العجوز الذي شاخ وتساقطت انيابه واصبح كفيف يتلمس من يعينه ، فنجد صانع القرار الامريكي يبذل قصارى جهد في شق الصف بين ورسيا واوروبا الغربية ومحاولته المستمرة والمستديمة في افشال اوجه هذا التقارب بوضع المطبات والعراقيل السياسية والاقتصادية والامنية ، كذلك التحريك العرقي والطائفي والديني والدعم الاستقلالي في المناطق والجمهوريات التي تقع في النطاق الحيوي لروسيا مثل الشيشان وغيرها بهدف سلخ القوقاز وتقليبهم على روسيا ، كذلك اثارة المشاكل بين روسيا والدول الحدودية معها والقريبة منها كبولندا والتشيك وأذربيجان وغيرها ، من خلال اتفاقيات مع تلك الدول باقامة مشروعات تبدأ اقتصادية وتجارية ثم تتحول الى امنية دفاعية امريكا لتحقق حلمها الكبير وهو الدرع الصاروخي .
والان نأتي الى ما هو اكبر ويهمنا جميعا ما يحدث في سوريا من مشاهد ومواقف سوف تكتب في صفحات التاريخ ، فكلنا نعرف مخطط سايكس بيكو كيف كان ، وكيف كان الروس فيه وقتها ودوره المؤثر على عملية التقسيم ومطامعه التي كانت لا تنتهي ، بعد دوره في سقوط الخلافة الاسلامية ، والخلاف على تقسيم الارث والتركة العثمانية مع نفس الدول ذاتها الان ، تلك الدول نفسها التي استطاعت بافتعال المشاكل الاقتصادية والعرقية والدينية والاحتجاجات والاضرابات داخل الامبراطورية الروسية ، ان تخرج الدب الروسي من حسبة الارث والتقسيمة لتفوز هي بالميراث الاكبر وتقسمه بينها وتخرج روسيا التي كانت منهكة بصراعتها الداخلية والاقليمية تاركين لها مقعد المشاهدة وعض الاصابع على ما فاتها ، وكأن التاريخ يعيد نفسه وهذا ما يحدث الان ، وهو الاعداد لمشهد العرض الختامي سايكسبيكو الجديد للمنطقة العربية تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.
واخيرا نحن ليس بصدد الدفاع عن هذا اوذال فكلا منهما له مطامعه ونفوذه ، بل ما يهمنا نحن هو كيف نقرأ ما بين سطور تلك المشاهد والاحداث حتى لايتكرر الخطأ ونعي الدرس والمستفاد من العرض ، لكي تكون لنا استراتيجية التعامل مع المواقف حتى لو كانت تعد من وراء الكواليس ، فعلى سبيل المثال ما يحدث الان في ملف سد النهضة الاثيوبي الذي يهدد مصر ، هل وعينا للعرض ودراسة المشهد دراسة جيدة ، وعرفنا نوعية المغامرة وابطالها الفعليين ، ومن هو كاتب مشاهدها وسيناريو عرضها ، ومتى نلغي عرضها ، فلاديمير بوتين وطني ..رغم الاختلاف الجذري معه تماما ولكن ,,,,
بوتين ارسل الالاف من الجنود الى شبه جزيرة القرم ، بحجة الدفاع عن الجموع الناطق باللغة الروسية فالغرض واضح ، وقال في حالة احتدام التوتر في الجزء الشمالى من اوكرانيا بما يؤثر على المصالح الروسية سوف يكون هناك حديث اخر عملى وعلى ارض الحدث ، ياتُرى ماذا فعل صاحب القرار في مصر في ملف سد النهضة الاثيوبي ، الذي يمثل الخطر الحقيقي على حياة المصريين بل يهدد امن وبقاء مصر نفسها !! ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل