الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي أسباب فشل الأنظمة السياسية الإسلامية؟

غازي الجبوري

2014 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت الفترة التي أعقبت وفاة الرسول محمد (اللهم صل وبارك عليه وآله) قيام عدة أنظمة سياسية حاكمة منطلقة من نظرية الإسلام ، الدين الإلهي الوحيد والذي لا يختلف اثنان من المسلمين على كماله وانعدام النقص فيه لكونه صادر من الإله الذي خلقنا والأعلم بما يصلح لنا وما لا يصلح.
إلا أن ما تحقق على عهد هذه الأنظمة من مقومات الحياة الحرة الكريمة التي يريدها الله تعالى لعباده من بني آدم اخذ يضمحل عما كان الحكم عليه في عهد الرسول (اللهم صل وبارك عليه وآله) - والذي جسد وعكس طبيعة النظام النموذج للحكم الذي أمر الله تعالى به - كلما ابتعدنا زمنياً عن ذلك العهد لدرجة انه أصبح اليوم يجسد النقيض تماماً لذلك النظام الإسلامي الأول ، إلا انه لازال يتم استغلاله للوصول باسمه وبواسطته إلى مواقع السلطة والمال من قبل الطامعين بها بسبب جهل الكثير من الناس المتعلقين بالدين الإسلامي ورمزه الرسول الكريم (اللهم صل وبارك عليه وآله) وظنهم أن هؤلاء نموذج لحكام العهد الأول.
ويعتقد أغلبية المسلمين أن الحكم الوحيد الأقرب للنموذج الأول هو عهد كل من أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (اللهم صل وبارك عليه وآله) وعمر بن عبد العزيز رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته من بين الأنظمة الأخرى التي حكمت باسم الدين الإسلامي عبر التاريخ.
ولذلك فإننا لا نفتري على الناس في عدّ جهلهم بحقيقة الحكام باسم الدين الإسلامي من أهم أسباب تولي الأنظمة السياسية الإسلامية نظرياً المناقضة له واقعياً لان هناك دليل صارخ على ذلك وهو وجود الكثير من الأتباع والناخبين لهؤلاء الحكام وإنهم لازالوا يصدقونهم وأعادوا انتخابهم في الأنظمة الانتخابية برغم فشل جميع التجارب السابقة لحكم المتاجرين باسم الإسلام وبرغم كل ما أصاب المسلمين على أيدي هؤلاء الحكام من أضرار وتخلف وتراجع وانتهاكات للحقوق والحريات.
وهذا ما دعا أعداء الدين الإسلامي إلى اتخاذ هذا الفشل كأحد أسلحة محاربة الإسلام مبررين ذلك بان الدين الإسلامي دين يدعو إلى الجهل والتخلف والطائفية والتعصب والتطرف والعنف والتمييز بين المرأة والرجل وبين الثري والفقير ، بل ودفع ذلك حتى المسلمين من استغلال هذا الفشل الفظيع للمطالبة بقوة بفصل الدين عن السياسة وإبعاد الأحزاب الإسلامية عن السلطة والمطالبة بإقامة أنظمة سياسية وضعية.
وهذا بالتأكيد يعد اكبر ضربة يوجهها الحاكمين باسم الدين الإسلامي له ناهيك عن قيامهم بإنشاء أديان فرعية على شكل فرق وطوائف ضالة تدعي الانتماء للدين الإسلامي وهو منها براء ، أسهمت في خلق تخندق حاد على هذا الأساس أدى في النهاية إلى صراع تاريخي دموي للاستيلاء على السلطة والاستئثار بها مستغلين تصديق الناس لهم بسبب الجهل كما اشرنا آنفاً وهذا اخطر ما نتج عن هذه السياسة التي كان للأعداء الدور الرئيسي في بذرها وتنميتها وترسيخها في العقول والنفوس مما يسمح لنا أن نعده افتك سلاح على الإطلاق يستخدمه أعدائنا ضدنا بل انه افتك حتى من أسلحة الدمار الشامل للعدد الكبير من القتلى الذي نتج عن الصراع بين هذه الفرق والطوائف الضالة والتقسيم والتمزق والضعف الذي سهل على الأعداء احتلال بلادنا ونهب خيراتنا.
ولحل هذه الإشكالية الخطيرة المزمنة فان الحل يكمن في قيام الناس المدركين لهذه الحقيقة بالسعي لبناء نظام سياسي لا يمت للدين الإسلامي من الناحية النظرية وإنما يعمل على بناء المجتمع المنشود الذي يريده الله تعالى لنا والذي يوفر كل مقومات الحياة الحرة الكريمة والمرفهة للمواطن دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى الإسلام لكي لا يواجه من قبل أعداءه ولكي نثبت أن كلاً من الديمقراطية والإسلام يجمعان على هدف واحد وهو جعل الإنسان سعيد في كل زمان ومكان لان مقاصد كليهما هي جلب المنافع ودفع المفاسد وبالتالي فليس هناك أدنى تناقض بينهما وهذا يتطلب تشريع قانون يحضر إقامة أحزاب دينية وحتى قومية لأنها تفعل ما تفعله الأحزاب الدينية في تقسيم البلاد لضمان قيام أحزاب وطنية توحد البلاد وتحرص على استقلالها وتقدمها والحد من التبعية للدول الأخرى تحت أغطية دينية وقومية وتنفيذ أجنداتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف