الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين أو هتلر الثاني

التهامي صفاح

2014 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كشف بيت الرئيس الأوكراني المعزول يانوكوفيتش عن مظاهر البذخ والتسيب في الإنفاق بل الهبل في عدم الحرص على أنه رئيس مسؤول أمام شعب بأكمله في الوقت الذي كشف إستطلاع للرأي للمواطنين الذين كانوا مرابطين في ساحة "ميدان" (أي الإستقلال) بالعاصمة الأوكرانية كييف على أزمة إقتصادية خانقة عززها إكتشاف الحكام الجدد لأوكرايينا У-;-к-;-р-;-а-;-ї-;-н-;-а-;- (أكرانيا) أن خزائن الدولة فارغة. من نهب أوكرايينا ؟ طبعا هو وعائلته و مساعديه وربما آخرين .
و قد صرح بعد الإطاحة به بأنه لن يغادر أوكرايينا (أكرانيا) فإذابه يظهر في مؤتمر صحفي يوم 28 فبراير (شباط) 2014 من إحدى مدن روسيا باهتا يردد وهو يقرأ من أوراق موضوعة أمامه ، في مسرحية مملة ، أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد..وأنه لن يشارك في الانتخابات التي أعلنت عنها السلطات الجديدة في مايو( إيار) القادم..الخ من الترهات التي لم تعد تقنع حتى الذين كانوا يصدقونه سابقا في أوكرايينا .
بوتين أيضا الحامي لناهبي أموال الأوكرانيين و على رأسهم يانوكوفيتش و المتستر على وجود هذا الاخير في روسيا قبل مؤتمره الصحفي الباهت ، لم يمل من التكرار أن السلطات الجديدة غير شرعية و ردد أكثر من مرة أن الإستيلاء على السلطة يجب أن يتم عن طريق الإنتخابات و نسي أنها ثورة أوكرانية ضد نهب أموال الأوكرانيين و تهريبها للخارج و ضد التعديلات الدستورية التي قام بها الرئيس المعزول بعد تزويره الانتخابات لتمنحه سلطات واسعة إستبدادية للإفلات من المساءلة .الثورة الأوكرانية من أجل الديموقراطية فضحت التوجه العام للدمية يانوكوفيتش وهتلر الثاني ( بوتين) الرافض لآمال الأوكرانيين في الإستقلال السياسي الفعلي عن موسكو و تحقيق النمو والازدهاربالانتماء للإتحاد الأوروبي دون التفريط في العلاقات المتنوعة مع الروسيين نظرا للعلاقات التاريخية و الاجتماعية العريقة .
نسي بوتين أو هتلر الثاني أن دستور إتحاد الجمهوريات السوفياتية السابقة ينص في جزءه الثاني المتعلق بحقوق الجمهوريات و المواطنة الفصل 4 على أن لكل جمهورية منتمية للإتحاد الحق في مغادرته بكل حرية، كما ينص على أن لكل جمهورية الحق في إتخاذ كل التدابير المحلية الخاصة بها . و نسي كذلك أن الإرث الذي جاء به للحكم هي الثورة البلشفية التي أطاحت بالقيصر نيكولا الثاني في أكتوبر 1917 أي أنه في الحكم وفق الشرعية الثورية القديمة.لكن ثورة كييف 2014 هي ثورة حديثة ليبرالية لإستعادة الديموقراطية و أموال الشعب و الحد من سلطات الرئيس و إستقلال القرار الوطني الأوكراني .
و أخيرا نشر بوتين جنوده في جمهورية كريميا (القرم) الأكرانية في تناقض تام مع تصريحاته بانه سيحترم سيادة و وحدة أراضي أوكرايينا بل ذهب سفيره في الاتحاد الاوروبي لحد نفي وجود أي جنود روس على ارض اكرايينا في جمهورية كريميا بالقول انه يتعلق الامر فقط ببعض المسلحين الأكرانيين الذين لم يعجبهم الانقلاب في العاصمة كييف .في حين أن هؤلاء الجنود هم من رفع العلم الروسي على مبنى البرلمان في جمهورية كريميا الأكرانية في تحد سافر لسيادة أكرايينا ووحدتها و عدم مراعاة لمشاعر الأكرانيين و الإتفاقيات المبرمة في هذا الشأن و للقانون الدولي.
بعض سكان جمهورية كريميا قالوا انهم ليسوا خائفين من جنود روسيا المتواجدين على اراضيهم .لكن الحقيقة هي غير ذلك. لأنهم لا يعرفون نوايا بوتين الذي لم يعد هناك اي معنى لكلامه أو للانسانية لديه .فهو نفسه يدافع على اطالة امد الازمة السورية بدفاعه مع ايران الاستبدادية على نظام ارهابي في سوريا ورمى بالمواطنين السوريين حتى أبواب الأسواق الكبرى في المغرب يستعطفون المغاربة ليشتروا أبسط الحاجيات .من يدري قد يحدث نفس الشيء بأسلحة روسية في جمهورية كريميا الأوكرانية بدعوى حماية المواطنين الروسيين ، فنرى اللاجئين الاكرانيين في كل مكان .
إن إستعراض العضلات العسكرية لبوتين الهتلري أمام دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة رغم عدم وجود أي مبررات معقولة على الأرض و لا اي تهديد لروسيا هو إستهتار بالشعب الروسي أولا التواق للحرية وللديموقراطية عوض الحكم الفردي المطلق و رمي بالقدرات الأقتصادية والعلمية لهذا الشعب نحو المجهول و هو الذي نظم بالأمس مظاهرة في موسكو منددة بالحرب ضد أوكراييناا .
الأحداث الجارية الآن تبين أن قناع بوتين قد سقط داخليا و إنفضح نفاقه الدولي خارجيا و خداعه العالم بالأكاذيب و بالتهديد العسكري. ستكشف له الأيام القادمة أن محاولة خداع الروسيين بإنشغاله بالحرب ضد أكرايينا لإستعادة أمجاد أسطورة الإتحاد السوفياتي السابق لصرف الأنظار عن المشكل الداخلي للشعب الروسي و هو إفتقاد رئيسه للشرعية الديموقراطية هي مجرد أوهام لا تتجاوز جمجمته . سينتفض هذا الشعب لإستعادة سيادته كباقي الشعوب الحرة و تحقيق الديموقراطية و السلام و تقديم الديكتاتوريين للعدالة مهما طال الزمن .
1.أكرايينا هو الإسم الحقيقي لأكرانيا .و يعني بلدنا أو مسقط رأسنا 2. كريميا هو إسم شبه جزيرة القرم و يعني ربوتي أو تلي .و لا أدري لماذا إستبدل الكاف قافا رغم وجود الكاف في العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب


.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب




.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا


.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك