الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرينا ، قصة قصيرة أعجبتني !

جابر حسين

2014 / 3 / 3
الادب والفن


من روائع كتابات الأولوسي الراحل : مبارك أزرق .
--------------------------------------------------

وقف الرجال الثلاثة أمام الحاكم ، وحاشيته ، وخدمه جاحظي العيون وراجفي القلوب . قال رئيس الحاشية في قلق : " ضخامته غاضب عليكم ! " . قالوا بصوت واحد مندهش : " من هو ضخامته ؟ " . قال ، زاجرا أياهم : " يالكم من بلهاء ! " ثم مشيرا إلي الحاكم ، " ضخامته هو ذا ! " ... قالوا بصوت واحد مرتعش : " ولكن لماذا هو غاضب علينا ؟ " . قال : " لم تقفوا له حين نزل من عربته بالقرب منكم ليتبول . ولم تقفوا له حين أنتهي من التبول . ولم تحيوه قبل التبول ولا بعده ، فما رأيكم في هذه الخطيئة ؟ " ... قالوا في تعجب : وهل نحن أصحاب رأي ؟ نحن فقط مددنا أيدينا للرجل لأننا شحاذون . ولم نر شكلا ، ولم نشم رائحة ، ولم نذق طعما للأكل لثلاثة أيام . وأدهشنا أنه لم يلتفت إلينا ، ولم يعرنا أهتماما . ولم نكن نعرف أنه الحاكم ياسيدنا ! ثم أننا نكاد نموت جوعا ، والحر قائظ ، ولا نستطيع الوقوف لغير ما سبب ! قال الحاكم مزمجرا ، ثم همس غاضبا في أذن رئيس الحاشية ( وهمس رئيس الحاشية متملقا في أذن رئيس الخدم ) .وهب الخدم كالأعصار ، وقذفوا بهم إلي قلب الأرينا ! وهرع رئيس الخدم ، وفتح باب القفص ، فأنطلق منه أسد جائع ، هائجا مزمجرا هاجما ! مرت لحظة !! وأصابت الدهشة جميع الحاضرين : الحاكم وحاشيته ، وخدمه الأبرار . فقد هجم الرجال الثلاثة علي الأسد ... و أكلوه حتي المخالب ... وكانت أفواههم تنزف دما أحمرا! صعق الحاكم ! وتلفت يمنة ويسرة ، وإذا به يري أفراد حاشيته وخدمه وكأنهم تماثيل من حجارة ! نهض مرتعدا ، وهو يتصبب عرقا ، فنهضوا مرتعدين وهم يتصببون عرقا ! وألتفت خلفه كاللمحة ، ثم أنطلق كالأعصار قافزا من فوق سور الأرينا ، ومن خلفه يتسابق أفراد حاشيته وخدمه كالحجارة المقذوفة من فوق السور !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا