الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرقم الابيض وايامه السود

مفيد بدر عبدالله

2014 / 3 / 3
كتابات ساخرة


قبل اكثر من عام نشرت لي أحدى الصحف البصرية مقالا بعنوان" سهرة لا تنسى" ، تحدثت فيه عن معاناتي وانا اروم الحصول على وثيقة رسمية من أحدى الدوائر الحكومية ، وعن الزخم الكبير للمراجعين مما اضطرني الذهاب في أحدى المراجعات منتصف الليل على امل حجز موقع متقدم في طابور اليوم التالي ، كما وجهت فيه انتقادا لاذعا للروتين المعقد والمهين في تلك الدائرة التي لم أذكرها بالاسم ، وتطلب انجاز معاملتي البسيطة عشرة ايام فيما تستحصل نفس الوثيقة في بلدان أخرى بنصف ساعة او اقل ، لكني اليوم وانا اراجع دائرة أخرى ( المرور) لاستبدال لوحات مركبتي أتجول بين اروقتها واروقة جمارك المنطقة الجنوبية على مدى ثلاث اشهر ولم أحصل على الرقم الابيض احسست بان الايام العشرة التي كنت اتحدث عنها في مقالي السابق نزهة بسيطة أذا ما قارنتها بالوقت الذي يمضي هدرا في اروقة المرور والجمارك ولو اني كنت قد ذكرت الدائرة السابقة في مقالي لاعتذرت لهم علنا فالأيام العشر لا تعادل تأجيلا واحدا من التأجيلات المتكررة ، ولتتضح الصورة للقاري سأذكر بعض المواقف و الاحصائيات وارجو منه عدم التشكيك بالارقام لأنها دقيقة جدا، عشرة ايام تأجيل لتصل المعاملة بالبريد من المشروع الوطني الكائن في منطقة الكزيزة بالبصرة الى جمارك المنطقة الجنوبية منطقة الداكير بنفس المحافظة ، وشهر او اكثر لتعود الى المشروع الوطني في الكزيزة ، اما عن الحركة في الدائرتين من بداية الشروع بالمعاملة لنهايتها فيمر المراجع ا بعشرات الطوابير والتي يتطلب بعضها ساعات ليصل الشباك من اجل ختم أو توقيع ان لم يكتشف بان الشباك لا علاقة له بمعاملته فيركض مسرعا لنهاية طابور آخر بعدما يتعرف عليه ، ومن تفاصيلها الطلب من صاحب المركبة احضار الحائز او صاحب الوكالة العامة وهي معاناة اخرى تضاف لمعاناته ،بعضهم يكشف بانه متوفي او مرتحل عن منطقته وبالتالي يبدأ رحلة البحث أو يطرق باب للقضاء لحسم قضية وهذا يضيف جهدا آخر ويتطلب وقت غير قليل، وهنا تحضرني عبارة مضحكة مبكية قالها لي احدهم " كنت مطمئنا كون الحائز جاري وقبل حضوره بيومين توفي وتركني في حيرة من امري ، حتى اني بكيت عليه اكثر من ذويه في مجلس العزاء وخارجه " .
ونحن نتحدث عن معاناة المراجعين لا يعني باننا لا ندرك اهمية الرقم الابيض " الالماني" لما يتمتع به من ميزات وخصائص امنية ولا نطالب بان تكون الاجراءات ضحلة وهزيلة سهلة الاختراق من المزورين والارهابين الذين ينفذون اعمالهم الاجرامية والارهابية بسيارات لا يستدل منها على الفاعلين وانما ندعو الى اختزال الحلقات الزائدة في الروتين ، فما معنى ان تمنحك الدائرة رقما وتطالبك بتدقيقه في حاسوب السرقات والغرامات ، لماذا لا تدقق الدائرة الارقام قبل منحها للمراجعين بدلا من منحهم الارقام ومطالبتهم بتدقيقها؟ ، ولماذا لا يجتمع المختصون بالفحص كممثلين عن دوائرهم في موقع واحد لاجراء الفحوص الثلاث للسيارة بدلا عن المواقع الثلاث وما تتطلبه تلك الفحوص من وتأجيلات ؟ ثم ما الحكمة من تمكين صاحب الوكالة الخاصة تسجيل المركبة باسمه بموافقة صاحب الوكالة العامة فيما لا يتمكن الاخير من تسجيل المركبة باسمه؟ وهل يعقل ونحن في الالفية الثالثة وما يشهده العالم من ثورة تكنلوجية هائلة ان ينتظر مراجع شهر او اكثر عودة القرص الخاص بدفعه لرسوم الجمارك ؟ هذه اسئلة واسئلة اخرى تخالج عقول المراجعين وتجري على السنتهم على الدوام ، في تقديري بان اختصار المعاملة وتشذيبها من الحلقات غير المهمة مع المحافظة على دقتها سيفوت الفرصة على المتربصين من ضعاف النفوس والاهم بانها ستعالج الزخم الهائل المتراكم لسيارات الأرقام السوداء لتلقي بسوادها وتلبس حلتها الجديدة البيضاء .
اما اذا بقى الحال على ما هو عليه فكل ما ارجوه من ادارة المرور ان تمهلنا وقتا اطول للننجز معاملاتنا في الشتاء القادم فصيف البصرة لا يطاق وسنشكرهم كثيرا لانهم سيوفرون لنا مبلغ قناني المياه المعبئة التي نشربها في الطوابير والتي قال احد المراجعين بانها كلفته أربعين الفا لكني اشك بدقة رقمه وأعتقد بان الرقم الحقيقي اكبر بكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل