الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جعجعة في زمن الثورة

سيهانوك ديبو

2014 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



الإدارة الذاتية الديمقراطية التي حظت بموافقة أغلبية الشعب في روج آفا عبر ممثليهم من الأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني: كرد و عرب و سريان ، والتي وصلت مجموعها سبعة و خمسين حزبا و مؤسسة، و في الوقت نفسه يمكن اعتبار مشروع الادارة الذاتية أنها الامتداد الفعلي لاجتماعات الهيئة الكردية العليا بين المجلسين؛ الذين اتفقا على النقاط العشرة في الصيف الفائت من العام المنصرم، و من أبرزها تفعيل الادارة المدنية و امكانية توسيعها لتضم كافة المكونات الأخرى.
في الآونة الأخيرة أصبح ملفتا للنظر الهجوم الاعلامي المكثف و الذي رافق عمليتي تحرير تل براك و تل معروف من مجاميع مُثبتةُ الانتماء إلى القاعدة و تفرعاتها، و اللافت في الموضوع أن الهجمة جاءت من بني جلدة الكرد أنفسهم، من الذين فشلوا - جملة و تفصيلا- في أحزابهم و رؤاهم و أفكارهم و تحركاتهم؛ و على المستوى الشخصي أيضا، سواء في مؤتمر جنيف2، أو سواء في لملمة صفوفهم المتشتتة أصلاً، أو من خلال الاستماتة في تثبيت موطئ قدم لهم في روج آفا أو في سوريا أيضا.
رغم تشابه مصادر الاتهامات و منابع الجعجعة، لكن يمكن تصنيفهم إلى ثلاثة جوقات:
1- جوقة الحقد و الضلال: متمثلة بالوفد الملحق بالائتلاف، و بالأخص منهم الماراثونين و لأكثر من خمسمائة و خمسين يوما، هؤلاء العدائين لم يصلوا نقطة النهاية بعد في عملية الاندماج، و أعتقد أنهم لن يصلوها طالما مسلكهم هذا المسلك، و المشهودة بالموصول إليه، و خاصة عمليات " الانشقاق المعلنة" عشيّة انعقاد مؤتمرهم المؤجل لاحقا، و الانشقاق جاء من قبل بعض من الأعضاء؛ و القياديين؛ و حتى منظمات كاملة تركت أحزابها، و هؤلاء رأوا حجة عدم التزامهم بالقوانين الأولية و السارية على كافة كانتونات روج آفاييه كردستان، حجة مناسبة من أجل التعكز و ارضاء نفوسهم و بعض مناصريهم للتعتيم أكثر على الفشل الحقيقي الذي يمنع انعقاد المؤتمر.
2- جوقة المغردين خارج السرب: هؤلاء هم الذين لا يتفقون مع أي مجلس أو أي حزب أو أي مشروع؛ جُلّ اهتمامهم أن يظهروا للآخرين أنهم معارضة، هؤلاء إذا لم يروا يوما من يعارضونهم فبالتأكيد سيعارضون أنفسهم، هؤلاء المراقبين لكل شهيق و لكل زفير يصدر من صدر الهيئات التنفيذية و التشريعية و القضائية لحكومة الادارة الذاتية المعلنة، يفتشون عن هفوة، و يصنعون في مخيلاتهم المريضة أخطاء و قصص غير حقيقية، هؤلاء لهم شأن عظيم أو سيكون لهم شأن عظيم في مجال تأليف القصص و الخيال، و هم قد يصلحون في السينما و لكن سيبقون في صفوف الكومبارس حتما.
3- جوقة المختبئين تحت يوافط النقد: لا يمكن لأي انسان عاقل أن يرفض النقد، و لكن من الجنون أن يتم القبول بهذا السيل من النقد و المختلط بالتشكيك و أحيانا بالتخوين.
يتساءل أحد (النقاد) عن الأسباب التي حالت حكومة الادارة الذاتية الديمقراطية -حتى اللحظة- أن تقدم شيئا ملموسا و المتعلق بالجانب الخدمي، و المتعلق أكثر بإقامة المشاريع و التأسيس للصناعة و الزراعة......الخ؟؟؟؟ أو أي شيء ما يجعل قلبه باردا، طبعا هو بالأساس يخاطب من أماكن باردة و بعيدة عن روج آفا المشتعلة ثورة و بناء. هل من المنطقي أن يتم عملية التقييم بعد أقل من شهر و نصف على اعلان الادارة الذاتية الديمقراطية؟ بعض الحكومات في المنطقة أصبحت لها أكثر من ستة أشهر لا تستطيع أن تشكل حكومة، و حكومتها هي تصريف للأعمال فقط.

يبدو أن الحالة التي تعيشها روج آفا هي التبدي الأوضح على الصراع الأيديولوجي بين أيديولوجيات؛ بعضها متبوع و محزوم إلى أجندات الخارج و الذي أغرقتها بالمالين: المالي و السياسي، و بعضها تنفيذي للمؤتلفين المتنافرين، و على خلق أعداء لهم يقتادون طرقهم و طريقتهم من أجل دوام العيش و دوام الهجوم؛ فلا يتوجسون أية مشكلة ، حينما يكون المهاجمين عليهم؛ أبناء جلدتهم، و أيديولوجية تتبع إرادة الشعب لأنها مستمدة منها، بكل أخطائها المتراكمة من قبل الاستبداد، و بكل الايجابيات التي تتكون على أساس الحل المجتمعي للمكونات في روج آفاييه كردستان، خاصة أن سلطات الاستبداد و طيلة تمأسس الدولة السورية مارست نوعا متقدما من تشويه الذهنية و فكفكة العقد الاجتماعي و زيادة الشروخ المجتمعية و التضاد بين عناصر المجتمع السوري؛ و بالتأكيد ما مارسته سلطات الاستبداد طيلة العقود الماضية كانت بإيعاز من الدول الرأسمالية و كل الدول المعادية لحقوق الشعوب.
إن مشروع الادارة الذاتية؛ و من غير المعقول أن يُطلب منه حل الأمور المتعاقبة عُقداً؛ دفعة واحدة؛ و الوصول إلى تحقيق الأهداف العليا: السيادة الوطنية و مبدأ الهوية الوطنية و الحقوق المشروعة " دستوريا" للشعب الكردي في سوريا، و حقوق كل الشعوب و المكونات التي تثبت تاريخيتها التاريخ نفسه و الجغرافيا نفسها. من لديه هذه الحلول الصاروخية، فليأت كالصاروخ إلى روج آفا بدلا من تصريحاتهم الصاروخية و خاصة على منابر الميديا المعادية – المعروفة، و التي أصبحت لغتها في الفترة الأخيرة أكثر وضوحا؛ فأصبحت و بدون أقنعة تحارب شعبا كاملا اسمه الشعب الكردي، و ليس حزبا واحدا اسمه حزب الاتحاد الديمقراطي.
من باب القصدية المُتَّسِقة مع الأيديولوجيا المتهافتة، و التي فشلت بامتياز، لازال البعض " العالقون" يوسمون أن الثورة السورية مستمرة، مع كل العلم أن الحراك الثوري أُجْهِرَ عليه و هو ابن السبعة أشهر، هؤلاء من خلال تهافتهم أمام آلة الاستبداد حولوها إلى فوضى الاحتراب، و فوضى التأزيم في لعبة التدويل و لعبة الأمم، هؤلاء العالقون هم أنفسهم الذين ينعتون مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية بأنه مشروع ال pyd ، و يخاطبون الحكومة المتشكلة – رغم كل العوائق و رغم الحصار و رغم الهجومات المعلنة و المخفية من قبل المتشككين بعدالة قضايا الشعوب- بأن هذه الحكومة هي حكومة ال pyd ، نقول للجوقات التي أصبحت نواطق رسمية و غير رسمية للجماعات الارهابية و الظلامية على روج آفا: هذه حكومة الشعب في روج آفا و بكانتوناتها الثلاثة، هذه حكومة إرادة الشعوب التواقة للحرية، و حزب الاتحاد الديمقراطي جزء من هذه الحكومة، و يمكن أن نوسمه أنه مُقّدم الفكرة و المشروع، و لأن مقدم المشروع لا يمثل كل الشعب الكردي و انطلاقا من أيديولوجيته ، دعته الحاجة الوطنية و المصلحة المجتمعية العليا ، أن يعقد العقد الاجتماعي و يناقشه بعد أن تم تغيير الكثير من النصوص و المواد مع غالبية المكونات و غالبية الأحزاب الهاربة – الآن- من موافقتها و من تواقيعها المُذيلة على محاضر تكوين المشروع، المكونات التي اتفقت ارادتها و أرادت لهذا المشروع الظهور و التأسيس و هو الآن في طور الهيكلية، مستمرون حتى النهاية، فالمشروع قد تأسس في حضور جوقات من الشهداء و التي كانت دمائهم/ دمائهن، شهود لا يستطيع أحد التشكك بمصداقيتهم، هؤلاء الشهداء هم شهود على أحقية المشروع و منهم تستمد الشرعية، و المشروع مستمر رغم الحصار و رغم الهجوم الميداني و الهجوم الاعلامي، و في هذا المنحى أعتقد أن كل هجوم يرافقه- بالضرورة و التناسب الطردي - المزيد من التكاتف حول المشروع الديمقراطي العصري، و يشكل دافعا من أجل السرعة في انجاز هيكليته و الانطلاق في برامجه.

في بلاد الميزوبوتاميا؛ الحكمة القديمة تقول:" لا يمكن أن تسقط الامبراطورية حتى يتحول نهرها إلى جانب عدوها"، في إشارة منهم أن النهر و هو رمز الخير و الانتماء عندما يفيض و يسيل و يغرق كل شيء، فهو دليل على غضب الآلهة.

في بلاد روج آفا؛ عامل نجاح مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية مرتبط بالنهر الذي يسكننا، أن نبدأ بالانعتاق من القيود التي أدخلها البعض من بني الحجل في معاصمه، فأصبح معصوما للخطأ و الانزياح، عامل الحسم في ثورة روج آفا هي تشكيل الذهنية الثورية، و التي تتجه قُدما نحو الأمة الديمقراطية؛ نحو تحرير أنفسنا أولا؛ و تحرير البلد ثانيا، و هذا يتطلب من الجميع الالتفات مرة واحدة إلى تاريخ سورية و تاريخ المنطقة، و مراجعة كل الانتفاضات و الثورات، من أجل تحديد النقاط الثلاثة:
1- نقطة البداية: من الذي قسّم المنطقة، و من الذي رسمها، و من الذي صَدَّرَ بشكل عنفي دساتير و أيديولوجيات غريبة إلى الشرق الأوسط؟
2- نقطة الوسط: لماذا فشلت الانتفاضات؛ و الكردية منها على وجه الخصوص؟
3- نقطة الحاضر القلقة: و ستبقى قلقة، طالما أن أصحاب الجوقات، و الثوار الافتراضيين، ثوار الصفحة الزرقاء فقط، يعجزون عن تحديد إيجابية واضحة في المسألة و التي حزم أمر اجابتها القوى المجتمعية و المنضوية في مشروع الادرة الذاتية، المشروع الكفيل بالرد على النقطتين السابقتين، و الكفيل لتأسيس مشروع النهضة المجتمعية ، و هذه المرة من روج آفاييه كردستان؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف