الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تحرير المرأة – انتفضي سيدتي الآن

نضال الربضي

2014 / 3 / 3
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


تقوم المجتمعات العربية على أساسات أنماط فكرية بدوية تُستمد من قيم الصحراء و رؤية القبائل المرتحلة، و لا يتعارض هذا الأمر مع حقيقة أن مجتمعاتنا متمدنة في أماكن المعيشة و وسائل المواصلات و أشكال الإنتاج و الاتصال التكنولوجي مع العالم، فالراسم للمنهج ما زال جالسا ً في خيمته ينظر للقمر و يُفكر بقبة السماء المرفوعة بدون أعمدة، ينتظر هبوط الملائكة و يخاف نجوى الشياطين بنفس القدر الذي يرتعب فيه من فكرة غزو القبيلة الأخرى له، لسبي نسائه و مقتلة ِ أولاده الذكور و سلب المتاع و السلاح و الخيل.

ما زال الرجل العربي يعتبر المرأة َ ملكية حصرية، في الجسد و العقل، فهي حافظة بيته، و مربية أبنائه، و حرث مُتعته يأتيها من قبل أو من دبر ما دام الإتيان من الفرج، و الذي ينفرج ٌ له، كزوج بعدما استحله بمهر ٍ معلوم، أما العقل ُ فيها فمساحة ٌ يُسيجها بحدود ٍ يصنعها، لا تتخطاها و لا تُدخل إليها إلا ما يضمن له استمرارية الملكية الحصرية، على التفكير، و بذل الكينونة و عطائها الأنثوي في الاتجاه الذي يريد، حسب الطريقة ِ التي يتم تحديدها، وفق أنماط و ضوابط و حدود يضعُها بنفسها.

إن مَحورة القوانين و التشريعات حول ضمان الامتلاك الذكوري للمرأة يضرب جذوره في قيم التمدن الأول و الانتقال من مجتمعات الالتقاط و الصيد نحو مجتمع الزراعة و الامتلاك الفردي، و الذي امتاز بملكية الرجل الفرد للأرض و الإنتاج و حاجته لضمان انتقال ممتلكاته إلى خطه الجيني، مما يعني بالضرورة حصر الوصول إلى إناثه فيه ِلوحدِه و منع غيره من الذكور، و لذلك كان لا بد من إحاطة النساء بمجموعة من القوانين و الضوابط تضمن عدم حدوث اللقاء النوعي بين الرجل الآخر و المرأة الزوجة، لكي يُقطع الطريق من أول خطوة بدل معالجة التبعات لاحقا ً.

لكن تقدم المجتمعات و ظهور القيم الأخلاقية لم يتسبب في مراجعة هذا الأسلوب البدائي في الرؤية و التعاطي بين النوعين: الذكور و الإناث، فمضت المجتمعات نحو التجارة و الصناعة لاحقا ً بدون أي إعادة تقيم للنظرة إلى الأنثى و دورها و قيمتها الإنسانية، و بقيت الأنثى مُلكية ً فردية و إناء ً للإنتاج و التكاثر، و هو الأمر الذي تغلبت عليه المجتمعات الغربية و أستطاعت الإناث بنضال ٍ فكري ٍ و قانوني ٍ يستحق كل الاحترام أن يُعدن الأمور إلى نصابها الإنساني و يُبرزن حقيقة التساوي النوعي في الجوهر و الكرامة.

أما في المجتمعات العربية فقد نجح الرجل في استدامة سيطرته على المرأة، و تفوق فيها حين نصَّب من المرأة ِ نفسها رقيبا ً على عقلها و مشاعرها و لباسها و حدود طموحها الوظيفي و قناعاتها الاجتماعية و أشكال تفاعلاتها و أنماطها ، و سكب كل مُعرِّفات هويتها كما يريدها أن تكون، في شخصيتها و استطاع بقوة الدين و الوراثة و العادات و التقاليد و القوانين أن يجعلها تتبنى هذا الُمعرِّفات و تُنشئ عليها قيما ً و سلوكيات، و تبني حياتها عليها و حولها، ثم تدافع عنها و تطلبها و تتمسك بها، و تروج لها، و تُحاسب من خالفتها و تعزل بالإقصاء من طلبت إعادة النظر فيها أو تجرأت عليها، و بذلك تضرب السيطرة الذكورية جذورا ً عميقة في الكيان الأنثوي لا يسهل نزعها.

إن العامود المدماكي لقلعة الاضطهاد الانثوي هو الربط الخبيث و الماكر بين المساواة بين الجنسين و بين الإباحية الأخلاقية و الانحلال المجتمعي، و هو أول ما ستُجابهه أي أُنثى تُطالب بإعادة النظر في المُسلَّمات و الموروثات.

- لذلك بينما نتحدث نحن عن الاعتراف بالمساواة الجوهرية بين الذكر و الأنثى، و بتوضيح الدور التكاملي للنوعين في إنشاء مجتمع واعي حديث يقوم على العلم و الإنتاج و الاعتراف بمستحقات الحداثة و رفض التميز على أساس النوع و عبودية الأنثى للذكر تحت أي مُسمى و تنشئة الأطفال على قيم العدالة و المساواة و الحب و البراءة الفطرية،،،

- ،،، يتحدث المدافعون عن النهج الحالي و بكل شراسة عن الجنس، و حرية الوصول إلى المرأة و العلاقات المُحرمة و انتشار الرذيلة و الفساد، و عصيان الله و حلول غضبه و الارتداد من الدين و الفسوق.

و يُبرز انفصال طرحنا و أهدافنا عن الحجج الدفاعية التي يسوقونها مقدار الهوَّة الساشعة بين الاعتناق الفكري - و السلوك بحسبه – لمفاهيم العدالة و المساوة من طرفنا و بين النهج الأيدولوجي الذي يُحقِّر من شأن المرأة و يرى فيها مُلكية إلهية انتقلت بالحق البيولوجي إلى الذكر.

تُساهم النساء بشكل غير واعي أو مدرك في مأساتهن المُستمرة حينما يتم خداعهن بتصوير مفاهيم العدالة و المساواة على أنها دعوة لانتهاك أجسادهن و عرضها لطالبي المُتعة، و نتفهم ردود أفعالهن حين تنطلي عليهن الخدعة، فيتمسكن أكثر و اكثر بما لديهن و يُصبحن أشرس المدافعين –حتى بين الذكور- عن الوضع الاستعبادي القاهر لهُن.

نحتاج في دعوتنا إلى تحرير المرأة أن نوضح بشكل صريح لا يحتمل مجالا ً للشك أو التفسير بأكير من وجه أننا مع قيم العائلة و الإخلاص الزوجي للطرفين و التماسك المُجتمعي، و أن نبين أن جميع الحجج التي يسوقها أعداء منهجنا الإنساني هي مجرد افتراءات كاذبة و مقصودة بغرض استدامة الإستعباد و تشتيت الجهد التنويري و تميع المجهود و صرفه نحو معارك فرعية في الوقت الذي يجب أن نركز فيه كل التركيز على قيمنا التي ندعو إليها.

نحتاج أن نُفهم النساء المُتشككات و المُترددات أن الدعوة إلى المساواة لا تعني الدعوة لهجر الزوج و الأطفال و اتخاذ العشيق و الخروج من البيت نحو المرقص و الملهى، و يجب علينا أن نُظهر سذاجة هذه الأفكار و ضحالتها و الغباء الشديد الذي تتسم به و المكر المقصود ممن يسوقونها، و هي الحجة الأقوى لنا حيث أن قوة قيمنا الإنسانية كفيلة بإظهار نفسها و الدلالة على صحتها أمام هذه الإدعاءات المُشينة.

نحتاج أن نوضح للنساء معنى التساوي الإنساني في الجوهر بين الذكر و الأنثى بأمثلة واقعية من مجتمعاتنا، و من بيوتنا، حيث أبناؤنا و بناتنا يظهرون نفس مستوى التحصيل العلمي و نفس الإنتاح الوظيفي و نفس القدرة على العمل و التفكير و التدبير، كما و يجب أن نُظهر أمثلة َ غربية لعالمات و رائدات فضاء و طبيبات و مهندسات و رئيسات دول و رئيسات وزراء دول، حتى تفهم المرأة التي تعتقد بدونيتها أن هذه الدونية هي كذبة كبيرة تم اختراعها و تضخيمها و تدعيمها و تكرارها و تقديمها على أنها حقيقة إلهية بينما لا يعدو الأمر كونها فقاعة بجدار ٍ ضعيف ٍ نحيف ٍ ينتظر وخزة ً معرفية ليظهر مكنونه الهوائي و يتبخر في الفراغ.

يجب أن تعرف المرأة أنها ليست موجودة لإمتاع الذكر، و ليس هدفها في الحياة التزين لزوجها و تلبية رغباته و صيانة بيته، فهذه وظيفة العبدة الجارية، و نحن في زمن ٍ نفهم فيه وضاعة هذا التفكير و خِسَّته و جُبنه و شدة انحداره و تعارضه مع الإنسانية و المنطق و الحق، و عليه فإن إعادة تعريف الزواج كمؤسسة مُشتركة مُساهمة اختيارية و طوعية يتكامل فيها النوعان و يتحدان في المصير و القرار و الدعم المشترك، سيجعل المرأة َ تُدرك خياراتها و إمكانياتها و تدخل ُ المؤسسة الزوجية واعية ً حُرَّة ً شريكة ً لا جارية ً و لا عبدة.

على الرجال أن يدركوا أنهم لا يملكون المرأة و لا حق لهم بتحديد شكل العلاقة و حدودها، فالنوعان يحددان هذه العلاقة و يُعرِّفانها في ضوء طبيعة كل نوع و حاجاته و قدرته على المُساهمة المتبادلة لكي يتكون المُجتمع صحيا ً لاتساقه مع النوع البشري بجندريه و دورانه في محور الطبيعة و القيم السامية للمجتمعات، لا مشيا ً أُحاديا ً بدون أبعاد فكرية أو طبيعية أو إنسانية أو حقيَّة صحيحة، تستمد نفسها من قيم ِ مُجتمع ٍ جُغرافي ٍ ذي شكل ٍ بدوي ٍ بدائي ِ في زمن ٍ كان، اندثروا كــُلــُّهم.

ستواجه دعوتنا هذه بالإضافة إلى ما ذكرته من الهجمات الماكرة الخبيثة -لكن الهشة- هجوما ً أخيرا ً هو الملاذ ُ الباقي للسدنة و الظلامين، و هو الهجوم الإلهي، و سيكون هذا هو التحدي الأكبر، ففي مجتمعات ٍ مثل مجتمعاتنا يكفي أن تذكر أن أمرا ً مُعينا ً يُعارض إرادة الله و النص المقدس حتى تجد منه نفورا ً تلقائيا ً و ضده مُعارضة ً قد تشكلت، و هجوما ً مُستمرا ً يتخذ أشكالا ً رسمية و غير رسمية فردية،و لا بد للاستعانة ِ هُنا بالمستنيرين من أهل الدين و ذوي الإرادة الصالحة و الضمير الحي، الذين يرون في نصوصهم ما لا يراه خصومنا الفكريون، و الذين يقبلون بشجاعة و كرامة كل تبعات التنوير و الإصلاح الدعوي، و هم موجودون و كثيرون و يمكن الاستدلال عليهم من بين سطور ما يكتبون و منهم من يكتب بكل وضوح لا حاجة للقراءة ِ بين سطوره، و جميعهم لهم التقدير و الاحترام.

تهدف هذه المقالة إلى فتح العيون على حقيقة نوعنا، و جمال ِتكامله الجندري، و إمكانياته التي لم نُحقق منها إلا جُزءا ً يسيرا ً بفعل ِ الغباء الجندري و ترجمته إلى شِقَّي: السيطرة الذكورية و الخنوع الأنثوي، حتى يأتي اليوم -و سيأتي- الذي نضع فيه الأيادي في الأيادى و نبتسم ُو في القلب ِ راحة ٌو طمأنينة على مستقبل أطفالِنا، برضى تام و قناعة عن علاقاتنا.

معا ً نحو الحب، نحو الإنسان!

------------------------------------
لمزيد ٍ من القراءة:

المرأة كملكية ذكورية – ما بين جرائم الشرف و إعفاء المُغتصب شرط الزواج
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381098


من سفر الإنسان – المرأة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=388472

سيداو في العقل العربي الذكوري – عيون ٌ على الأفخاذ و ما بين كل زوج منها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=388651


في نفي دونية المرأة – بين داروين و العلم الحديث
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=401448


في نفي دونية المرأة – التكاثر الجنسي كخيار الطبيعة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=401929








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القط يحب خنّاقو
ماجدة منصور ( 2014 / 3 / 4 - 01:12 )
أستاذ نضال المحترم: عملت لمدة سنتين في إحدى الإذاعات التي تعني المرأة ثم جاءنا عرض سخي من الحكومة تحثنا على الإهتمام بالمرأة و أخذنا نعقد إجتماعات إسبوعبة نشرح فيه للمرأة العربية عن حقوقها التي تتمتع بها في المجتمع المتحضر...أتعلم يا أستاذ بأن النساء كنّ أول من يحاربنا؟؟
هناك جزء كبير من النسوة قد جرى مصادرة أدمغتهن و لا سبيل الى محاولة دمجهن في المجتمعات المتطورة و هنّ يطبقن المثل القائل أن القط يحب خناقو
لك احترامي


2 - لن تنتفض سيدي
سناء نعيم ( 2014 / 3 / 4 - 04:07 )
أحييك على مقالاتك الهادفة والعقلانية،لكن يؤسفني القول ان مقالك هو صرخة في واد والسبب واضح لان المراة هي من رضيت بهوانها حتى وان ادعت الكرامةوهي من كرّست لتلك المفاهيم المغلوطة بين بنات جنسها.فعندما تحث سيدةمتعلمةعلى تحجيب البنت حتى تشب على مكارم الاخلاق ،وعندما تتلهف أخرى على استفتاء الشيوخ في التفاهات وعندما تحرص سيدة اخرى على قراءة المقدس فقط دون الاهتمام بغيره من الكتب العلمية...
كثير هي الصور المقززة التي تدعوني للتشاؤم حتى أصبحت من تخالف المألوف تتعرض للكثير من التحقير والتهميش في مجتمع يستكين للواقع ظاهريا لكن يفعل كل الكبائر في الخفاء.
مجتمعاتنا مسكونة بالخوف ،لذلك لاعجب ان تنتشر مظاهر النفاق والتدين المزيف وهي المظاهر التي يهلل لها المشايخ باعتبارها تحافظ على مكانتهم الاجتماعية التي لولا جهل المراة لأختفت مظاهر التقديس التي يحفلون بها حتى اني استمعت مرة لشيخ وهو يمتدح النساء باعتبارهن الاكثرطلبا للفتوى من الرجال.
كيف تريد من سيدة ان تنتفض وهي ترى نفسها عورة أو ترى معارضة حزب اسلامي هي معارضة لله.
هكذا يعملون على ترسيخ أفكارهم لكن العيب اولا في المراة.
تحياتي


3 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 4 - 07:06 )
احييك على مقالك هذا والروابط التي وضعتها لمقالات سابقة حيث لم اقرا مقالك حول جرائم الشرف من قبل
يا أستاذ انا من رأي السيدتين الكريمتين اللواتي سبقني في التعليق وتعليق الاستاذة سناء خاصة يبين المهزلة التي وصلت لها مجتمعاتنا
المشكلة يا استاذ في المنهج الذي يسير عليه المجتمع؟
المرأة للاسف تتقبل هذا الواقع برضا مقابل بعض الجوائز التي تشعر أنها حازت عليها او فازت بها دونا عن غيرها غير عارفة انها مسألة حقوق اصلا
مسألة التغيير والثورة والانتفاض ليست سهلة أمام مجتمع هو ضد نفسه ومع ذلك يمكن البدء من داخل المنزل والمدرسة ومحاولة نشر الفكر التوعوي رغم جميع المعيقات وأعرف انها كبيرة
فالمرأة غير المغيبة لن تسمح بمرور نفس العقلية لابنتها وستربي ابنتها على انها مثلها مثل الولد وسيكبر ابنها وهو يحترم المرأة ويقدرها حقا وفقا لما هي عليه، وليس كلام بكلام؟
دامت انسانيتك..


4 - إلى الأستاذة ماجدة منصور
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 4 - 10:14 )
أهلا ً بك ِ أستاذة ماجدة،

أجد أنني أؤيدك 100% فأنا اصطدمت أيضا ً بمقاومة شرسة و عاطفية في كل مرة خضت فيها أي نقاش مع سيدة ما زالت مُقتنعة بدونيتها الموروثة، و كنت أسألها -كيف تقبلين؟- فكان الجواب دائما ً يصب في معنى أن المشيئة الإلهية غير مُدركة و هي بلا شك الأفضل و أن الإنسان مُكلف و عليه الصبر، و الموجود هو الأجود!

لكن النهر حين يستمر في جريانه ينحت الحجر و يغير من شكله و يأكل ُ من حجمه و يتسع المجرى و يوما ً ما يفيض على الشاطئين الذابلين، هذا أؤمن به.

تحياتي الحارة.


5 - إلى الأستاذة سناء نعيم
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 4 - 10:22 )
تحية طيبة أستاذة سناء،

نعم في الحقيقة إن ما تفضلت ِ به من تبيان دور الخوف في الأدلجة هو الصواب بعينه، فالمرأة خائفة من نار الله التي تشوي، و لهذا تتحجب، و من غضب الزوج و الذي يتبعه غضب الملائكة على المرأة، و من غضب الأهل و غضب الله و المروق من الدين.

لهذا أرى أنه لا بد من تغير مناهج التعليم لتثبيت مفهوم المساواة و لا حل آخر، و هو جهد ٌ مُضاد لجهد الخوف و التجهيل، و يتبعه التمكين، و الذي يُعطي المرأة شعورا ً بالاكتفاء فلا تحتاج لفتوى شيخ، و يستطيع عندها الزوج أن يرى باقتناع أهمية دورها المُشارك في العائلة و يقبل بهذا التغير.

بداية انتفاضتها لن تكون بوعي و إدراك و قصد منها، لكن بتبعية فتح العين و استحقاقات التوعية و كنتيجة حتمية لتمكينها، في الدراسة، في العمل، في المجتمع، و بعدها سيأتي التغير المقصود بعد أن يكون الأساس قد ثبت، و لهذا فإنه على الرغم من ضرورة تبيان عوار العقيدة الناظرة بدونية في كل الديانات إلا أن الأولوية تكون للتوعية و التمكين دون الهجوم على الدين، و هذا بحد ذاته سيؤدي الغرض.

أهلا ً بك دائما ً و يسعدني حضوركِ.


6 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 4 - 10:29 )
تحية طيبة أستاذة آمال،

أؤيدك فيما ذهبت ِ إليه من أهمية البيت و استنارة المرأة الداخلية ثم نقلها هذه الاستنارة لجيل بناتها و أبنائها.

أعتقد أنه بمضي المجتمع نحو أنماط معيشية ناتجة عن استحقاقات الإنتاج المنوط بالشركات الخاصة سوف يفرض قبولا ً لمبدأ المُساواة على المدى البعيد، حتى أوضح أكثر: خروج المرأة للعمل و مشاركتها الفاعلة في دخل الأسرة، بالإضافة إلى قضائها وقت أطول خارج البيت يجعل المساواة مع الذكر مسألة حاصلة، و السيدة الذكية تستطيع استثمار هذا الأمر في فرض الرؤية الجديدة دون صدام لكن بفاعلية.

لاحظي معي مفعول هذا النهج المُنساب لوحده و غير المُفتعل و دققي فيه، و أعتقد أنك ستجدينه منطقيا ً جدا ً و ذكيا ً في آن ٍ معا ً :-))

طبعا ً دون إهمال آثار التوعية المقصودة (و المطلوبة) و السعي الحثيث لتمكين المرأة، و جهد المنظمات و الجمعيات الحقوقية.


أهلا ً بك دوما ً.


7 - شكرا للرد
امال طعمه ( 2014 / 3 / 4 - 11:20 )
نعم اؤيدك فيما ذهبت اليه من أن واقع الحال ربما يغير ! ولكن الا ترى معي انه قبل ثلاثين سنة او اكثر كانت هناك حريات للمراة مثلا على سبيل المثال في اللباس اكثر من الان الوقت الذي فيه زاد عمل المراة اي نسبة النساء العاملات ما اقصده ولنفرض ان المراة العاملة تريد فرض ذاتها من خلال الواقع المشكلة تكون ان معظم نسائنا يعملن فقط من اجل الراتب وليس عيبا وحتى الرجل كذلك ولكن المراة ترى هناك خيارا اخر امامها اما الرجل فهذا قدره! وحتى يتحقق ما أشرت اليه يجب ان تكون المراة واعية وذكية ومدركة لهذا الواقع وليس فقط لقمة عيش والسلام
فأنا اسمع الكثير من الشكوى من زميلاتي من اضطرارهن الى العمل وبنفس الوقت متابعة كل امور المنزل اما الزوج فإن اتى مبكرا فإنه يذهب لينام وعندما تسألها لمذا تسكتين ؟ تقول اجري عند الله
طيب ماذا عن حياتك الان اليس الله من اعطاك تلك النعمة ؟
انا ارى المشكلة في تغلغل قيم متطرفة دينية لم تكن على هذه الشاكلة من قبل؟
تحياتي لك


8 - التغيير صعب
nasha ( 2014 / 3 / 4 - 11:56 )
الاستاذ نضال المحترم
انت احد المؤمنين بحقوق الناس سواءً نساء او رجال و تعمل بهذا الاتجاه.
و لكن التغيير الذي ننشده جميعاً لن يحدث الا بعد وقت ربما طويل.
انا ارى ان الناس لديهم نفس العقليه سواء بالشرق الاوسط او غيره فنحن من جنس واحد و خصوصا سكان حوض البحر المتوسط، فاننا نفس الخلطه الجينيه تقريبا. لا يجود اختلاف بين نسائنا عن الاوربيات او الغربيات. كل ما نحتاجه هو ابقاء ضغط التغيير الفكري لفتره طويله لاحداث التغيير . مهمة المثقفين طويله ايضا بسبب و جود موسسات و افراد يعملون عكس المطلوب . يجب ابعاد هؤلاء عن الساحه الثقافيه لتسريع التغيير.
و يبقى التدين هو المعيق رقم واحد. ابعــــــــــــــــــــدو الفكر الرجعي البدائي عن الناس و ستحل معظم المشاكل
ودمتم .


9 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 5 - 06:05 )
تحية طيبة في بداية نهار جديد أستاذة آمال،

ازدياد نسبة التحجب هو من نتائج الفكر الوهابي و مشتقاته الإخوانية السلفية، و بصعود التيار الديني الإيراني مع الثورة الإسلامية، و ربما تتفاجئين أن أمريكا كان لها دور كبير في نجاح صعود الوهابين و الإيرانين في هذا العصر، و هذه من سخريات الحماقة السياسية.

مسؤولية البيت مشتركة بين الرجل و المرأة و يجب إيجاد صيغة توازن و معادلة يقتسمان فيها الادوار، بدرجات متفاوتة، حسب ظرف كل بيت، أنا عن نفسي: الطبيخ أيام العطل علي، و تدريس قواعد اللغة العربية و بعض الأحيان الرياضيات علي، و خياطة أواعي الأولاد برضه علي LOL

يعني أقول إنو اللي بدو يلاقي وقت بلاقي هي مسألة إرادة.

دمت ِ بود.


10 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 5 - 06:11 )
تحية طيبة أستاذ ناشا،

نعم العقلية و الثقافة مشتركة، فالعشائر الأردنية تتميز عندنا بنفس العادات و التقاليد سواء ً عند المسيحين أو المسلمين، طبعا ً ما فارق وجود بعض التصرفات النابعة من الدين بشكل مباشر، لكن نمط الحياة السريع يُغير المفاهيم و يقلبها.

أجد أنني أؤيدك لنعترف أننا فعلا ً لنا صوت و يُغير في الناس بعملية بطيئة لكن فعالة، و نتيجتها حتمية، و ستكون الأمور أسرع لو كان في صفوفنا قادة و سياسيون مؤثرون، يؤمنون بالمبدأ الإنساني أكثر من ال Business لكنهم قلة و ينسحبون نحو الظل بسرعة و لا تأثير لهم، و هذا يجعل الأمور أصعب!

دمت بود.


11 - الاستاذ نضال المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 5 - 07:42 )
عدنا لنفس الحكاية ؟ فها انت لانك متفتح العقل وتريد للمركب ان تسير !تساعد في اعمال المنزل وزوجي ايضا احيانا ولو أنه ليس مثلك يطبخ؟
الفكرة ان الرجل بصفة عامة يجب ايضا ان يكون لديه مثل هذا الوعي
وانا ذكرت مثالا عن زميلاتي اللواتي لا يعلمن ماهو السبيل لاقناع ازواجهن بمساعدتهن ولو قليلا لان عقلية مجتمعاتنا تأسست على ان اعمال المنزل للمرأة مثلا ورغم ان المرأة الان تعمل لكنها سوبر وومن فتستطيع التوفيق بين كل هذه الامور على حساب صحتها وراحة بالها ويأتي من يقول انها ضعيفة بل انتم الضعفاء؟


12 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 3 / 5 - 10:11 )
أهلا ً أستاذة آمل، في إحدى تعليقاتك ِ سألتيني عن هواياتي، فهذه واحدة جديدة: المطبخ LOL و معك حق ليس كل الرجال يحبونه، أؤكد لك ِ لو تذوقتي الخاروف المحشي من تحت يدي الشيف نضال ستعترفين أنه لا يوجد فندق في كل الأردن يستطيع إتقانه بهذه الطريقة LOL

عودة للجد قليلا ً: أعرف الكثيرين يساعدون بتدريس الأبناء، و منها أنسبائي، أعرف أناسا ً آخرين يستقدمون عاملات منازل لتخفيف الضغط على الزوجة، هناك من يقوم باصطحاب أطفاله خارج المنزل لساعات لترتاح الأم، صدقيني لن نعدم الوسيلة إن أردنا.

أما سؤالك كيف عن إقناع من لا يريد؟ فهذه أصل المشكلة و هي التي تناولتُها بواسطة التمكين و نشر الوعي، و أضيف اليوم: الحوار المتبادل. ليس عندي وصفة سحرية و سيبقى كلامي مجرد خيار لراغب، لكنه دخان لغير الراغب، و في النهاية نحن نكتب لكي نزيد من أعداد -الراغبين- بالتغير، و عندها يبدأ التغير.

المرأة ليس ضعيفة لكنها للأسف تضع نفسها في موقف الضعيفة، و الرجل ضحية الأيدولوجية بقدر المرأة، مع الاعتراف بامتيازات الأدلجة الذكورية بالنسبة له لكن ثمنها خسارة العقل و الإنسانية، فالخسارة للطرفين و أكثرها للمرأة.

تحياتي لكِ

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف