الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص . ..

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2014 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المختص .
بقلم : محمد أبو النواعير ..
على الرغم من وجود الكثير من الآثار, التي تدل على أن تحليل الخطاب بشكل عام, هو أمر لم يعد مقتصرا على الغرب – ونستطيع تلمس هذا الأمر في قضايا تفسير النصوص القرآنية, أو تحليل المجتمعات الإسلامية, والتأكيد على أهمية البيئة في معرفة نمط حياة الشعوب, كما فعل ذلك عدد من علماء العرب الأندلس-, إلا أن أغلب الدراسات تبدأ مع موضوعة تحليل الخطاب الإعلامي من منطقة ولادته الغربية الحديثة .
إن عملية تحليل مضمون الخطاب الإعلامي الثقافي الصادر من جهة تمارس نوع من تصدير المعرفة, إنما هو نتاج لتطور امتد لسنوات طويلة, تحكمت فيه الحاجة إلى وجود فهم من قِبَل المتلقي لمادة الخطاب, أو للرموز التي تحتاج منه التفسير المستمر, وذلك لوجود علاقة وثيقة بين مضمون هذه العلامات والرموز وبين السياقات الاجتماعية والسيكولوجية والثقافية عند المستلم أو المتلقي؛ وأفضل مثل على ما نقول, هو وجود الكثير من المشتركات الرمزية واللفظية في مجتمعين مختلفين, إلا أن تفسيرهما يختلف بحسب البنية القيمية والمعرفية لكل مجتمع .
تختلف طريقة تحليل الخطاب الإعلامي (الفهم), والتي يقوم بها الإنسان العادي في حياته اليومية, عن الطريقة التي يعتمدها المختص؛ فالبعض يرى أن إتباع المختص لمفهوم التعاطي الكمي مع مادة المضمون الإعلامي, هو الذي يميزه عن القارئ العادي؛ إلا أن هذا التوصيف لا يمكن الاعتماد عليه دوما, وفي كل الحالات؛ فالاختلاف لا يقتصر على هذا الأمر فقط, بل أن فرق المختص عن القارئ العادي هو اعتماد المختص على جملة من الإجراءات المنظمة, والمتسلسلة منطقيا, تجعل تعامله مع بيانات ومفاهيم الخطاب الإعلامي والأحداث الجارية فيه, بطريقة تختلف تماما عن القارئ العادي. فالقارئ العادي للخطاب الإعلامي, يخضع وبشكل لا إرادي إلى عدد من المتبنيات المسبقة, والصور النمطية القبلية ذات الحكم المسبق, عند قراءته لنص الخطاب الإعلامي؛ وهذا في كثير من الأحيان يوصله الى نتائج لا موضوعية؛ بل أنه قد يشط بعيدا عن الهدف الحقيقي لصاحب الرسالة الإعلامية.
إذاً, فالاختلاف هنا سيكون اختلاف في المنهج, أو الوعي بالمنهج المتبع في التحليل؛ وهذا المنهج يُلزم الباحث بعدد من الالتزامات, ليصح تسمية هذه العملية بتحليل بنية الخطاب الإعلامي, في معناه الاصطلاحي العلمي؛ حيث تتوزع هذه الشروط بين أهمية وضرورة توفر عامل الموضوعية عند الباحث, والتحرر من القوالب النمطية المسبقة, الى ضرورة الاعتماد على خطة منظمة, تُعد كمراحل منهجية متسقة, مستندة إلى إجراءات منطقية؛ بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة ابتعاد الباحث عن شخصنه الأمور؛ والمقصود هنا عدم وضع أهداف الباحث الشخصية, كغاية وهدف يجب الوصول اليه؛ بل يجب خروج المحلل عن غلاف الظروف المعاشة عنده, بإخضاع مادة التحليل إلى ظرفية بناء مواقف افتراضية, للتخلص من قيد الأسر النمطي للذات التي تقوم بعنصر التحليل؛ وهذا ما يطلق عليه تسمية (النّمذَجَة), بنوعيها الوجودي: والذي يعبر عادة عن النموذج الواقعي, المعاش, والذي ينميه الناس المشاركون في المواقف والأنساق البشرية. أو النوع الثاني وهو النموذج البنائي أو المبني: وهو الذي يصوغه العالم أو الباحث, لكي يوضح ويوصف مادة تحليله .
إذا, نتلمس فرق واضح ومصيري, بين قراءة القارئ العادي (الجمهور), للأحداث والظواهر المتضمنة في الخطاب الإعلامي والسياسي, عن قراءة المحلل المختص, والذي يمتلك أدواته المعرفية الخاصة به.
وهذا يقودنا الى وضع الإصبع على الجرح, لتشخيص مقدار التخلف المعرفي عند جمهور قرائنا ومتابعينا, وأهمية إيجاد حل لهذه المشكلة المهمة؛ كونها تتعلق بموضوعة التطور الحضاري, وانتشار الوعي الصحيح بين أفراد المجتمع؛ ويجب على الجهات القائمة على التربية والتعليم, نشر أدوات التحليل المعرفي الصحيحة, وإدخالها الى مناهج التعليم, في بلد مواطنه أحوج ما يكون, الى التحليل الصحيح البعيد عن ثورات العاطفة الوجدانية ..
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصر ..












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف