الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي

فالح الحمراني

2014 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي


د.فالح الحمراني
اعلامي من العراق مقيم في موسكو

الثورة الجديدة بتاريخ 21 فبرايرفي اوكرانيا تمت على غرار سيناريوهات "الربيع العربي". ومثلما حدث في تونس وليبيا ومصر ويقع في سوريا الان وجرت محاولات تنفيذها في عدد من العواصم العربية، بدأت الاحتجاجات بكييف سلمية ومن ثم اكتسبت طابع العنف وسيطرت المعارضة الاوكرانية على مدى 3 اشهر على مركز العاصمة كييف واحتلت مباني مؤسسات الدولة، ورفع المحتجون الذين اغلبهم من الشباب شعار "ارحل ارحل" وارغموا الرئيس يانوكوفيتش على الهرب ( مثل الرئيس التونسي) وسيطروا على مؤسسات الدولة والبرلمان ليلعنوا قيام عهد جديد.
وتبنى برلمان البلاد سلسلة من القرارات المصيرية والعاجلة. حيث عزل رئيس الجمهورية فيكتور يانوكوفيتش وكلف أعضاء في حزب "باتكيفشينا" المعارض بشغل الحقائب الوزارية الرئيسية في الحكومة المؤقتة.
ان القوى التي شاركت في الثورة الجديدة باوكرانيا هي غير القوى التي شاركت في الثورة "البرتقالية " عام 2004 واطاحت بالرئيس السابق ليونيد كوتشما. انها القوى التي نمت في العشرين سنة الاخيرة في اجواء السوق الحرة واشاعة الديمقراطية. القوى التي وقفت "الاليغارشية (القطط السيمنة ) التي أَثرت على حساب ممتلكات وموارد الدولة، حجر عثرة امام نموها وتطورها كطبقة وسطى جديدة، وتقف وراء هذه القوى الشرائح التي لم تجد افق لمستقبلها. وركبت موجة الثورة، كما يحدث في اي مكان، قوى ظلامية من القوميين الشوفيين القريبين الى النزعات الفاشية والليبراليين المتطرفين وجماعات المافيا والجريمة المنظمة لتحصل على الغنائم في زمن الفوضى والمهمشين اجتماعيا. ومن الصعب القول الان من سيقطف من تلك القوى ثمار الثورة وهل ستدخل مكوناتها في صراع جديد وهل ستخيب أمل سكان البلاد، وهذا هو الافق الذي وقف عنده ثورات الربيع العربي. في البداية فجرتها قوى الشباب المتطلعة للعدالة وتوفير فرص حياة كريمة وتأمين حقوق الانسان كمواطن واشاعة الديمقراطة وانسنة القوانين وعصرنتها، وبالمحصلة آلت الى قوى اخرى غير مؤهلة لإدارة الدولة وظللت الناخبين بشعارات الدين، ولم تصمد اغلبها في السلطة.
وهناك افق لتطور الاحداث باوكرانيا يتمثل بتوزيع السلطة على اقطاب المعارضة التي اطاحت بالرئيس المعزول يانوكوفيتش لتأمين الاستقرار ووقف الاحتراب .وقال المدير العام لمركز دراسات فضاء دول الاتحاد السوفيتي السابق ألكسي فلاسوف بحديث لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إن الغرب سيعمل على صياغة ثنائي سياسي في أوكرانيا يتكون من قطب المعارضة كليتشكو رئيسا، ويوليا تيموشينكو رئيسة للوزراء التي تم الافراج عنها بينما يمكن إبقاء منصب رئيس البرلمان لياتسينيوك. ورجح في هذا الاتجاه أن توكل لحزب "الحرية" والراديكاليين الشؤون الداخلية للدولة بما يشمل بالدرجة الأولى ميادين التعليم والثقافة وما إلى ذلك. وأضاف: أعني هنا "السماح للقوميين بتطبيق أفكارهم القومية السلطوية في مناطقهم.
ولكن ليس بالضرورة ان تقبل القوى التي قادت الثورة والممثلة للشرائح الإجتماعية الجديدة التصرف وفق اجندة خارجية بل ستطرح برامجها الخاصة. وصار ينظر الى يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء التي افرجت عنها السلطة الجديدة من السجن ، في خارج أوكرانيا على أنها زعيمة وطنية رغم عدم تمتعها في الوقت الحاضر بأية صفة رسمية في مضمار السلطة الأوكرانية.واتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معها خلال مكالمة هاتفية على لقاء بينهما في القريب العاجل.
وتراقب القوى الدولية الخارجية الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي، اي الغرب عموما من جهة ومن جهة اخرى والصين الى التطورات باوكرانيا كل من زاوية مصالحه الخاصة. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد عن دعم بلاده "القوي" للإجراءات التي أخذها البرلمان الأوكراني، معتبرا إياها بأنها "المسار الأفضل" باتجاه استعادة السلام في البلاد. ورحبت مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون يوم السبت بالإفراج عن تيموشينكو، وقالت في بيان إن "هذا يأتي كخطوة مهمة إلى الأمام بهدف معالجة المخاوف المتعلقة بالعدالة الانتقائية في البلاد".
وعلى الجانب الآخر استقبلت روسيا التطورات " غير القانونية" بعدم ارتياح سافر. واستدعت موسكو سفيرها من كييف "للتشاور". وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه الشديد إزاء ما وصفه بفشل المعارضة الأوكرانية في تطبيق اتفاق السلام. وجاء في بيان نشرته الخارجية الروسية أن أوكرانيا تتبع نهج سحق غير الموافقين في الأقاليم بأساليب ديكتاتورية، بل وإرهابية في بعض الأحيان.وأشار البيان إلى أن أصواتا بدأت تعلو "مطالبة بحظر اللغة الروسية بشكل تام تقريبا، والتطهير والتخلص من الأحزاب والمنظمات، وإغلاق وسائل الإعلام غير المؤيدة، ورفع القيود عن دعاية العقيدة النازية الجديدة. ويجري اتباع نهج لسحق غير الموافقين في أقاليم مختلفة في أوكرانيا بأساليب دكتاتورية، بل وإرهابية أحياناً".
واخيرا فان مستقبل اوكرانيا القريب مرهون بالقوى التي ستمسك بقبضتها السلطة. وهل سيقطف الحرس القديم ثمار الثورة ام سينفتح الطريق امام قوى الاصلاح والانماء الفعلي لتوفير حياة كريمة للمواطن الاوكراني الذي اصبح ضحية لصراعات النخب على ممتلكات الدولة ومواردها وتوزيع كراسي الحكم بينها، ام ستغرق بموجة جديدة من الصرعات بين حلفاء اليوم وكذلك الى مدى مواصلة موسكو موقفها الراهن الرامي لتأمين مصالحها في القرم وعموم اوكرانيا ومنعها من الارتماء باجضان الناتو وهيمنة الغرب ونجاحها بالحصول على دعم السكان الاوكرانيين من اصل روسي وتنفيذ سياستها من خلال حراكهم السياسي والمجئ بنظام حكم لا يكن لها العداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟