الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد وصناعة هوليوود

عباس ساجت الغزي

2014 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بغداد وصناعة هوليوود
امتاز الأمريكيون بصناعة الاحداث بمختلف تأثيراتها لما يمتلكون من مخيلة خصبة تقتات وتنمو على جراح الشعوب لترسم المعاناة سبيل لا نجاة منها, لحياكتها الجيدة لمجريات الحدث الذي يتناسب مع الوضع الراهن بوضع استراتيجي يكفل لها تحقيق الغاية المنشودة في كل زمان ومكان . كلنا يشتاق الى احضان الام , الطفل والكبير مهما تقدم في السن , فالأم لها صورة لا تشبهها صور الكون عند كل منا , وقد اعتدنا زيارة امنا بغداد بين الحين والحينِ لنغفوا بأحضانها لبرهة من الزمن, نستنشق عبير عطرها الذي يمنحنا الامان والحياة والتفاؤل باننا سائرين على خطى الاجداد في حفظ الرسالة وصناعة الحضارة والتاريخ لتبقى اشراقة امنا بغداد جميلة على مر العصور.
الوطنيون والشرفاء والمثقفون من ابناء وطني يشعرون بالغربة حين يشتاقون احضان بغداد , ولا تستهويهم صناعة هوليوود في بغداد ولا السيناريوهات المعدة ليطول مسلسل القط والفأر والمطاردات التي باتت معروفة النتائج باستنزاف الوقت والجهد والثروات في بلدي , بغداد التي غادرتها اجمل كلمة كانت عنوان لها فيما مضى ( بغداد السلام ) .
المراقب لمسلسل العنف في العراق يدرك بانه من صناعة غربية فهم وحدهم القادرون على ايجاد الاثارة وبالحلقات المتواصلة الاجزاء ولو تطلبت مصالحهم لأمتد الصراع القائم الى ما لانهاية , واتمنى ان يتصالح توم مع جيري لتفويت الفرصة على الفئران والقطط والكلاب الاخرى من الدخول في الاثارة وزيادة عدد الحلقات لتستمر المطاردة حتى يجزع المشاهد ويضطر الى الهجرة بعيدا عن الشاشة .
لكن الكثيرون يستبعدون فرصة المصالحة في ظل تواجد قطط تناصر جيري وكلاب تناصر توم في المعركة الدائرة رحاها من اجل تحقيق التوازن الذي يكفل استمرار النزاع , لتستمر عمليات الهدم في البيت بعد ان دمر الصراع بينهما جميع الاثاث واواني الطبخ , وقد بانت عورة سيدتهم حين جردوها من ملابسها وهم يتصارعون لرغبة صناع القرار في هوليوود من وصول الامور الى ما وصلت عليه لتستمر الاثارة .
وعلى عشاق بغداد من ابنائها البررة ان يدركوا ان مسلسل العنف لابد ان يتوقف , وان عليهم ان يبحثوا عن الخلل في رغبة البعض لعرض هذا المسلسل الكارتوني دون غيره , وليعلم الناس ان تجربتهم قد اينعت ونضجت لسنوات التغير الطويلة واصبح من الضروري التنوع في البحث عن المواضيع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية , ومن يرغب في المتعة فهنالك مجالات كثيرة لصناعة تلك المشاهد بعيداً عن احلام وطموحات الشعب العراقي والوطنيون من ابنائه الراغبين في اعادة الاعمار وانتشال البلد من الوضع البائس الذي يعيش .
لنرسم خارطة طريق جديدة تكفل للأجيال ايجاد مناخاتهم لمواكبة التطور الحاصل في العالم , ونخلق لهم مساحات من العمل والحركة لنضمن معها ان يتحقق حلمنا بان نرى العراق مشرق مزدهر من جديد .
عباس ساجت الغزي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح