الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطوانات الطغاة للفوز في الأنتخابات

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 3 / 4
كتابات ساخرة


صاحبنا (أبو أمير) قرر أن يرشح نفسه في الأنتخابات, سلّم شهادته الأعدادية للمفوضية ضمن الفترة القانونية , صبغ شاربيه و أشترى بدلة (حدث ذلك قبل أن يحترق السوق العربي) لونها حنّي أقرب الى العقيق اليمني , حين أرتداها بعد تشذيب لحيته تحول الى ملاك يأسر الناظرين لتزداد معدلات الحوادث في المنطقة , ذهب الى ستوديو فنون في شارع السعدون ليلتقط صورة , أعقبها بتوجيهات ترجمها المصوّر الى تعديلات بـ(الفوتو شوب) لتجعل (أبو أموري) بجانب ملتحي شيطاني أشعث منداس بحذاء أحدهم , صاحب المحل لم يستغرب من طلبه , فالأمر ليس بجديد , أتصل صاحبنا بعاطل كان شقيق زوجته , وبلهجة الآمر أخبره أن يأتي له بعشرين من زملائه النائمين في المقهى , وعلى وجه السرعة وصلوه , لينقدهم بمبلغ جعلهم لساعة في صدمة , صارت الصورة أياها مئات رصفت في شحنات تم تحميلها في سيارات من نوع (الفونتيرات) يقودها شباب حيويون مؤمنون بالمال سبيلاً في تقرير المصير , اللوحات حجهما كبير , سعر الواحدة لا يقل عن الثلاثمائة ألف زائداً خمسين , ملأ بها البلاد من بوب الشام ومروراً بسيطرة الدورة حتى آخر قرية في الزبير وقبلها سواقي طلحة , عددنا منها عشرات قبل أن نتيه في العد والفرز فالأمر يحتاج الى جهد و صلوات و حرز , يبدو أنه أفلح في الحصول على قرض أو فاز بمئة راتب أو باع بيته الحواسمي في حي النصر , فتمويل هكذا حملة يحتاج مئات الملايين , ربما عثر على مصباح علاء الدين أو أكتشف ممراً سرياً في البنك المركزي , الغريب أن تلك اللافتات لم تكن تتضمن أي برنامج أو خطة , هكذا بدت لنا ونحن مستغرقين نتأملها , ربما تحمل مدلولاً عميقاً يختصر كل برامج الأمم , لكننا لانعرفه , فنحن المساكين لازلنا متواضعين أمام هكذا أنفلاق فكري يصعب الوغول في سبره كوننا وبصراحة لانعرف شيئاً مما يجري , عجزنا عن تفسير العبارة فأردنا أن نطرحها للعلن عسى أن ينجدنا أحدهم لنعرف أسرارها الكامنة خلف كلماتها الخمسة فهو يقول في كل لافتاته المستنسخة : أنا خادمكم داعش تحت أقدامكم !
شعار عظيم والعظمة لله وحده وخلف الله عليك أخونا الغيور الصنديد وأحنا بشاربك بس فكنا منهم
لكننا نستميحك العذر لنطرح عليك أسئلة خجولة نهمس بها خلسة وكلنا أمل بأن لا تصلك فأنت زعيمنا القادم ولاطاقة لنا على مواجهة بطشك
ماهي خطّتك حول البناء وسيادة القانون و مهنية المؤسسات والمستوى المعيشي لهذا الشعب البائس الذي يكاد أن ينقرض بعد أختفاء ملامح الدولة
وأين أنت من السياسة الخارجية والداخلية و البنية التحتية الرخوة وهل ستحابي متملقيك وتبطش بغرمائك كما يحدث من سنين عندنا
من الذي أتى بـ داعش , ولماذا تركت الأخيرة كل أصقاع الأرض بقاراتها السبعة لتحل ركابها على دمائنا لنكون ضحاياها لوحدنا , وعذراً إن أخذنا من وقتك لنسألك :
هل كان مواطنونا يعرفون شيئاً أسمه (أرهاب) ولماذا أستفحل و أستهتر في عهدنا الديمقراطي جداً , لماذا تحول البلد الى مغناطيس يجذب القتلة واللصوص و كل متطرفي الكوكب.
هل أن مشكلتنا تختصر بداعش فقط , وهل تعدنا بأن لايظهر بعدها دواعش ظاهرين أو مستترين تتاجر بهم لتجدد ولاياتك العشرة تحت مسميات شتى , كيف بك و المفسدين من أصحاب الأمبراطوريات داخل الدولة أولئك الذين لهم أجنحة مملوئة بالمسدسات الكاتمة ومليارات تجنّد مايفوق جنود ستالين وهتلر , هل سمعت بالفواحش ومؤججي الفتن والمحاصصيون المتعاصصون أم لم تسمع , هل تعرف أن البيت الكبير لايدار بفرد واحد , بل بجهود جبارة متكاتفه , لنفترض أنك فائز بأذن الصدفة المخطط لها , هل ستغيّر شيئاً من المشهد.
تأكد بأننا معك في أن ندوس على داعش , لكننا نخالفك ضحالة فكرك , فالقاتل ليس داعشياً فقط , والسارقون من أديان ومشارب شتى , نريد أن ندوسها جميعها في أقرب فرصة , نستميحك السؤال دون ضغائن , هل تقضي ولايتك في بيتك الأخضر أم ستذهب الى الحج والعمرة وتجعل مقرّك الدائم على ناصية الشانزيليزيه أو في شقة تطل على شارع الحمراء.
أنت شجاع وصدوق أخي (أبو أموري) تقول أنك ستضع داعش تحت أقدامنا لتتركنا بعدها وشأننا لننزلق بهدوء لنواجه مصيرنا أمام الوحوش الأخرى تلك التي تجهز حين الطلب ومعها الأزلي من التخلف والظلم والفقر فلا برنامج ولا نظرية ولا أفكار جديدة تطرحها , وعليه فأننا نطلب منك أن تكتب تعهداً أمام كاتب العدل بأنك لن تخترع دواعش جديدة تجعلنا تحت أقدامها وليس كما تقول في شعارك الواضح جداً , نعدك أننا راضين بالعيش في واقعنا المظلم فنحن على الأقل نعرفه وأشد مانخشى أن يكون القادم أسوأ , وفي الختام نهنئك فأنت فائز كما فاز علينا كل أصحاب الرايات الحمراء والخضراء والسوداء الذين سبقوك للجنة لتبقى متربعاً على هرم الدنيا , ولن نتطرق الى خرقك للقانون فأنت لست وحدك من بدأ حملته الأنتخابية قبل موعدها , وحشر مع القوم عيد ومانحن سوى عبيد وليس عليك أن تكترث لألوان بشرتنا السمراء المالحة , نراك في البرلمان القادم و نعدك بأننا باقون على العهد كاتمين أنفاسنا فأنت (أبا أمير شأنك أن تكون للأمور أباً) بمشيئة الصفاقة وأنعدام الرؤية والمبدأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل