الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تبكي العراقية

ستار عباس

2014 / 3 / 5
حقوق الانسان



ما أن تدخل باحة مديرية شهادة الجنسية في المنصور حتى تجد نفسك إما خيارين أحلاهما أمر من الأخر, طابور طويل للرجال ومثله للنساء لتقف ساعة أو أكثر لوصول إلى الشباك لتحصل على شهادة الجنسية او تفاجئ بطلب أخر غير موجود في الأوراق لم تبلغ بإحضاره وبأسلوب يشوبه الخشونة بعض الشئ, فتخرج فاضي اليدين لتعود في الأسبوع القادم وحسب التعليمات لتعيد الكره للحصول على الشهادة ,وإذا كان حظك عاثر تفاجئ بعدم إحضار طلب أخر أيضا " لم تبلغ به لتعيد الكره مرة ثانية وتنتظر أسبوع أخر في نفس المعاناة لتحصل على مبتغاك او تفاجئ بطلب جديد لتستمر معاناتك ,و خلال هذا المخاض الصعب يقاس مدى تحملك وصبرك فمنهم من يسلم أمره ويشتكي إلى الله ويتحزم بالصبر ومنهم من ينفجر بالبكاء نتيجة الضغوط الخارجية الأخرى "الاقتصادية والاجتماعية" مثل ما حدث لتك المرأة التي خرجت من الطابور الطويل بعد انتظار لتصل إلى الشباك وتفاجئ بطلب جديد لم تبلغ باحضارة في الأسبوع الماضي , انفجرت بالبكاء هي وابنتها الصغيرة التي بكت على بكاء الأم, المشهد أصبح أشبه بلوحة سريالية تثير الدهشة والاستغراب والحزن (امرأة تبكي وسط شعب يكتنز عاطفة جياشة وحب كبير للآخرين امر صعب يحتاج الى تفسير),تجمهر بعض الحاضرين رجال ونساء ليعرفوا ما سبب بكائها في دائرة خدمية تحمل العلم العراقي وشعارها " خدمة الشعب",كلمات المرأة كانت تخرج مخنوقة يتخللها البكاء والأنين تندب حظها العاثر على ما يصب عليها الدهر من معاناة وتحاول إسكات ابنتها ونتيجة الإلحاح الحاضرين لتفظفظ ما بداخلها علهم يستطيعون مساعدتها ,خرجت الكلمات متثاقلة وباستحياء ودموع"(وهذا ديدن المرأة الحرة) قالت بان لديها بنت مريضة طريحة الفراش من صعب تركها بمفردها ولديها مسؤوليات أخرى ثم قالت أنها راجعة في يوم( 24/ شباط ) لتغير شهادة الجنسية دخلت في المعاناة التي ذكرناها أنفا لتفاجئ بان هناك نقص في معاملتها طالبوها بإحضاره في الموعد المحدد "يوم(4/ آذار ) وبعد أن أحضرت ما مطلوب ووقفت ساعات في الطابور تفاجأة بطلب أخر لم تبلغ فيه أيضا" وعليها أن تنتظر اسبوع أخر ليكون مجموع المراجعة (21يوم ) ولم تعرف هل ستنجر شهادتها أم تدخل في نفس المعاناة ", خرجت منكسرة الخاطر تجر طفلتها المسكينة وأذيال الخيبة لتحظر في الأسبوع القادم ولا تعرف ما تخفي لها الأيام, نكتب تلك, المعاناة لعل المسئولين الكبار يلتفتون إلى مثل هذه الإجراءات الصعبة التي ترهق المواطن,
لكن والحق يقال الأسلوب الجيد الذي تقوم به الجنسية في المنصور والتي لا تبعد إلا أمتار عن شهادة الجنسية يختلف بشكل كبير عما موجود عند الأخيرة(شهادة الجنسية) نقدم لها ولمنتسبيها كل الشكر والعرفان لما تقدمه من تسهيل في خدمة المواطن أملين أن تحذوا مديرية الشهادة بحذوها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم