الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ريجيم فكري 1

موسى الشديدي

2014 / 3 / 5
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


معظم تفكيرنا المزعوم يقوم على ايجاد الحجج للاستمرار بالاعتقاد بما نؤمن به سلفا وللاسف ان ميلنا للافراط في عقلانيتنا يقودنا الى تجاهل احاسيسنا واصواتنا الداخلية وحدسنا كما يقول بنجامن فرانكلين " من يستطيع ان يخدعك اكثر من نفسك "
عام 1977 نشر خبر عن سيدة عجوز من ولاية فلوريدا بامريكا تدعى لورا شولتز تبلغ من العمر 63 استطاعت ان ترفع مؤخرة سيارة 2000 باوند لتحرر ذراع حفيدها العالقة تحت السيارة بالرغم من انها امرأة صغيرة الحجم ولم ترفع في حياتها اكثر من 50 باوند !
احد الكتاب المهتمين بتطوير الذات والتنمية الشخصية يدعى تشارلز جارفيلد في حواره معها قالت : ان ما يؤلمني انني فعلت في هذا العمر شيئا كنت اراه مستحيلا من قبل فما الذي يعنيه ذلك ؟ هل يعني ان حياتي كلها قد ضاعت ولم احقق اشياء كثيرة فيها كنت اراها مستحيلة ؟
لذلك قال رالف والدو اميرسون "الله يخفي الاشياء فيضعها امام عينيك "
الخوف هو العامل الاول الذي يجعل الناس في هذا العالم يعيشون حياة ضئيلة وغير حقيقية والكثير منهم عبارة عن ضحايا محترفون لمخاوف شخص ما منحهم اياها اوعلمهم الخوف منها فالغالبية العظمى منا لم يسمحوا لانفسهم ان يطلبوا ويريدوا ما هم حقا راغبون فيه لانهم لا يستطيعون ان يدركوا كيف سيتبدى لهم
عندما يجلبون الفيل الى السيرك وهو صغير وضعيف نسبيا يربط بحبل مثبت بوتد صغير يحاول ان يحرر نفسه لكنه لا يستطيع في وقت لاحق مهما كبر سيستمر ربطه بنفس الوتد الصغير وهو ببساطة لن يحاول ان يحرر نفسه لانه لا يزال يعتقد انه لا يستطيع ان يحرر نفسه منه
ما نراه ليس الحقيقة وانما مركب من كافة الطرق التي دربنا على ان نرى بها نحن نرى العالم ليس كما هو بالفعل وانما كما نكون نحن نرى العالم خلال مصفاة ادراكنا الشخصي فما نراه حاليا كعالم حقيقي هو مجرد وهم يعيش الانسان العصري فيه ويعتقد بانه يعرف ما يريد بينما الحقيقة انه يريد ما يفرضه عليه المجتمع .
الشاعر الفرنسي بول فاليري يقول
" الطريقة الفضلى لتحقيق احلامك هي بان تستيقظ من سباتك "
انت لست من تظن انك هو حاليا لديك قوة بداخلك اكبر بكثير مما يمكنك تخيله في اكثر احلامك جموحا ومع الاسف فان اكثر الطرق شيوعا التي يتخلى بها الناس عن قوتهم هي ان يعتقدوا انهم لا يمتلكون ايا منها اوان يتم برمجتهم على ذلك من قبل المجتمع .
لذلك يقول اريك فروم " فليكن هدفك دائما ان تحقق ما تحلم به اما النجاح فانسى امره "
ارضى بما لديك افرح بما هو عليه الحال وعندما تدرك ان لا شيء ينقصك ستمتلك العالم كله فالطريقة الفضلى للحصول على ما تريد هي ان تريد ما لديك فالحكمة البوذية تقول " ارغب بما لديك ودائما ما ستحصل على ما تريد "
فان اكثر الناس قدرة على اسعاد انفسهم هم من ينظرون الى ما في ايديهم وليس الى ما في ايدي الاخرين فالانسان الذي لا يجد ا يرضى في داخله فعبثا يبحث عنه في مكان اخر
يقول ابيقوروس " ان الحياة التي تعيشها وما انت عليه هو فقط ما انت تراه "
احدى القصص من التراث الصوفي تقول : كان الملا نصر الدين في ليلة مظلمة يحفر تحت المصباح امام بيته فساله احد الجيران ماذا تفعل ؟ اجابه : ابحث عن مفتاحي الذي فقدته وهكذا باشر الجيران بمساعدته على الحفر في التراب تحت مصباح الشارع بحثا عن المفتاح وبعد وقت قال شخص اخر من الجيران : لقد مضى علينا بعض الوقت في البحث من دون جدوى ايها الملا عد بذاكرتك الى الوراء اين وضعت متاحك اخر مرة ؟ فاجاب الملا : في الواقع لقد اضعته في مكان ما في المنزل لكنني لا اذكر !
فتعجب الجار وقال : ماذا قلت ؟ اما لم نبحث هنا في الخارج ؟ فاجاب الملا قائلا اتسألني لماذا ؟ لان الظلام دامس في المنزل الا ترى ان تحت المصباح نور اكثر ؟
هكذا هم البشر يبحثون في العالم الخارجي عن السعادة بدلا من البحث في داخلهم مفتاح السعادة عالق داخلنا
قال بوذا
"السلام ياتي من الداخل لا تبحث عنه في الخارج"
اليست الحياة اقصر بمئة مرة من ان نفجر انفسنا ؟ تسأل فريدرك نيتشه
يجب ان تضحي بالضجر كي تعيش حرا وسعيدا وما هذه التضحية بالامر السهل دائما فالشعور بالضجر اهانه بحق النفس
اتعتقد انك ومشاكلك بغاية الاهمية ؟ اذا تذكر ان العالم باكمله مؤلف من سته مليار بشري اخر ونصف المليار
ان ادراكك قد يكون مظللا جدا عندما تتعلق المسألة بوضع حياتك اذ من السهل جدا ان تركز على مشاكلك الى حد ان العالم الرائع من حولك قد لا يبدو موجدا
السعادة ليست بشيء جاهز يمكن لله ان يمنحك اياه وانما السعادة تنبع من افعالك وفي اغلب الاحيان افعال الباحثين عن السعادة تكون افعال غير جالبة للسعادة فالبحث عن السعادة يشكل واحد من اهم اسباب التعاسة الرئيسية اذ مجرد السعي وراء السعادة يعرقلها ولو توقفنا عن محاولة ان نكون سعداء لامضينا وقتا ممتعا حقا
قد تعلمت ان مخاوفنا وحش من قش لو اننا تجاهلناها ستظل في الدور السفلي تدمر حياتنا بسرية وتبقينا نركض بعيدا عن احلامنا اما ان واجهناها بدعوة الوحش المخيف لفنجان من الشاي في الطابق العلوي فسندرك انها اصغر بكثير مما ظنناها في البداية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار