الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعات

واثق الجلبي

2014 / 3 / 5
الادب والفن


ساعات
يتصدر الوقت قائمة الاشياء المهدورة والضائعة وربما الملغية في العراق إذ تتفاقم الرؤى السرابية والمضببة كل يوم لتزيد من وضعية الوقت تعقيدا وملابسات كارثية السنة اصبحت كالشهر والشهر بدوره اصبح كاليوم واليوم هو الآخر تبخر لساعات ومن ثم لدقائق ولثوان غير آبهة للمنطق المفترض الوجوب. ولكن كيف لهذه الساعات ان تنقضي بدفقها المعهود وانسيابيتها ؟ المشكلة كلها في الانسان الذي بدأ يتحول الى كائن آخر لا يمت للأنسنة بصلة فبشريته وحيوانيته تتغلبان على انسانيته وتنتصران عليها بكل وسيلة مشروعة وغير مشروعة .. حلبة الصراع من الوقت غير منتهية المفهوم والادوار على الرغم من اختلاف تبعيات الوقت وسيلانه من شخص الى آخر وعن اهميته أيضا فالبعض لا يحتاجه كأن الوقت عنده سلعة قابلة للإسترداد او التبديل .. على الرغم من اختلاف ألوان الساعات حسب ما تعنيه ضمنا بأن الاوقات مختلفة بين الفرح والسرور والغضب واحتباس الذات بين الاندلاق والتفجر وبإختلاف حجوم الساعات إلا ان المعنى واحد وكما قال الشاعر العربي:
دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني
فالانفجار الوقتي قد لا يحسه البعض ويلتفت الى عمره وقد انساب من بين يديه غير آبه بما كان في السابق.. وهذا الامر عادة ما يحصل في كل جيل من الاجيال الراتعة في التخلف وهيمنة الجانب الحيواني على البشرية التي ستقضي على الانسنة بشكل غير قابل للمعالجة .. المهم في الأمر أن ندرك ما للوقت من تأثير علينا وعلى ابداعنا وتأثيرنا نحن بأنفسنا وبالناس وبالزمن فكثير منا يولد ويرحل بلا تأثير يذكر.. حتى ابرز الساعات في العالم تشابه أصغرها في وجود ارقام حياتية مبعثرة بين دوائر واشكال هندسية تزين لنا جمالها ولكنه تفتك بنا من غير رحمة وتسفح بنا لربوع الضياع وطريق اللاعودة .. علينا ان نحذر من الوقت ومن التلاعب فيه وان نستضيفه بروية وسلام لا ان نتحداه كالغيلان لنصل في آخر المطاف الى عدمية الجدل وضياع الاسئلة المحترقة . محرقة الوقت بالجملة تؤكد ضياع البشرية في التفكير بالحروب والتسقيطات واللامبالاة بينما يوجد في الحياة فسحة لتحقيق كل حلم جميل نطمح باستعاده من وقتنا الممتد بين مسافات متشابكة لا نراها ولكنا نحس بها بالتأكيد على سبيل النجاة من الضياع والتبخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو