الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصه قصيره - هكذا التقيت الخلفاء الراشدين

نوفل كريم جهاد

2014 / 3 / 6
الادب والفن


هكذا التقيت الخلفاءالراشدين
حدث لي أمس وانا أتجول في أزقة التأريخ أن أوصلتني قدماي لمسجد الرسول في المدينة .. وهناك شاهدت صدفة بعض رجالات المسلمين . رأيت بأم عيني أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ، رضوان الله عليهم أجمعين.. بهدوء وتواضع على الأرض معا جالسين.. متقابلين من بعضهم البعض وبكل محبه مبتسمين .. يتبادلون الحديث ويتداولون أمور المسلمين .عندها و بكل وجل توقف الزمن عندي وصرت أشعر بشديد الخجل.
سألوني : من انت وما تفعل هنا ؟ قلت : انا الانسان العربي في زمن غير ذاك الزمن.. وفي موعد بدون أمل.
سألوني : من أين اتيت يا اخ العرب ؟ أجبت : من مدن جف فيها الحب وزاد فيها الكرب ! مدن ترفع الأذان قبل كل صلاة و خطبة وتقتل أبنائها بعد كل صلاة وخطبه !
أستغرب القوم من كلامي وقالوا من جديد : ويحك ..هل انت فعلا من ابناء عمومتنا العرب ؟!
أجبتهم : نعم نعم ، انا من أبناء أمة الأسلام و العرب .
قالوا : تفضل وأجلس يا اخ العرب . ما بال الحزن يبدو على محياك ؟ هل هو تعب الدرب..أم مشقة السفر..؟
قلت : لا والله ليس تعب الدرب أومشقة السفر.. بل هو الذعر والضيق من حيث أتيت ولا أدري اين المفر.؟
فقد جئتكم هاربا من مدن الخوف والغدر و القهر.. لاجئا أنشد المحبة والايمان في البشر !!
قالوا مستغربين : على رسلك .. ماذا تقول ؟ وهل أصاب الجنون أمة العرب ؟!
لم أجب ، سكت وطأطأت رأسي خاضعا ، وبكل صمت بكيت..!!
قالوا لي : رويدا رويدا اهدأ وخذ شربه من الماء او اللبن .
جلست صامتا ومن حولي الأربعة الراشدين .. نحدق في بعضنا البعض مستغربين !!
بادروني : من أي زمن قدمت أنت يا أخ العرب ؟
قلت : من زمن عربي حزين . انا من أمة المسلمين ، أمة فقدت الكثير من الاخلاق و الدين .. امة تنازعت وتفرقت وتقاتلت في القرن الحادي والعشرين . أمة ظنت واهمة أن الانسان يتربى فقط بالدين . ولكني أسأل بالله عليكم : انما جئت لأتمم مكارم الاخلاق.. أليست هي مقولة محمدٍ سيد المرسلين ..!! فأين هي تلك المقولة التي تختصر كل الدين ..!!
قلت لهم أعذروني فأنا هو ذاك الانسان العربي التَعِبُ من الأنين .
ولي سؤال لكم يا قدوة المسلمين ؟
أجابوني تفضل وقل ما عندك أيها الانسان العربي المسكين .
قلت لهم : من منكم من الشيعة .. ومن منكم من السنة في هذا الدين ..؟ من منكم أيها الخلفاء الراشدين ، سَـــب وشَتم و قاتل الآخر ليتولى رقاب المؤمنيين ..؟ كيف لي أن أراكم الان معا بصدق ومحبه متأنسين..!!؟
أستغرب الرجال وهم يتطلعون الي بين الشك واليقين ..؟
قلت لهم : نعم هكذا وصلنا الخبر عنكم عبر كل تلك السنين... بأنكم ، أنتم بينكم متكارهين.. بأنكم انتم بينكم متقاتلين .. بأنكم أنتم على الحق مارقين .. وبأنكم أنتم .. أنتم من شق صف المسلمين ؟؟
هذا ما قرأنا في التأريخ والصحف ومرويات المحدثين ..!! وهل حقا أنكم متخاصمين ..!؟ وصلنا بأنكم لن تكونوا معا في الجنه مجتمعين ..!؟
أجابني بدفء كبيرهم أبا بكر الصديق : ما تقول يا بني .. اي شيعة واي سنة في هذا الدين .. فنحن بأختصار لله مسلمين !!
أستغرب الفاروق عمر وبكل حزم قال : ويحك يا فتى .. اي شيعة وأي سنة في هذا الدين .. فنحن بأختصار لله مسلمين !!
عندها صرخت : أنا تائه فيكم .. تائه منكم .. تائه بسببكم.. ويُقتل أبناء جلدتي بأسمائكم وأسم الدين .. !!
عندها أبتسم عثمان ذو النورين وقال : نحن لانعرف هنا اي سنة واي شيعة تقول أنت في هذا الدين فنحن بأختصار لله مسلمين..!!
قلت : بلى والله و انتم لا تعلمون نحن من بعدكم صرنا شتات متفرقين .. صرنا سنة وشيعة متقاتلين.. يذبح بعضنا البعض في حرب لا يُعرف فيها المنتصر ولدمائنا مهرقين..!!
أجابني بحكمة علي أمير المؤمنيين : لا نعرف عن أي سنة او شيعة تتحدث انت في هذا الدين. اننا هكذا نحن لله مسلمين . أسمع يا أبن القرن الحادي والعشرين أرجع من حيث اتيت وبلغ عني وعن أصحابي كل الخير أقرأ سلامنا لكل المسلمين واخبرهم اننا على عهد الرسول محمد لم نزل باقين ..
وأستطرد علي بهذا القول الحكيم : اعلم انت وجميع المسلمين ان الناس صنفان أما نظير لك في الخلق او أخ لك في الدين ...!!!!
وهكذا أنتهى اللقاء وغادرت أنا التأريخ راجعا لزمني هذا الحزين .
وتركت الصحابه في مشهد من المحبة و الود داخل المسجد جالسين . وطلبوا مني نقل الامانة هذه لكم حقنا لدماء المسلمين حيث هتفوا بصوت واحد كل الخلفاء الأربعه الراشدين .. أسمعوا و اعوا جيدا يا مسلمين : أننا نحن لم نكن يوما متخاصمين .. لم نكن متخاصمين ..!!
وهكذا التقيت أنا العربي المسكين الخلفاء الراشدين... صدقوني او لا تصدقوني.. فقد اكون أحد الحالمين. ولكني بالتاكيد لست من المجانيين .
وكان الله تعالى يحب المحسنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعلها تُسمع حياً
Amal yousof ( 2014 / 3 / 6 - 16:05 )
بلّغت رسالة ونقلت أمانة تستحق الشكر عليها، فشكراً لك ، ونرجو أن تصل إلى المعنيين.

اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر