الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصفية المخيمات، تصفية حق العودة

حنان بكير

2014 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


علمت منذ أيام عن "حراك شبابيّ"، في لبنان ويضم مجموعة من الشباب الذين تنادوا من كل المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويقومون باتصالات مع السفارات الغربية طالبين اللجوء إليها. لا أدري كم هو عددهم، ولكن يبدو انهم يشكلون كتلة بشرية لا بأس بها، ما دفع بعض السفارات الى اعتبار، "أن تهجيرا جماعيا يحتاج الى إذن من الجهات المختصة"!
حرب المخيمات من 1985/ 1998... والتي خبرناها لحظة بلحظة، كانت السبب في تهجير الفلسطينيين الى البلاد الاسكندنافية وكندا وأوستراليا.. تمّ حصار المخيمات، وقصفها وتجويعها وتدميرها.. ومن فترة لأخرى، كانت تعطى هدنة لخروج الشباب، يقابله تسهيل قبول طلبات اللجوء!! وهذا ما حصل ايضا في مخيم اليرموك، اذ يحكي عن قرابة ال 65 الفا، من الفلسطينيين، قد رحلوا باتجاه المنافي البعيدة!!!
تقليص خدمات الانروا الذي بدأ منذ سنوات طويلة، وعمليات تدمير المخيمات الفلسطينية في لبنان، الذي بدأ بتدمير مخيم النبطية عام 1972، كلها مؤشرات على مخطط تصفية المخيمات بما هي رمز للجوء ولوجود لاجئين، وبالتالي وجود حق العودة لهؤلاء اللاجئين وفق شرعة حقوق الانسان وقرارات الأمم المتحدة!
مسلسل تدمير المخيمات، كلّنا عايشناه ونعرفه جيدا.. ولا نحتاج لقراءة تاريخ مزوّر ومحرّف. ولكن ما يستوقفنا هو تدمير مخيم نهر البارد.. الذي جنى عليه جماعة فتح الاسلام، تلك المجموعة، التي هبطت بمركبة فضائية، ولم يكن بينهم أي فلسطيني، لكنها دخلت المخيم، وأقامت في مكاتب أحد الفصائل الفلسطينية، الأكثر تشددا وعداء ل م ت ف... والان نشهد تسلل مجموعات اسلامية متشددة الى مخيمات بيروت ومخيم عين الحلوة.. والمخاوف من أن تلقى تلك المخيمات ذات مصير نهر البارد، مخاوف مشروعة بل واضحة تماما، علما أن موقف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، واضح وصريح بالتنسيق مع السلطات اللبنانية.
الفلسطينيون غير مسؤولين عن دخول تلك الجماعات الاسلامية الى لبنان. فهم ليسوا حرس الحدود. فمن يسمح بدخولهم، هو متواطىء على أمن المخيمات، ومن يموّلهم مسؤول كذلك. ولا نخشى القول، بأن الفلسطينيين المنضوين تحت لواء هؤلاء الغرباء، من الاسلامويين، هم متواطئون معهم في جريمة تدمير المخيمات!
لا نطلب من السلطات اللبنانية، كان الله في عونها، الا التخفيف من قيود العمل المشدّدة على الفلسطينيين.. ونفترض وجود نيّات صادقة للمصالحة الفلسطينية/ الفلسطينية.. ونأمل بأن تتخلى حركة حماس عن مشروعها الديني، وارتباطها بحركة الإخوان المسلمين. لأن صراعنا سياسي وعلى خلفية اغتصاب أرض ووطن، وليس على خلفية دين أو عقيدة. ولنفكّر بكيفية فتح معابرنا، وليس بفتح روما!!
"اسرائيل"، تطالب بالاعتراف بها كدولة يهودية. وحركة حماس تريد إمارة اسلامية. مخطط منطقة الشرق الأوسط ، هو تقسيمها الى دويلات طائفية متناحرة، ما يعطي المبرر لاسرائيل، بأن تكون دولة دينية، أسوة بدويلات المنطقة التي اصبحت هي جزء منها، واعترف بها، من قبل غالبية الدول العربية، من خلال الاتفاقيات، او العلاقات التجارية.. وتحت مسمّيات كثيرة!
ومن نتائج هذه الطروحات الدينية، لبعض الأطراف الفلسطينية، مثل التضييق على المسيحيين، في حريتهم الشخصية كاللباس وبيع الكحول أوتعاطيها، وعلى حرية ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية، والخطر الذي يهدد كنائسهم.. ثم مشاهدة أشرطة الفيديو، التي تنقل صور الذبح في سورية، ثم طروحات هؤلاء الاسلاميين، كفيلة بإلقاء الرعب في قلوب المسلمين، فما بالك بالمسيحيين؟؟
أقول، أن من النتائج الناجمة عن تلك السلوكيات، دفعت " اسرائيل" لمحاولة استقطاب، المسيحيين وتجنيدهم، كما فعلت مع الطائفة الدرزية والبدو من قبل. وربما تقوم بعملية غسل أدمغتهم، وتهويل المخاوف من ابناء وطنهم من المسلمين، وسيجدون أن أمنهم يتطلب حمل السلاح مع الجيش الاسرائيلي!! فلا تدفعنّ بالمواطن الفلسطيني المسيحي الى أحضان الأسرلة، ولا تخلوا مهد المسيح من المسيحيين!
المرحلة دقيقة وحاسمة، وتتطلب حسّا وطنيا عالي الوتيرة.. ولتكن بوصلتنا فلسطين، ولنختلف على شكل الحكم بعد التحرير. ندرك مشقة العمل في التعاطي مع الملف اللبناني، ونطلب من فصائلنا المتواجدة على الارض اللبنانية ومن السفارة الفلسطينية، التعاطي بحكمة وأناة وصبر... فالموقف تاريخي ولا يحتمل اي مغامرة أو اختلاف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت