الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة .. في حربنا مع الأرهاب

ياسين الياسين

2014 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


نحن ومن هم بمستوى بساطتنا من الوعي نعتبر عدوّنا الأول هو المسؤول نفسه الذي تولّى حكمنا وهو القاتل الحقيقي لشعبنا ، وهو ذبّاحه بلا منازع لأنه وبصريح العبارة لم يرعوي لصيحات وصرخات عقلاء الأمة وتحذيرهم الدائم والمستديم للسلطة في أن لاتقرّبوا البعثيين الكبار من مجرمي النظام السابق إلى مراكز السلطة والقوة والقرار ، وأنّها لم تستصيخ السمع وتمادت للحد الذي لم ترعوي فيه لدمائنا الزكية الطاهرة التي تسيل أنهاراً فتذهب سدى جراء محاباة الدولة لمن هم يقفون وراء مجرمي داعش في الدولة والبرلمان وحتى مشايخ العشائر من الذين يتعاملون تعاملاً مزدوجاً بين منهلين للمال ، والتسويف على حساب الشيعة بين السعودية وقطر من جهة والحكومة العراقية من جهة أخرى ، والحكومة تعتقد أنّها تكسب الوقت لتربح منجزاً يطيل لها البقاء في السلطة ، ولم تهمّها دماء أبنائنا التي تهدر كل يوم ، وماحصل فأن أولائك البعثيون تمركزوا في مفاصل مهمة في قيادات الجيش والشرطة وحصل كل الذي حصل من جراء عملهم على الخطين من خروقات أمنية فاضحة في مراكز الشرطة والسجون والسيطرات ، وواضح لكل دان وقاص أن السيطرات الموضوعة والمنصوبة على الطرقات لاتألوا جهداً في تفتيش كل المركبات صغيرة منها وكبيرة ، ولكن الأمر المثير أنّها لاتفتّش السيارات الحكومية المضلّلة والعائدة للدولة وللبرلمانيين ، وبات حتى الأطفال يعرفون أن هذه السيارات المصفّحة والمضلّلة والتي يستقلّها قادة بتأريخ وسجل بعثي في مفاصل مهمة في قيادات الجيش والشرطة والبرلمانيين من المسؤولين أنّها هي بعينها وليس غيرها من تقوم بتوصيل العبوات والمواد المتفجّرة لأوكار الأرهاب في البلد ، فضلاً عن عمليات تهريب كبيرة لم يشهد لها التأريخ في بلد مثيلاً لعتاة القتلة والذبّاحين من سجون هي بالأصل قلاع إبتناها طاغية العراق لايستطيع النفاذ منها فأراً بحجم الليمونة الصغيرة ، وفي باب آخر للتمويه من خلال الأكثار من الأطلالة على شاشات الفضائيات بسيل من التصريحات لتخدير المواطن البسيط وذلك بالكلام التشخيصي التمويهي عن الحاضنات الأرهابية ومشايخ الفتنة ، ولكن دون أي إجراءات بحقها ، والنظر تغاضى تماماً عن سر عمل هذه الحاضنات بل وزاد إصرارها مع مشايخ الفتنة إيّاهم على عدم التواني عن قتل الشعب والأمعان في الأجرام جراء كون الدولة المتسامحة جداً أوالمتباطئة جداً لغرض أولآخر ولانعرف بالضبط ماهيّة ذلك وفلسفته ، فأصبحت بذلك غير بعيدة عن دائرة الشبهات ، وصارت هي نفسها بمثابة الحاضن الأكبر للأرهاب والأرهابيين لتسهيلها عمليات التهريب أو التغاضي عنها وبطريقة تشكيل اللجان التحقيقية الممجوجة وحسب ، ولايعرف بعد ذلك ماذا جرى من وراء تلك اللجان والتي سرعان ماتذهب إلى دوائر النسيان والرفوف المركونة ، وأما وقائع السجون فهي تفغر الأفواه عجباً لما يلاقيه هؤلاء العتاة القتلة من رعاية صحية وغذاء ومنام جيد وحتى موبايلات وتلفزيون ، وبالعكس منهم تماماً مايجده المرء في سجون المناطق الجنوبية سجون يكتض في غرفة واحدة شباباً يافعين بعد في جنح بسيطة مع مجرمين قتلة أو لصوصاً محترفين ، وليس له فرصة في إتصال مع أهله بهاتف أو منام محترم أومعاملة كما يعامل إياها أولائك السفلة من قتلة العراقيين ، ومن أكبر الأخطاء أن تتهاون الدولة في بؤر أصبحت أساساً للدمار والفتنة للعراقيين كمدن الأنبار والفلوجة وعوملت بأزدواجية أذهلت العراقيين جميعاً ، ولم يكن شأنها شأن النجف الأشرف ولم يكن شأنها شأن البصرة اللتان عوملتا بأقسى قوة وبطش وقتل شديدين ، ووقتها صفّقنا جميعاً لهذا الأجراء معتقدين أنه ضرب من بسط القانون والهيبة للدولة على الجميع ، ولكن سرعان ماتكشّفت الأوراق حين بدأت الحملة الثالثة على الموصل ، وحينها بدأت الأذاعات والفضائيات تنشر وتذيع قبل أكثر من شهر على بدء الحملة تفاصيل إستعدادات الحكومة لأرسال قواتها لتطهير الموصل ومناطق أخرى من الأرهاب ، والأمر واضح وهو يعني فيما يعنيه إعطاء الضوء الأخضر لقيادات القاعدة هناك بنقل أسلحتهم وقواعدهم ومعداتهم وبأمان وعبروا فعلاً الحدود إلى سوريا وإلى أماكن أخرى في الصحراء قريبة من الحدود ، وعندما ذهب الجيش لم يحقق المعجزات بل تباهينا كثيراً بدخوله تلّعفر ومناطق أخرى وبخسائر قليلة ، ولكن ماذا نسمّي مايجري الآن في الأنبار والفلوجة والخسائر بلغت آلافاً من أبنائنا تملأ أجسادهم وجثامينهم مبرّدات المستشفيات في بغداد ، وحكومتنا ماضية معهم في التسويف بحجة إعطاء مهلة ومن ثم تمديدها ، وهم ماضون وإلى الأبد بذبح أبنائنا كل يوم وكل ساعة بل وكل لحظة ، ومما يزيد الطين بلّة أنها تزد على ذلك بتقديم المساعدات النقدية والعينية لشيوخ العشائر هناك ، وهي تعلم جيداً أنّهم يعملون على الأتجاهين ويستلمون من كلا الأطراف ، ومعروف أن المموّل الأكبر هناك قطر والسعودية ولهما نفوذهما الكبير ، ومن أغرب الأمور أن داعش ومريديها تتسلّح هناك بأحدث الأسلحة بعكس الهالة الكبيرة التي أذهلتنا بها الحكومة من أنه قد تم تسليح قواتنا بما يقهر أعداء العراق ، وقد أظهرت لنا الصور التي عرضت من التلفاز مقاطع مؤذية ومؤلمة وكأن الطيار ينتخب إنتخاباً سيّارة في أول الركب وينتظرها لحين يتفرّق من فيها ثم يطلق على بدنها مقذوفته ، ويترك القافلة الأخرى تتشتت في الطريق ، وإذا كان العالم قد خذلنا والأصدقاء إن كانوا من الروس أوالأميركان قد خذلونا فللسياسة ألف ألف منفذ للخروج من طوق العزلة وكسر الحصار علينا وإستحصال الأسلحة والمعدّات حتى ولو من أعداء للعراق خارج المنظومة الأقليمية وذاك جائزاً شرعاً ، وكان على الأقل للحكومة في أن تصارح شعبها في حقيقة مايجري على الأرض ، وأن لاتكابر تمويهاً من باب حب السلطة والأمساك بالكرسي مدة أطول لأن لعنة ذلك فيما بعد لاتنجي من حساب مر وعسير ، وأننا نعرف جميعاً أنه إذا صدقت النوايا وكان الجيش قوياً بمافيه الكفاية للدفاع عن كرامة العراقيين ، ووقف سفك دمهم المهدور يومياً ، فأن كل أعضاء جسد الأنسان غالية عليه ، ولكن ماذا سيكون باليد من حيلة عندما يصيب مرضاً خبيثاً عضواً غالياً منه أوحتى ( كنكرينا) غير الأستئصال له والراحة الأبدية لمابقي له من عمر ، وهنا فقط يبقى السؤال الفصل للحكومة والدولة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية أن فيم أنتم فيه منتظرون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟