الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المراة تظلم نفسها ؟

عماد علي

2014 / 3 / 6
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


تابعت العديد ممن يتغنين عن حقوق المراة على كافة الاصعد و من الناشطات ايضا. تعجبت لامر الكثير منهن و ما يفعلن في العلن و يتجهرن بمطالبة حقوقهن و مع ما يطبقنه على ارض الواقع بما يخصهن هن بالذات و على حياتهن الشخصية. هل من المعقول ان تدعي احداهن المساواة مع الرجل و تغار عليه و تفعل ما تشاء من اجل ابعاد الصديقات عنها كي لا تصادقن شريكها و كانها بفعلتها تجعل شريكها ملكا لها، فان لم يدل هذا على الاحساس بالنقص و عدم معرفة كيفية التعامل مع الشريك و احترام الذات كي يبقى الشريك ملتزما و وفيا لها؟
هذا من باب الحياة الخاصة، اما بشكل عام فامر اخر . تناقشت مع مجموعة لا باس بها من الملمين بما يخص المراة و حياتها، فتجمعت لدي الاسباب العديدة و ما يؤثر على فكر و حياة المراة و نظرتها الى الحياة و العوامل المتداخلة في حياتها العامة و الخاصة.
ان للبيئة اثر كبير، هذا ما اجمع عليه الجميع. الثقافة الخاصة و العامة التي تربت عليها، من الاساسيات . التربية العائلية و المستوى الثقافي للعائلة، من الركائز الهامة لعقليتها. و العديد من الاسباب الخاصة بكل مراة و معيشتها، و لكن ما اختلط الامر علينا هو التناقضات التي تعيشها فيما يخص تفاعلها مع ما يؤثر على حياتها من المباديء العامة، استوضحت لدينا، ان النسبة الاكبر منهن يميلن الى الغيبيات و ماوراء الطبيعة و المثاليات، و هذا له الاسباب العديدة الذاتية و الموضوعية التاريخية و الثقافية و البقعة التي تعيش فيها، و هي ما تخلط عليهن الامر و يشاهدن كل موقف او موضوع بشكل ليس على حقيقته .
و لكن ما يستعجب منه المتابع و الباحث هو ظلم المراة لنفسها و هي في ظروف قادرة على ان تحرر ذاتها من الخوف و الظروف المسلطة عليها، اليس هناك من المباديء العامة الرئيسية التي تطمس المراة في وحل من الظلمات و هي تلتزم بها و بكل قناعة، و تخدع حتى نفسها لاسباب خرافية في نظر الجميع و حتى بذاتها.
انني تابعت احداهن و هي في مستوى لا باس بها من الحرية و الثقافة و العلم و المعرفة وهي نشطة مثابرة ذكية و لها باع طويل في اختصاصها و خبرتها اكثر من الذكور الذين يشاركونها الاختصاص ذاته، و لكني تعجبت لامرها و هي لا تؤدي الواجب الملقاة على عاتقها و هي من مسؤلياتها و الا تستشير الرجل الاقل خبرة و معرفة بما تمتلك،ليس من باب الديموقراطية و انما من الخوف الموجود في داخلها من ان عملها لابد ان يوقع عليه الرجل قبلها، و كانها نفسيا تربت على ان الرجل هو الصح، و كم مرة اخطات بسبب تلك الاستشارات لاخيها الرجل المتعالي .
قلت مع نفسي هل طبيعتها الحياتية البايولوجية تفرض عليها ما تعمل ام ان هناك من ترسبات التاريخ التي ضاعفت على مآسيها و هي لا تعتبر نفسها الصح امام الرجل مهما كانت خبرتها وثقافتها و المامها في ما تعمل.
و عليه تيقنت بانه كلما تعمقت في معرفة خصوصيات المراة اكتشفت ما ليس لدي خبرة بها مهما كان خبرتي، و تاكدت من انه، ان كان المجتمع و الرجل هو العامل الاكثر تاثيرا لما هي عليه المراة من الحال و خاصة في شرقنا الا ان المراة هي التي تتقبل ما ليس عليها ان تقبله برحابة الصدر و هي و ان لم تكن السبب احيانا في امور تظلمها الا انها المساعد لما تقع فيه من المطبات في حياتها .
لذا انني على الاعتقاد بان المراة بنفسها و ذاتها عليها ان تصلح امرها قبل ان تنتظر الرجل المناسب لتخليصها من عقدتها التي توارثتها من التاريخ و الجغرافيا و الثقافة المجتمعية و العقائد و المباديء التي تتمسك بها دون ان تعلم انها في مضرتها اكثر من منفعتها. و عليه، انني على اعتقاد كلي بان المراة هي التي تظلم نفسها قبل الرجل و الظروف، و هي تعاني مما تعمله يدها و افعالها مستندة على ما اثبته الرجلمن الامور الحياتية لصالحه طوال التاريخ و منذ ان استلم زمام امور السيطرة على الحياة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية في البيت و البلد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا