الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات غير مسؤؤولة لاذكاء روح الطائفية

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2014 / 3 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كان امل حميع مكونات الشعب العراقي بعد تغيير النظام في 2003 هو تصحيح الوعي الخاطئ الذي غرُزَ في عقل الإنسان العراقي ، وكانت السنوات العشر السابقة كافية لزوال هواجس الخوف وعدم الثقة ما بين مكونات الشعب العراقي والاخص بين القوميتين الرئيسيتين العربية والكوردية بعد عودة اقليم كوردستان وشعبه الى احضان العراق طوعاً ، بعد انفصاله عن الحكومة المركزية في آذار 1991 . والاعلان عن ولادة اقليم جديد باسم اقليم كوردستان العراق .
فمنذ الوهلة الأولى دب الخلاف بين الأطراف المتنفذة في الدولة والمشاركين في تشكيل الحكومة العراقية ، بدأنا نسمع أصوتاً شاذة عن قاعدة الولاء للوطن ، وتردد بلا توقف مفردات التهميش والإقصاء والعزل ترافقها حملات اعلامية مشحونة بالنفس الطائفي والعنصري ، وبدات الحملات الإعلامية الجائرة بالعزف على أوتار الطائفية الكريهة بنفس الوتيره والنغمات الانظمة الفاشية السابقه , حيث تلبدت سماء التآخي والود بغيوم الشكوك وغلبة الجوانب السلبية بشكل تدريجي وانتشار الفساد في جميع مؤسسات الدولة ، واصبحت المحسوبية والمنسوبية هي القاعدة في هياكل الدولة في التعامل مع المواطن العراقي ؛ صار النفاق السياسي هي البضاعة الرائجة وبشكل واسع في سوق السياسة العراقية , والتي اصبحا من اهم المقومات الاساسية للكتل البرلمانية بهدف المحافظة على المكاسب والامتيازات التي كسبوها بخداع الجماهير والرأي العام العراقي بطرح الشعارات البراقة والخطب السياسية الرنانة في وسائل الإعلام المختلفة , واليوم يشبه البارحة من حيث غياب الصراحة والمصداقية وهنا تنطبق على الكثير من الكيانات السياسية اثناء تعاملهم مع الملفات السياسية مقولة جورج أرويل ( نحن فعلاً نعيش اليوم في زمن الخديعة ، حيث صار الكذب فن من الفنون الإعلامية في تضليل الرأي العام ) .
لكن ما يحزن الناس ان مجمل نشاط السياسيين يواصل تحريك طاحونة الطائفية البغيضة ، حيث التصريحات النارية والاتهامات والتشكيك بالآخر ، متشبثين بما ثبت خطأه وفشله ، وهناك أصوات في البرلمان العراقي وفي الحكومة العراقية كأنها لا تريد للإنسان العراقي ان يطمئن . أبواق سياسية وإعلامية تغذي الوعي الشعبي العربي بعداء للشعب الكوردي او تعميق الطائفية بين مذهبي الاسلام ، المشكلة ان الاحزاب المتنفذة لا تمتلك اية رؤيا في لحل النزاعات القومية او الطائفية ، فلم تقدم خلال السنين العشر الاخيرة من التغيير اي مشروع انساني لحل مشكلة قومية وطائفية في العراق سوى تشويه صورة المكون الآخر لينشب حريق فتنة وبث روح الكرهاية بين العراقيين . أن "الشعب يعلم أن هذه المخططات تأتي للتغطية على الفساد الاداري والمالي وهو الذي ينخر في جسم الدولة العراقية".
يبدو ان بعض النواب او المسؤولين في الحكومة العراقية الحالية لا يجيدون الا التصريحات واطلاق الشعارات البراقة لاسيما عند الازمات ، وليس لهم مبرر للأدعاء بعدم حلها وتحاول يلقي اللوم على الاخرين مهما كانت نوايا هؤلاء الاخرين لاعتقادهم بانها كلما ازدادت حدة ونارية ارتفعت شعبيهم وكثرت حظوظهم بالبقاء في مناصبهم لفترة اطول ؛ كأن هؤلاء لا يعلمون اما الآن فعصر الحوار والمصالح المتبادله ، من المعلوم بأن التفاوض الدبلوماسي هو وسيلة من وسائل تسوية النزاعات بهدف صياغة إتفاق مشترك بين أطراف النزاع في إطار رعاية المصالح المتبادلة للجميع .
قبل أيام خرج علينا أحد المسؤولين من البصرة بلهجة متشنجة غاضبة مهدداً بقطع ميزانية كوردستان 17 % وتهدد بايقاف النفط البصرة إذا لم تقطع تلك النسبة ، لانه يعتبر بان هذه النسبة تأخذ من وارداة نفط البصرة ، والى جانب ذلك خرجت علينا احدى البرلمانيات تدعو لمنع الكورد لدخول مدينة بغداد العاصمة وبقية المدن الاخرى خارج اقليم كوردستان .
هنا يتضح بان هناك بعض البرلمانيين والمسؤولين خارج الزمن ، وفَقِدَ ذاكرتهم لا يدركون بان عصر الكلمات الفارغة والخطابات الناريه قد انتهى التي مقتها معظم العراقيون بل اصبحت موضع سخريه واستهزاء وتندر لانها سلوك يتنافى مع العصر الحاضر وكل معطياته . ولقد تبين بان هؤلاء لا يدركون شيئاً عن اقتصاد العراق بصورة عامة واقتصاد كوردستان بصورة خاصة ، وليس لديهم اي معرفة حول التضحيات الشعب الكوردي التي قدمه في دروب النضال وتصدي لعدو قاسي في الماضي ، ولا لهم دراية عن الشعب الكوردي الذي استطاع أن يضمد جراحه ويوحد صفوفه بعد انتفاضته المجيدة المعروفة عام 1991 . إذ باشروا في تشكيل حكومته وبرلمانه ودون فضل من أي قوى سياسية متنفذة في الحكم في وقتنا الحاضر !!؟ بل على العكس من ذلك فقد قدم الشعب الكوردي وقياداته الدعم الكامل لبقية قوى المعارضة العراقية الوطنية التي كانت تناضل من إجل إسقاط نظام البعث آنذاك وهذا معروف لدى الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757