الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبرير انتهاك الحريات وحقوق الإنسان

داود روفائيل خشبة

2014 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تبرير انتهاك الحريات وحقوق الإنسان
داود روفائيل خشبة

دخل النفاش حول الحريات وحقوق الإنسان فى مصر منعطفا جديدا. كان المؤمنون بالحريات وخقوق الإنسان يدافعون عما يؤمنون به فى مواجهة القوى التى تقمع الحريات وتعتدى على الحقوق من منطلق نفعى يعمل فى إطار لا تدخل المبادئ الأخلافية المثالية فى حسابه وإن تشدّق بها رياء ونفاقا.لكننا رأينا فى الآونة الأخيرة من ينبرى من داخل معسكر المدافعين عن المبادئ لتبرير ما يحدث من تجاوزات واعنداءات على الحريات والحقوق غنسمع من بقول إن الحفاط على كيان الدولة مقدّم على غيره من الاعتبارات‘ فإن كانت الدولة مهدّدة بالسقوط جاز التجاوز عن عن الحريات وحقوق الإنسان لأن هذه المبادئ لا يكون لها وجود إلا فى إطار الدولة. ونسمع أخرين يقولون إننا نضحّى ببعض الحريات فى سبيل التقدّم، وما إلى ذلك.
وقد يكون القائلون بهذا وذاك ممن نحترمهم ونثق فيهم ولا يخطر ببالنا أن نرميهم بالنكوص عن المبادئ أو بالانتماء لمعسكر النفعيين غير المؤمنين بالمثاليات. ةكذلك فإننى مقتنع، كما كتبن مرارا، أنه لا مكان للمطلق فى الحياة الإنسانية العملية ولا فى عالم الواقع الفعلى، فإن المبادئ والمثل المطلقة متى دخلت حيّز الواقع تلحق بها بالضرورة نسبيّة كل وجود محدود.
حتى الحق فى الحياة، الذى قد نعدّه أكثر الحقوق قدسيّة، ننكره على من تساابع حياته موت الغير. وحتى حرية التعبير نجد أنفسنا مضطرين لتقييدها حين ينطوى التعبير على تحريض على انتهاك خرية الغير أو حق الغير.هنا بيت القصيد. حرية الإنسان لا يحدّها إلا حرية الأخر وحق الإنسان لا يقيّده إلا حق الآخر، أما غير هذا من الاعتبارات فإننا إن انسقنا إليه ضللنا الطريق. لهذا فإننى، وإن كمت لا أسمح لنفسى فى بالشك فى إخلاص من يلتمسون المبررات لتجاوزات سلطات الأمن، إلا أنى أعتقد أنخم يخطئون فى حساباتهم.
إذا كان همنا الأول هو الحفاظ على الدولة وحمايتها من الانهيار/ فمن الخطأ الظن بأنه يمكن أن يكون للدولة كبان إذا ما تغاضينا عن الحريات وتنكرنا لحقوق الإنسان. إن فمع الحريات والتنكر احقوق الإنسان يصيب كيان الدولة بداء خبيث يُبْلى مقوّمات الدولة من الداخل، وإن بدا أن الطولة تبقى قائنة نع ذلك، فإنها لا تكون إلا كيانا ممسوخا لا يحيا فيه مواطنون بل تزحف فيه من الرحم إلى اللحد كائنات مفرغة من الحيوية ومن القيمة ومن الإنساتية, وينتهى الأمر، طال الوقت أم قصر، بضياع الدولة بصورة من صور الضياع وهى عديدة.
إذا أردنا تعزيز الدولة وإذا أردنا التقدّم بأى معنى من معانى التقدّم فلا يمكن أن نتنازا عن التمسّك بمبادء الحرية وحقوق الإنسان ةأن نناضل ضد كل تهاون فى الالتزام بها.
أردت بكلمتى هذه ألا ننخدع بحجج الذين يبرّرون ما يجرى من انتاك للحريا وحقوق الإنسان بدعوى أن ذلك ضرورى لمحاربة الإرهاب أى للإفلات من الفوضى أو لتحقيق الاستقراراللازم للتقدّم. علينا أن نحرص على ألا تخدعنا هذه الحجج أو تضللنا حتى وإن كان االقائلون بها ممن نحترمهم ونثق قى أنهم لا يريدون خداعنا أو تضليلنا، بل يدلون بحججهم بحسن نية لأنهم مرعوبون مما قد يحمله الغد أو محبطون بفعل ما يحيط بنا من سلبيات.
لنظل نناضل دفاعا عن حرية الفكر وحرية التعبير والإبداع والحريات المدنية وعن حق الإنسان فى العيش والكرامة والمعرقة والصحة والتمتع بالجمال وبالفن الرفيع. لنظل نناضل دفاعا عن إنسانيتنا التى لا تتحقق إلا بكل هذا.
القاهرة، 6 مارس 2014-
فليامحنى القارئ على أية أخطاء كتابية، فأنا أكتب وأنا لا أكاد أرى شيئا مما أكتبه، فى انتظار موعد مع مستشفى عيون تخصصى لمعالجة ما لم يفلح لا تغيير النظارة ىلا ايتخدام العسة المكلرة فى معالجته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -