الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وغفا الحلم ..قصة قصيرة

امال طعمه

2014 / 3 / 6
الادب والفن


كل فتاة في بلادنا تظن نفسها سندريلا....!

تحلم الفتاة بفارسها، يأتي لينتشلها من جفاف أيامها ووحدة لياليها! بعضهن مازال ينتظر!!

*******************
كانت تستعد للنوم ، خلعت ملابس البيت الفضفاضة ، ولبست قميص النوم أدخلت نفسها إلى الفراش لم تكن تشعر بالنعاس كانت فقط تريد أن تحلم!
انتظرت بضع دقائق لم يغمضا جفناها ! نهضت على عجل كأنها فطنت أمرا مستعجلا!
وضعت عليها روبا خفيفا، وتوجهت إلى شرفتها ..كان الظلام يسود المكان .. بعض الشباب يتحلقون حول كشك لبائع قهوة، يدخنون ويضحكون!
كانت ستعود إلى داخل الشقة لولا أنها رأت أنهم ذهبوا كل في طريقه ولم يعد هنالك أحد في الشارع..بقيت هي على الشرفة.. تطلعت إلى النجوم ..رأت القمر مطل عليها بسحره .. ونسائم ليلة صيفية تداعب خصلات شعرها الكستنائي وتلألأت عيناها العسليتان وهي تحلم ..تحلم على شرفة منزلها!


كانت لوحدها في المنزل ..وحيدة هي الليلة وكل لياليها!رغم لهاث أنفاس أخرى في أرجاء المنزل!
السكون غير اعتيادي ،،، ليس هنالك من صوت..سوى حفيف الأشجار طغى على بعض الصمت، ضوء القمر الساطع غطى المكان، هبت نسائم منعشة وحركت أوتار القلب لتعزف لحن الحلم ،وأخذت صور طفولية تداعب مخيلتها وقلبها مازال يعزف مقطوعته الجميلة التي يستذكرها من زمن أخر!وتذكرت الماضي هي معه!

رأت النجوم في السماء بوضوح أحست أنها تقترب من شرفتها ..وكأنها تلقي بسحرها عليها..كأن هناك عصا سحرية حولت التأمل الى واقع..وحولت الحلم في قلبها الى حقيقة!
ها قد اقترب منها ..فارس الأحلام!!
جاء من خلف النجوم ..من سطح القمر! جاء على حصان أبيض لينتشلها من وحدتها ! لينتشلها من عالمها ويذهب إلى عالم رسمته وتاقت إليه! عالم من الخيال !جاء المنقذ ليرجع لها ليالي صيف تحولت إلى شتاء في قلبها! ليشبع الحنين.. ويكمل تلك الصورة! صورة الحب في مخيلتها!

ليعبر بها من الركود والوحدة والشجن والسكون إلى حالة من المشاعر والهيجان والأمل والصخب ليعبر بها من الخضوع إلى ثورة !ثورة مشاعر وحب وأحاسيس ! لينتهي جفاف قلبها ويخفق مجددا حقا!
رأته كأنه حقيقة! لم تشأ أن تتحدث معه ! فقط أرادت أن يأخذها بعيدا ! كان أسمر اللون طويل ، وفي عينيه لمعان مغري،لمعان الحب!
لم تشأ سوى أن يخطفها من هذا المكان ليذهب بها بعيدا عن العيون بعيدا عن الكون!
أدفئتها نظرات عينيه السوداوين ، كان قلبها باردا واحتاج الدفء ، كان قلبها وحيدا واحتاج الرفقة..كانت حياتها فارغة و فجأة امتلأت به!كانت صور الماضي تريد ان تعانقه لتعود مرئية من جديد!
شعرت بتلك الرجفة.. رجفة الحب أحبت لو يستمر الحلم وتستمر نظرة عينيه تدفأ قلبها الذي تجمد!

لكن هناك كانت حركة أخرى وصوت قطع السكون وقطع الحلم الجميل أم قطع وهم حياتها!
انتفضت فجأة كأنها فعلا كانت تحلم !وتوقف الحلم .. بطرقات حادة على الباب !

ذهبت ناحية باب شقتها .. تطلعت من العين السحرية ..رأته أمامها .. وابتسمت ابتسامة لم يكن لها معنى ولم يكن فيها مشاعر!
فتحت الباب.. وقف هو بجانب حقيبة جلدية صغيرة وأثار التعب ظاهرة على وجهه .. دخل مسرعا وقال : أسف نسيت أن أخذ مفتاحي معي هذه المرة ..وطبع قبلة صغيرة سريعة على جبين زوجته!
قبلة صغيرة....صغيرة لم تترك أثرا على مشاعرها !فقط ابتسمت ...
نام هو سريعا بجانبها.. وأما هي فلم تغمض عيناها..إلا بعد حين..نامت هي وغفا الحلم!















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة امال طعمة
يارا عويس ( 2014 / 3 / 8 - 18:40 )
قلم يتغلغل في الاحاسيس ، مشاعر جياشة ،وتناغم سردي عالي المستوى، تحس أي قارئة للقصة أنك تكتبين عنها، وهذا هو الابداع عندما تصلين من هناك الى قلوب القراء ، احييكي


2 - الاستاذة يارا عويس المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 3 / 8 - 19:51 )
شكرا على كلماتك ورايك بقصتي المتواضعة هذه
واتمنى فعلا ان تكون المشاعر والافكار المطروحة تصل كما تطرح للقراء وأثمن كثيرا رايك في هذا المجال
دمت بخير

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟