الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر وحماس والإرهاب ....

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مصر وحماس والإرهاب ...
استمراراً لمناهضة ومحاربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومحاربتها بكافة الطرق، وبعد حملة شعواء على حركة حماس على اعتبارها أحد أذرعة الإخوان المسلمين وإتهامها بالتدخل في الشأن المصري ، أصدرت محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة حكمها بحظر نشاطات الحركة والتحفظ على أموالها واغلاق مقراتها في مصر بتهم ساقها المدعي وأيدها قضاء مسيس بامتياز ، هذا القضاء ، الذي لم أعد استغرب منه شيئاً بعد أن اتهم رئيس مصر السابق أو المخلوع – سمه ما شئت - بالتخابر مع ذات الحركة وكأنها عدو مصر التاريخي ، في الوقت التي كانت اتصالات حماس مع السلطات المصرية تتم من خلال أجهزة المخابرات المصرية وعلى اعلى مستوى ، قضاء ينظر في تهمة معيبة اخرى لذات الرئيس وهي تهمة قيام المذكور بسرقة الدجاج هذه التهمة التي تبدو في حد ذاتها غريبة عجيبة يعجز العقل عن تصديقها ويرفض المنطق تقبلها ، فهل تدنت الدعاوى لهذا المستوى ولماذا لم يتم اتهام أجهزة المخابرات المصرية بالتخابر مع حماس ايضاً .
لقد جاء في الدعوى ضد حماس انها نشأت كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، لكنها تحولت لمنظمة "إرهابية" - حسب زعم المدعي واقرار القضاء بذلك - على اعتبار ارتباطها مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما تضمنت الدعوى اتهامات لحماس بارتكاب جرائم في مصر، من بينها اقتحام عدد من أعضائها للحدود المصرية عام 2008 وتورط عناصرها في اقتحام سجون مصرية إبان الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 وهي قضايا وحالات سبق للشارع المصري أن أيدها بقوة في ذلك الوقت .
فهل كان قرار الحكم المذكور تحقيقاً لاستقلالية القضاء أم تجسيداً لتبعيته للقائمين على حكم مصر في هذه الفترة ، أكاد اجزم هنا بأن السبب الثاني هو الذي كان وراء قرار الحكم ، وهنا اقول هل راعى صاحب القرار السياسي الذي أثر على القرار القضائي علاقة مصر التاريخية مع قطاع غزة وعلاقة الشعب المصري بالشعب الفلسطيني ، أم أن العداء للاخوان المسلمين قد حجب الرؤية عن مقدم الدعوى وحجب العدالة عن القضاء المسيس الذي أصدر هذا الحكم البغيض ، فحماس كحركة قامت بالاساس لمقاومة الاحتلال – وهذا ما أقر به مقدم الدعوى - على قاعدة انتماء أعضائها لحركة الإخوان المسلمين التي كانت مصر وراء تصدير افكارهم لكل بقاع العالم ، بل إن الأمر ليتجاوز ذلك للقول بأن مصر سبق وأن تخلت عن قطاع غزة تماما عندما وقع السادات على معاهدة كامب ديفيد ، فعلى الرغم من مسؤولية مصر الأدبية والمنطقية والقومية عن سقوط القطاع في يد الصهاينة المعتدين شأنه في ذلك شأن شبه جزيرة سيناء قامت مصر السادات بإعادة سيناء بموجب المعاهدة المذلة وتركت قطاع غزة يواجه مصيره تحت الإحتلال البغيض ....
ومنذ جاء الحكم الجديد لمصر ، بدأ تجسيد حصار قطاع غزة بقوة فتم إغلاق وتدمير أنفاق ما وجدت في الأصل إلا لكسر الحصار عن القطاع ، وعلى الرغم من كل ما قيل ويقال عن هذه الأنفاق ، فقد كانت شرايين حياة لسكان القطاع توصل قطاع غزة بالجسم العربي ممثلاً بمصر رغم انف الاحتلال وأمام سمع وبصر السلطات المصرية وذلك خلال عهدي مبارك بأجهزته المخابراتية ومرسي ومنظومته الإخوانية ، كما قامت السلطات المصرية بالتشدد في إغلاق معبر رفح – رئة قطاع غزة - وعدم فتحه إلا في حالات نادرة ومناسبات إنسانية .. ولقد صاحب ذلك ما يلعبه الاعلام المصري من دور واضح في الهجوم على حماس وكأنها قد اصبحت العدو الرئيسي لمصر فيما تناسى هذا الإعلام المتراجع ومن وراءه أن العدو الحقيقي لمصر كان وما زال وسيستمر ممثلاً بالكيان الصهيوني الذي تم زرعه على ارض فلسطين ليهدد الأمن القومي المصري والعربي في كافة الأوقات.
ولو عدنا لتمثيل حماس في الشارع الفلسطيني لرأينا انها تمثل نسبة لا يستهان بها ولها من المؤيدين ما يعادل نظيرتها وشقيقتها اللدودة ، الحركة الأخرى في الشارع الفلسطيني وهي حركة فتح ، مشيراً في هذا المجال أن مصر قد لعبت خلال مراحل متعددة دور الراعي للمصالحة بين حركتي فتح وحماس ، انطلاقا من قناعتها بأن في مصالحة الحركتين مصلحة حقيقية للشعب المصري قبل الشعب الفلسطيني ، فقيام الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال يصب بالضرورة في مصلحة الأمن القومي المصري ، ولربما يعني الحكم القضائي المذكور أن القيادة المصرية الحالية قد تخلت بالقطع عن رعاية المصالحة الفلسطينية ، ولم يعد في مدار اهتماماتها ما يحدث على الساحة الفلسطينية من أحداث ، علاوةً على ذلك فإن اعتبار حماس حركة ارهابية يعني بالضرورة خلق المبرر الكافي والقاطع للصهاينة لمحاربة هذه الحركة الارهابية - حماس - بما في ذلك شن الحرب على قطاع غزة واستخدام كافة الاسلحة وحجتهم المنطقية في ذلك القضاء على الارهاب ، ولن يكفيهم ما حصل لغزة من دمار في الحروب السابقة ولن يكتفوا بمن سقط من ضحايا ، وإن تم ذلك وغذا ما قامت اسرائيل بشن الحرب على غزة ، ماذا سيكون موقف القيادة الحاكمة في مصر .. هل تؤيد قيادة مصر مصر تلك الحرب من منطلق تأييدها للقضاء على الارهاب أم سيكون لها رأي آخر .... سؤال تفرضه الاحداث ويرتبط ارتباطاً وثيقاً باعتبار حماس حركة ارهابية ، أقول ، ليس بإمكان الساسة في مصر مباركة حرب تشنها اسرائيل مهما كانت المبررات ، كما لن يكون بقدرتها استنكار حرب هدفها القضاء على الارهاب، وعلى ذلك فإن الاحتمال الأقرب للواقع هو عدم قدرة مصر على التفوه ولو بكلمة ضد حرب ستشنها اسرائيل على قطاع غزة بحجة القضاء على الارهاب الذي اصدر القضاء المصري حكمه بتثبيته .
إن حماس ومهما بلغت من قوة وقدرات عسكرية لا تساوي شيئاً أمام قدرات جيش مصر العظيم ، وعلى الرغم من ان قياديي الحركة قد أكدوا في أكثر من مناسبة عدم تدخلهم في الشأن المصري مطالبين بالتحقيق العلني والمحاكمة العلنية لكل من اتهم بالتخريب على اعتباره من أعضاء الحركة ، فإن الواجب يحتم عدم تدخل حماس في الشأن المصري والابتعاد تماماً عن مناصرة فريق مصري دون آخر حتى ولو كان أحد الفرقاء قريبا للحركة وامتداداً لها .. وعلى القيادة المصرية أن تترفع عن هكذا أحكام ولها أن تقاضي وتحاكم من تثبت عليه محاولة تخريب أمن مصر باشد العقوبات .. ولكن ليس لهذه القيادة أن تعاقب من لا ذنب له من سكان قطاع غزة من خلال ايجاد المبررات للاحتلال الصهيوني البغيض بتشديد حصاره على قطاع غزة بل وفي خلق مبرر له ليشن حربه على القطاع وسكانه ، فمصر كما نعرفها أكبر بكثير من هكذا أحكام فهي أم الدنيا ولا يعجزني القول أنها قبل ذلك هي أم العرب وحاضنة الحق العربي والمدافعة عنه في كل مناسبة.

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الاردن
6/3/2014











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي