الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن كثيرون قصائد للشاعر بابلو نيرودا

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2005 / 7 / 2
الادب والفن


نحن كثيرون

پابلو نيرودا
ترجمة: حميد كشكولي

كفى

عاهدت ُ الحقيقةَ أن أُعيد النورَ إلى الأرض.
أردتُ أن أكون مثل الخبز.
فالكفاح لم يلقَني ، أنا المبادر له،
لكنّني ، ها أنا،
بكلّ ما أحببتُ،
بتوحّد ٍ ضاع منّي.

إنّني لن أرتاح في ظلّ تلك الصخرة،
البحرُ هائج،
هائجٌ في صمتي.


أسطورةُ حوريةِ البحر والسكارى

كان كلّهم هناك،
حين حضرتْ عارية ً،
كانوا وصلوا مرحلةَ السكْر ،
عكّروها بريق ِ أفواههم،
وهي خارجة لتوها من النهر،
لم تعرف شيئا،
الإهانات غطت جسدها،
غرق صدرها في المذلة،
لم تذرف دمعا،
لأنها لم تعرف الدموع،
لم تتدثر بشئ،
لأنها لم تعرف الثياب،
ملؤوا جسدها بالجدري بطفي أعقاب السجائر و الفلين المحترق،
و بضحكاتهم الهمجية مرغوها بأرضية الحانة.
فلم تقل شيئا ، لأنها لم تعرف الكلام.
عيناها كانتا ألوان الحبّ البعيد،
ذراعاها مصوغتان من زبرجد أبيض.
شفتاها تتحركان في صمت نور مرجاني،

وفجأةً خرجت من الحانة،
بولوجها النهر عادت طاهرةً،
التمعت كحجر أبيض يصقله المطر،
سبحت ْ دون أن تلتفت َ إلى الوراء مرة أخرى ،
سبحت باتجاه الفراغ،
سبحت باتجاه الموت.

نحن كثيرون

لا أقدر أن أميّز أيّ واحد من الجمع الكثير
الذي أنا منهم ،
الذي نحن منهم .
أراهم ضائعين في الثياب.
إنّهم هاجروا إلى مدينة أخرى .
حين يبدو كلّ شئ كأنه رُتّب ليُظهرني
إنسانا واعيا،
إلا أنّ الأحمق الذي أخفيه في ذاتي
يأخذ زمام كل ما أقول، ويحتلّ فمي.
في أوقات أخرى ، أغفو بين الناس المتميّزين،
وحين أنادي ذاتي الشجاعة،
يهرع جبان غريب عني ليلفّ هيكلي العظمي
بألف عذر جميل.
وحين تشبّ النار في منزلٍ جليل ٍ ،
يصعد مُحرقُ المباني المتعمد إلى الخشبة
بدلا من الإطفائية التي ناديتُها،
وذاك أنا .
ماذا بوسعي عمله؟
ما العمل لكي أتميّز؟
كيف يمكنني أن أعيد بنائي؟
فالكتب التي أقرأها ، مليئة بأبطال باهرين واثقين من أنفسهم.
أموت في الغيرة منهم ،
وفي الأفلام المليئة بالريح والرصاص،
أحملقُ في رعاة البقر،
وأُعْجَبُ بالجياد كذلك.
لكنني حين أدعو بطلا ما،
تطلعُ ذاتي العجوز الكسلى،
هكذا ، لن أعرف قط من أنا،
ولا كم عددي ،
ولا كم سأكون.
ليتني استطعتُ قرع ناقوس ٍ
لأدعو ذاتي الحقيقية،
أناي الحقيقية.
لأنني لو احتجتُ ذاتي حقّا،
لا بدّ أن لا أختفي.
وبينما أنا أكتبُ،
أهيمُ بعيدا،
وحين أعود ،
فأنا مغادر من قَبلُ.
أود لو أعلم إن كان الآخرون أيضا يحدث لهم ما يحدث لي،
أو إن كان كثيرون من الناس مثل أناي.
وحين تتوضح هذه المسألة بجلاء،
أود أن أتعلم الأشياء ،
بحيث أتحدث عن الجغرافيا لا الذات ،
حين أريد تفسير مسائلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح