الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انما للصبر حدود

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2014 / 3 / 6
الادب والفن


ماذا تفعل لو وجدت نفسك أضحوكة فقط لأنك أردت التصرف حسب الأصول؟؟
اليوم كنت في محل الملابس الذي أشتري منه معظم ملابسي وملابس الأولاد، وكل شهر، لست أمزح، أصرف فيه نصف معاشي. سنوات وأنا أشتري من هذا المحل. لا لأنه الأفضل، بل لأنه الأرخص، فغيره أغلى بعشر مرات.
بعد أن صرفت أكثر من نصف ساعة وأنا أتأمل وأختار ما أريد شراءه، وقفت في الدور للدفع... أنتظر حسب الأصول. أنا أعلم من أين يبدأ الدور في هذا المحل لأني، كما ذكرت، آتي الى هنا كثيرا. الدور يبدأ بالعكس!! ولكن ليس الجميع يعلم ذلك، وسمعت العاملات أحيانا كثيرة يذكرن الزبائن من أين يبدأ الدور، حتى لا تعم الفوضى التي أصلا توشك أن تنفجر في كل لحظة تفقد فيها الرقابة.
أمامي في الدور وقفت زبونة واحدة تنتظر انتهاء عاملة الصندوق من عمل حسابها، ولكن الأمر تعقد على ما يبدو وكان لزاما عليها (وعلينا طبعا) الانتظار لفحص سعر أحد الملابس.
في تلك الأثناء جاءت زبونة أخرى من بعدي ووقفت في الدور من خلفي، وسرعان ما تقدمت بمحاذاتي نصف خطوة راغبة في انتهاز نصف فرصة سانحة أمامها للتجاوز. ثم جاءت عاملة أخرى وفتحت صندوقا آخر. رأيت بعض الزبائن يقتربون الى الدور من الجانب الآخر القريب من الصندوق الآخر الذي فتحته العاملة، يعني من الآخر. فاستقبتلهم! لم أقل شيئا. أكملت الانتظار حسب الأصول. وبعدهم، وقبل أن ألحق إغماض عيني أو فتحهما، أسرعت الزبونة التي من المفروض أن تكون من بعدي وتقدمت الى هناك لمحاسبتها.
ابتلعت ريقي، ومعه خذلاني، ولأنني لم أشأ أن أثير مشهدا في المحل، أكملت انتظاري حسب الأصول دون قول شيء.
مرت عشرون دقيقة أو أكثر... وأنا أنتظر... أنتظر حسب الأصول. رأيت زبونة أخرى تقترب من آخر الدور ووقفت في وسط الدور بين هذا الصندوق وذاك... تنتظر.
وأخيرا انتهت الزبونة التي قبلي ودفعت حسابها، وشكرت وودعت وسحبت نفسها للذهاب. أخيرا.
وفجأة...
اقتربت الزبونة التي في الوسط ووضعت أغراضها أمام العاملة... فاستقبلتها!
لا! الى هنا يكفي!! إنما للصبر حدود.
تركت سلة أغراضي بما فيها وتركت المحل غاضبة. فلتذهب الأصول الى الجحيم!
طوال طريق عودتي الى البيت تحسرت على بلوزاتي، وتنانير بناتي وحذاء ابني وأحذية بناتي... كانت نفسي تتوق للعودة وشرائها... ولكنني لم أعد طبعا. يلا، واسيت نفسي، وفرت على نفسي 500 شيكل على الأقل كانت ستذهب من تحت محفظتي من أجل أغراض أعجبتني جدا ولكنني لا أحتاجها حقا!

6.3.14
كفركما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة حوا بطواش المحترمة
ليندا كبرييل ( 2014 / 3 / 13 - 09:13 )
أحييك على الالتزام بالأصول، وهذا يدلّ بالتأكيد على التحضر

المشكلة التي تتحدثين عنها مسؤول عنها طرفان
المحل التجاري : نظرا لعدم وضوح طريقة الوقوف بالدور كما فهمتُ مما تسبب في عدم التزام الزبائن
وما أسهل حلّها بوضع المحل حاجزين أمام كل صندوق فينتظم الاصطفاف، أو أية طريقة أخرى تضمن الوقوف بشكل حضاري لا يتعدى فيه أحد على حق الآخر

أما المسؤول الثاني عن المشكلة فهو الزبون نفسه
ما دمتِ تتعاملين منذ فترة طويلة مع هذا المتجر ولاحظتِ من قبل أن هناك خطأ في طريقة الاصطفاف، فقد كان الأفضل تنبيه العاملات إلى الخطأ كي تساهمي في حل مشكلة

أما أن الزبائن غير ملتزمين فكلنا هكذا عندما يُفتقَد القانون

لذا أرى أنه واجب على كل فرد في المجتمع أن يساهم في حل المشاكل مهما كانت بسيطة ليس من أجله فقط بل من أجل الجماعة

لعل النتيجة كانت لصالحك، كونك كسبتِ نقودا كان يمكن أن تذهب لشراء ما لا يلزم
لكنها نتيجة مقصورة عليك، وظلّت المشكلة على حالها
ومنْ يعلم؟ قد يأتي يوم تكونين فيه مستعجلة وتحتاجين لكل دقيقة من الوقت فتقعين في نفس المشكلة

تحياتي وتفضلي احترامي وشكراً

اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض