الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب باردة ؟ أم بداية لتحالفات جديدة في أوربا والشرق الأوسط.

عبد السميع ياسين الهيتي

2014 / 3 / 6
السياسة والعلاقات الدولية



عاجل: الحلف الأطلسي: روسيا تهدد السلم والأمن في أوروبا ويجب أن توقف تحركاتها العسكرية.
استوقف هذا الخبر الكثير من المهتمين بالشأن العالمي، وتطوراته، وانعكاساته، على الاستقرار في العالم. وحدث كل ذلك بعد تطور الموقف الروسي ودخول قواته شبه جزيرة القرم التابعة جغرافيا إلى أوكرانيا. ومن خلال اختلال التوازن في أوكرانيا. وتغير سلطة الرئيس المعزول وإسقاطه. مما يعني إن المصالح الروسية في المنطقة باتت مهددة. وخاصة في شبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي. حيث يوجد اكبر أسطول بحري روسي ويعتبر إطلالتها على آسيا الصغرى. وقاعدتها الرئيسة في البحر الأسود. وبوابتها الرئيسية إلى البحر المتوسط. مما يعني إن مصالح روسيا ومجالها في الدفاع عن مصالحها. قد أختلت وخاصة بعد تغير نظام الحكم الموالي للروس. على اثر تظاهرات اندلعت في كييف. و أعلن الكرملين أن هذه التظاهرات مدعومة من أمريكا ودول أوربية أخرى. مما يعني تهديد للأمن القومي الروسي. وتدخلا في شئنها وحرمانها من مجالها الاستراتيجي للدفاع عن مصالحها في المنطقة.
وهنا يثار تساؤل كبير. هل ستصبح القضية الأوكرانية مجال للمساومة مع الغرب في سبيل تلين موقف روسا من دعمها إيران وسوريا ودفاعها المستميت عنهم. أم هناك تحالفات جديدة في المنطقة. وبداية ظهور منطق الحرب الباردة إلى الوجود مرة أخرى. بعد أن انتهت فترة السبات للدب الروسي. حيث بدأت روسيا جادة وحريصة في استعادة موقفها كند قوي لأمريكا. بعد أن تواري دورها على مستوى العالم والمنطقة منذ انهيار جدار برلين عام 1989، وما تلاه من انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990. وتقلص دوره إلى دولة إقليمية ليس لديها القدرة على التحرك بعد ظهور مبدأ القطب الواحد منذ حرب الخليج الثانية ضد العراق عام1991.
ومن خلال قراءة الموقف. يشعر المتابع لهذه التطورات، إنها بداية لمساومات كبيرة في منطقتنا بالذات مقابل تسويه الخلاف الروسي الأمريكي على حساب الدول الأوربية وعلى مستوى الصراع بين القوتين الكبريين في العالم. أو هو تحذير للدور الروسي في المنطقة. وخاصة بعد اخذ الدور الروسي دورا محوريا في علاقته بين مصر والعراق وإيران من خلال زيارة وزير الخارجية الروسي لهذه البلدان خلال هذه الفترة. وكذلك دعمه القوي لمصر بعد عزل الرئيس المصري مرسي. وعلى اثر ذلك قامت روسيا بصفقة سلاح كبيرة لتجهيز الجيش المصري. وتقوية العلاقات الروسية المصرية يعتبر خط احمر للأمن القومي الأمريكي. وعلى هذا الأساس عظم الدور الأمريكي في أوكرانيا ودفع الأمور كي تساوم على دور غير متشدد لروسيا لرسم سياسات المنطقة العربية والشرق أوسط حسب الرؤية الأمريكية. وحسب مصالحها في المنطقة، وبالتالي هل ينهض الدب الروسي من سباته بعد أن دق ناقوس الخطر جنوب روسيا. فلروسيا مصالح كبيرة جدا في جمهورية القرم التي لها حكم ذاتي ويقطنها أغلبية روسية وأقلية أوكرانية وتتار مسلمين وهذه الأقلية ولائها للحكم الأوكراني. بالإضافة إلى موقعها على البحر الأسود والتي تعبر في مبدأ الجيو سياسي هي بحيرة روسية خالصة تطل على البحر المتوسط وتربطه فيه. بالإضافة إن استقلال أوكرانيا كليا عن روسيا يعني حرمان روسيا من طلتها على هذا البحر. ومن ثم حرمانه من حماية حدوده الجنوبية وخوفه من أمكانيه نشر أمريكا صورايخها على حدوده وشد الخناق على تطلع روسيا عن دور محتمل في البحر المتوسط وإذا نظرنا بنظر الاعتبار إن بلغاريا ورمانيا هي دول أنظمت إلى الاتحاد الأوربي وبالتالي انضمام أوكرانيا وتركيا سيشدد الخناق على الدب الروسي وحرمان روسيا بالكامل من أي دور محتمل في البحر المتوسط. وهنا يدور في ذهننا هل يتقبل الروس هذا الحصار الخانق. أم هناك انتفاض لهذا الدب الذي روض في نهاية القرن العشرين. وقبل بمبدأ القطبية الواحدة بعد انهياره عام 1990. هذا ما نعرفه من خلال السياسة الروسية المستقبلية. أم إن سيكون موقف روسيا الداعم لسوريا وإيران ثمناً لهذه التسوية. هذا ما ستخبرنا فيه الأيام القليلة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20% في منشأة فوردو جن


.. الجيش الأمريكي يعد خطة مشهد الجحيم لمحاصرة الصين




.. قادة دول مجموعة السبع يعتمدون 50 مليار دولار لصالح أوكرانيا


.. السلطات تنفذ عملية مداهمة -تاريخية- لسجن في أوروغواي




.. إنقاذ 85 شخصاً من عبارة كادت أن تغرق قبالة السواحل الإيطالية