الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-قافلة ملك ملوك إفريقيا-

خالد غميرو

2014 / 3 / 6
كتابات ساخرة


ما أتخيله هذه الأيام أن القذافي تململ في قبره ( إن كان له قبر)، بعد أن بدأ يحس بأن لقب "ملك ملوك إفريقيا" سيسقط عنه قريبا، و هو أكيد يراقب القافلة التي قطعت الصحراء بغيرة شديدة، و يعرف أن حظوظ هذا "الزعيم الجديد" أكبر من حظوظه للتربع على عرش إفريقيا، أولا لأن هذا "الزعيم الجديد لإفريقيا" هو ملك ورث الملكية أبا عن جد، و لا يريد فقط سوى أن يوسع مملكته الاقتصادية التي سماها "مملكة الشعب"، أما القذافي فلم يكن سوى انقلابي مجنون له طموحات ملك، و ثانيا لأن القذافي ميت الآن، و لا يمكنه العودة لينافس على هذا اللقب مجددا.
لكن بعيدا عن الخيال و نزولا إلى الواقع، فإني أريد أن أتساءل بنية ممكن أن تكون صافية، لماذا هذه الأعمال و الاتفاقيات و المصاحف التي حملتها قافلة الملك في تجاه جنوب الصحراء؟ هل هي فعلا رغبة لتوحيد و النهوض بإفريقيا، أم أن القافلة تسير في اتجاه آخر خصوصا بعد ما حدث في مالي و إفريقيا الوسطى؟ وبعد أن أصبحت أرض إفريقيا حمراء من كثرة الدماء التي سالت عليها، وهل اقتصاد و سياسة بلدنا متقدمة لهذه الدرجة لتبحث عن النهوض باقتصاد بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أليست أزمتنا الداخلية في أمس الحاجة إلى تلك الأموال التي صرفت على هذه القافلة، وهل سيتحمل "شعب المملكة" مصاريف حتى هذه الزيارات التي لا تستفيد منها إلى الشركات، التي تبحث عن أسواق جديدة و أراض جديدة تتوسع فوقها بدعوى الاستثمار والنهوض الاقتصادي؟
أكيد أن هذه الأسئلة نابعة من نية غير صافية وتحليل سلبي، فالحقيقة أن القافلة التي تجوب أراض إفريقيا ( من المال الخاص طبعا)، هي قافلة من أجل توزيع المصاحف و توطيد العلاقات و صلة القرابة التاريخية، التي تجمعنا مع الشعب الإيفواري والسنغالي الشقيقين (على سبيل المثال)، والذي يعيش أبناءه بيننا ويعرف الجميع كيف يُعاملون ويعيشون، و أن إتحاد الشركات الذي يوجه خطة بناء إتحاد إفريقيا، هو كلام فارغ كان يلوكه بعض المنتقدين لسياسات "الشركات النبيلة"، الذين يقولون أنها سياسات رأسمالية استعمارية، وفي الحقيقة هي لا يهمها الربح و بناء أسواق جديدة، أو الغزو الإسمنتي لغابات إفريقيا بدعوى النهوض بالاقتصاد.
المهم الآن أن إفريقيا كلها ستنتظر الزيارات الملكية وليس المغاربة فقط، لذا على المناطق المغربية التي تنتظر الزيارات، أن تستعد للانتظار الطويل لأن لا أحد سيعرف متى سيأتي عليها الدور، هل بعد غينيا أم ربما بعد ساحل العاج، وافرحوا لأن "مملكة الشعب" ستصبح أكثر توسعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل