الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما يشبه الشهادة على الجمال والالم
زياد خداش
2005 / 7 / 2الادب والفن
ما يشبه الشهادة على الجمال والالم
المراة في نصوص
زياد خداش
يقول لي صديقي نجوان بما معناه : لا تكتب عن نساء ينتظرنك على الماسنجر او يجلسن في ذهنك ، اكتب عن نساء لاتراهن ، لا تتوقعهن ، غيرقابلات للانتظار ، تقول لي سامية : انت رجل خجول في حياتك الشخصية ، وجنون ابطالك نساء ورجالا لايمت بصلة اليك ، يصرخ رجل في وجه ابنته المراهقة : لا تدخلي كتب هذا الخداش الى بيتي هل فهمت؟؟ تقول كاتبة صغيرة لي : انت كاتب قذر نساؤك ساقطات وعابثات ، لماذا لا تكتب عن مخاطر الجدار الفاصل ، او السرقات ، او حقوق العمال واهالي الشهداء ومعاناة المعتقلين ، يقول جارنا لخالي : ابن اختك خرب عقول الشباب في المخيم ، يا رجل بدو حجر صحي والله .
تقول لي صديقة . تزوج يا رجل النساء كلهن امراة واحدة ، المراة المجنونة في راسك فقط ، تقول لي عيون امراة مفترضة تكرهني : انت مسكين مكبوت ووحيد حين تتزوج ستكف عن الكتابة ، وستخسر الكتابة والنساء معا، يقول لي جمال صديقي تاجر الملابس النسائية : ساقترح على صاحب المصنع ان يلصق على ملابس النساء بعضع عباراتك الجنسية ، يقول لي خالد، النساء يقطرن من حروفك ، ما قصتك؟؟ ويضحك ضحكته البدوية الرعوية ، اقول انا لزياد ابتسم ، ابتسم بعمق واصعد الى سطح بيتك في المخيم ، وحاول ان تقرا نص النجوم التي لا تكف عن الحفر في هيولي الضوء ، اتساءل دائما : مالذي يجعل قرائي يسألون بالحاح واستغراب عن سر كتابتي عن المراة ، وسر احتفائي بالشوق الانساني النسوي المضغوط في زجاجات غير شفافة اسمها بيوت ، ؟؟؟
سيقول ابراهيم جوهر في ندوة اليوم السابع في مسرح الحكواتي الخميس الماضي : زياد يشبه رجلا يلبس مايو في شارع صلاح الدين، هاهاهاها
اكاد اسمع نجوان الان هاهاهاها ،
وسيقول الشيخ جميل السلحوت في نفس الندوة لو كنت مديرا في المدرسة التي يعلم فيها زياد لقمت بفصله.
وسيتقول بنت لمالك الريماوي : صديقك خداش لا يكتب نصوصا انه ينصب افخاخا للنساء ، سيضحك مالك بالتاكيد تلك الضحكة العاهرة الرائعة ، ولا ادري ان كان يعرف كما استنتجت انا ان كلام السيدة ، هو من ايحائه هو ومن تاثير كلامه الدائم عن شبقي وشبق ابطال تصوصي ،
وسيقول اخر : انه يشبه من يصعد عمارة عالية ويلقي الحجارة على رؤؤس المارة وكانه يفول لهم : انا هنا انا هنا .
اتساءل دائما : مالذي يثير كل هذا الحنق، والاستهجان والتقزز ،في نفوس كثير من قراء نصوصي ؟؟ حين يقرؤن مثلا عن امراة تتحسس نهدها في مساء حار ،؟؟
علما بانهم اي بعض القراء لا يهتمون بمدى نجاحي في توظيف الجنس توظيفا فنيا في نصوصي ، هم يعترضون فقط على كل عبارة او كلمة فيها اثارة او اباحية او عري ،
بغض النظر عن مدى خدمة هذه العبارة لسياق النص الدرامي
هؤلاء الغاضبون والمتقززون لا يتورعون عن التلصص على هذه المراة وهي تتحسس نهدها
فيما لو اتيح لهم المجال ، هؤلاء الحانقون لا يخجلون من انفسهم حين يتركون زوجاتهم واولادهم و يمشون بهدوء وتوتر اللصوص ، على اقدامهم الحافية ، و يقعدون امام الفضائيات الاباحية يحترقون على اتون النهود القافزة كالفهود في وجه عطشهم الشرقي المقيم ، ان ازدواجية المشاعر التي نعيشها في بلدنا ، تثير اسئلتي دائما ، فنحن نخاف على بناتنا من قراءة الكتب الخطرة التي تثير الشهوة ، بينما نحن دائما نتكلم كمثقفين عن ضرورة التجريب والتحررر والانفتاح والجنون الفني وتمزيق الاقنعة ،
من السهل دئما ان نهاجم الكتاب الذين يتحررون من كل الاقنعة حين يكتبون، فهم دائما جاهزون لتلقي التهم ، فهم اما انهم يكتبون تحت ظلال عقدة نفسية اسمها خالف تعرف ، او هم مكبوتون ويعبرون عن حرمانهم معوضوين ما ينقصهم بما يكتبوه ليريحوا اجسامهم الوحيدة ،
او هم عملاء للاجنبي الذي يحاول هدم اخلاق بلادنا وتدمير بلادنا ثقافيا حتى يسهل القضاء عليها سياسيا وكان بلادنا غير مقضي عليها سياسيا وفكريا واقتصاديا ووووو.
لدي الكثير لاقوله للقراء الغاضبين والمتقززين ، ولدي اسباب كثيرة تدعوني الى تجاهلهم بل واحيانا اسمع صوتا داخلي يدعوني الى الفرح بهم والرقص على دفوفهم ، اذ ان تقززهم يدل على نجاح مشروعي التخريبي الجمالي الانساني في هدم الاسوار وتحطيم الخوف ، والتعرف على اقصى ما تعطيه حواسنا من ومتعة ومعرفة ،
من المحزن ان اجد نفسي اليوم مطالبا بالدفاع عن نفسي كشخص يحب الحياة ، شخص يحاول ان يفهم تناقضات ومتاعب و متع العيش عن طريق الغاز هذه الحياة وانفاقها ومتاهاتها المتمثلة بالمراة ،
اتذكر هنا جوابا رائعا اراحني كثيرا للروائي يحيى يخلف حين اتهمني امامه لسان طويل ومؤذ لشخص ما يتعشى على الشتائم ويفطر تشويه الاخرين بانني < نسونجي >
اجابه يحيى يخلف : زياد مش نسونجي زياد يحب الحياة ،
لا مشكلة نفسية لي مع المراة في حياتي الشخصية ، بالعكس تماما ، المراة تعطيني دائما سواء عبر وجودها الفيزيقي او الفني اسبابا كثيرة ودوافع رائعة للتخلص من الكابات والامراض والهواجس المعيقة للابداع والصحة النفسية ،
كم مؤلم ان احس الان بانني في قفص اتهام ، بلا محامين سوى نصوصي ، التي هي في نفس الوقت بنود الاتهام ، والقراء الغاضبين والخائقين على بناتهم يجلسون بتشوق لقرار الادانة ،
من هم القاضي يا ترى؟؟ ان لم يكن تاريخ بلادي المثقل بالمقاصل والسجون والاقنعة والكذب والقسوة والتزويررر.
لن اكتب عن الفلتان الامني ايتها الصغيرة الكاتبة ، ساكتب عن امراة جميلة وعاشقة قتلت خطأ بنار مقاتل لديه الكثير من النقود ووقت الفراغ و يحب استعراض عضلاته وعقده ،
لن اكتب عن عملية السور الواقي ، ساكتب عن علاقة حب اثناء حصار رام الله وقتل رجالها ونساءها واطفالها ، انا اسف يا صديقتي الصغيرة فانا لن استطيع ان اكتب عما هو مشاهد ومرئي ومتوفر ، ومتوقع انا احب ان اكون هناك دائما واقفا كغبي عنيد جدا في منطقة صحراوية مفتوحة ، لا احد فيها سوى انا والذئاب المفترسة والظباء المطاردة ، ارصد شهقات امراة وجوع شاب ، ليس هربا من مواجهة فكرة الالتزام السخيفة ، بل هجوما على اعماقنا وتمزيقا لفكرة بطولتنا المزيفة ، وتأكيدا على انسانيتنا وتناقضاتنا ، وعاديتنا ، وسفالتنا الجميلة ،
ما يمكن ان اتحمله واقبل مناقشته هو ان يتهمني احدهم اني لم اوفق في توظيف الجنس فنيا ، اما ان اتهم بغزارة كتاباتي عن غرائز الانسان ، وشدة اهتماني بجسد المراة ، فهذا مؤلم جدا ،
كان المفروض ان لا يكون هذا النص ، لاني سابدو فيه كمجرم يدافع عن شرفه ، كمريض يدافع عن عقله ،
لكن لا بأٍس ببعض الالم وما يعوض هذا الالم هو بعض الجمال الذي ساتدفأ بجانب موقده الحنون في برد هذه الاتهامات، جمال الكلمات وهي تنحاز لي فيما يشبه ردا للجميل ،
اقول لابراهيم جوهر : كيف ساكون فنانا حقيقيا ان لم البس المايو في شارع صالح الدين؟؟
هل تتوقع مني ان البس مثل الاخرين ؟
ما هي مهمة كل اديب ؟؟ اليس المخاطرة برايه الذي حتما سيفترق عن راي الناس؟؟
والطريق الاخر ؟؟
كيف ساكون فنانا ان لم اختر طريقا اخر ؟؟
وكيف ستفرق بيني وبين التاجر واللص والرخيص والسياسي حين ترانا جميعا معا؟؟
استعد يا اخي ابراهيم لافجؤك بما يلي : ستراني بلا مايو حتى في شارع صلاح الدين،
ليس بحثا عن اختلاف بل شوقا لحرية ، انت لم تعرفها ولن تعرفها ما دمت ممن يلبسون ما تفرضه اذواق الاخرين وخياراتهم
وتأكد تماما ان كل المارة في شارع صلاح الدين يشتهون لبس المايو لكنهم لا يجرؤون لان في كل واحد فيهم شخص اسمه ابرهيم
اما انت يا نجوان يا اجمل واخطر قرائي فساحضر لك صاحب الشعر الاحمر غدا ليقيم امسية شعرية في غرفة نومك وسنركن سيارته الباهرة الحمراء في مرحاضك النظيف ، يكفيك حضوره عقابا لك ، ونكاية مني فيك .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس