الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نمط الانتاج والعلاقات اساس التغيير

محمد البدري

2014 / 3 / 7
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


إذا كان للمرأة من أمل في التحرر من مظالم كثيرة بغض النظر عن مدي وعيها بها من عدمه فالامل يكمن في تغيير المفهوم الجمعي للمجتمع لها بما فيه من حضورها هي والممثلة لنصفه في الكثافة البشرية من ناحية وانتاجا لثروته المادية من جهة أخري. وسيزداد الوعي بمدي فداحة وتدني الصورة المجتمعية الشاملة لها إذا ما احتسب نصيبها من تلك الثروة. فمن جهة العدد البشري فمازال الانتساب للذكر الاب باعتبار الابناء – ذكورا وإناثا - ملكية وميراثا طبقا لشرائع الاديان ومعها حيازة الثروة وخاصة في المواريث.

فالاديان لم تطل بنصوصها المعتلة علي البشرية الا بعد ان ترسخت مفاهيم السوق ومعها مفهوم الملكية. فجاءت الاديان علي هذه القاعدة لتضع بصمة – هي في حقيقتها وصمة – وتعزز ما وصلت اليه العلاقات الاجتماعية الاقتصادية في صيرورتها التاريخية. بهذه المقدمة البسيطة يمكن فهم لماذا اصبحت الدعارة قائمة الي يومنا هذا رغم ادعاءات البعض المضللة ان الدين يحرم مثل هذه الممارسة. والا فكيف نشرح وجود نص خاتم للاديان بعد وصولها الي منتهاها يقول: فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً؟؟

لم يكن الدين ظالما لها الا بقدر ماكان التطور الاجتماعي مكرسا لهذا الظلم فالدين جاء معبرا عما فعله البشر بانفسهم وليس لتغيير ما ارتكبوه في حق بعض البعض. فنصوص الدين خرجت من صفوة هذه المجتمعات القديمة صاحبة المصلحة ولم تاتي من فقرائهم او من الفئات المظلومة فيها فالعشرة المبشرون بالجنة هم ذاتهم من تاسس الدين الخاتم عليهم وكانوا من صفوة هذا المجتمع حيث الملكية والسوق والتجارة في كل ما وصلت اليه ايديهم من سلع بما فيهم البشر كعبيد وإماء وسبايا وجواري.
وليس معني الادانة للنصوص الدينية ان المدني في نشاته كان نافيا لكل هذه العلاقات التجارية التي جعلت من المرأة ملكية وسلعة ومجالا للمساومة والتسعير فالنص مهما كان عادلا ومنحازا للحقوق لا يكفي بقدر ما تكون الممارسة الاجتماعية والاقتصادية علي ارض الواقع حجر عثرة لتنفيذ ما به من ايجابيات. ولهذا السبب فان التغيير المجتمعي من القاعدة الي القمة هو الكفيل بضبط النص بعد ان ينضبط الواقع.

فاذا كانت حقوق المرأة لازالت مرتبطة بالبعد الديني فذلك لان مجتمع السوق والملكية الحالي رغم اختلافة الجوهري عن صورته في زمن نشأة الاديان ومكتسباته في زمن الراسمالية تفوق بفراسخ واميال اي حقوق سابقة الا ان فكرة السلعة والتسليع والثمن والاجر في بيئة السوق ظلت هي الحاكمة للقديم والجديد علي السواء. لهذا اصبحت الدعارة وكانها مؤسسة مستقلة بذاتها ولها سوق وراسمال من النساء وزبائن من المشترين ... الخ مفردات السوق زمن عكاظ أو زمن وول ستريت. وهنا علي وجه الدقة يمكن الاجابة علي السؤال المطروح في المحور في بنده الاول: ولماذا الأحساس عند معظم النساء بأن الدين يشكل عامل تعدي على حقوقهن؟
والاجابة واضحة ان نصوص الدين والتي اتينا بمثال واحد لها اعلاه تتفق ومدي التسليع السوقي للمرأة كما يفرضه الواقع قديما معبرا عنه ومؤكدا له، بعكس السوق الرأسمالي في وول ستريت الذي انجز وثيقة حقوق الانسان وحقوق المرأة ومتناقضا بما يقره سوق العمل في الزمن الحديث. ورغم ذلك فعلينا الاعتراف بان سوق العمل الحديث بما فيه من حريات ومكتسبات هو الذي افرز وثائق حقوق الانسان وحقوق المرأة والتي كان من المستحيل ان تظهر زمن الاديان. فادراك مدي الاتساق والتوافق بين النصوص والواقع قديما وبين الشروخ في عالم السوق الحديث ووثيقة حقوق الانسان والمرأة يجعل للمرأة املا في الحديث وليس القديم فالقديم متماسك في ظلمه واستغلاله لها بينما الحديث يعطيها املا في النصوص لو تمكنت عن طريق تفعيلها من تغيير الواقع.

تقف قواعد الشرف في المجتمعات القديمة والتي لازالت ممتده في مجتمعات الدين الاسلامي كافراز صادق لقوانين الملكية والسوق القديم. فكل ما يخرج من المرأة هو ملك للرجل مالكها زوجا كان أو سيدا. ولانه مجتمع قبلي في تشكيلته السكانية فان مفاهيم ولاء، والولاء نوع من الملكية القبلية. ولان القبيلة حيث الدولة في شكلها البدائي هي ذاتها القبيلة عند هذه الانماط الاجتماعية فقوانينها يضعها اصحاب الملكية لحكم من يدرون الثروة وضمانا لاستمرارها، شأنها شأن الدولة الحديثة. ووعي المرأة المفقود في هذه المنطقة المظلمة والتي زاد الدين من مدي عتمتها جعلت السيادة الذكورية للمالكين واقعا حتميا طالما كان الدين هو الحاكم للعلاقات ويفسر مدي انخفاض منسوب المطالبة بحقوق المرأة في المجتمعات الدينية مقارنة بمدي ما وصل اليه وعيها في مجتمع الفصام بين النص والواقع في المجتمع الراسمالي الحديث. فالحركات النسائية والحقوقية في الشرق لازالت هزيلة وغير مسموعة الا إذا تبنتها المؤتمرات الحقوقية القادمة من الغرب كما بدا في مؤتمر السكان ببكين عام 1994. فاذا كانت علاقات الملكية والسوق والقبيلة والدين هي الضامنة اساسا لحقوق الرجل فمن السهل الاجابة علي اسئلة البنود السادس والسابع في المحور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 6 - 23:46 )
• العذراء (والدة يسوع الناصري) حملت و هي بسن الـ11 عام!... ثم تزوجت -بعد الحمل- و هي بسن الـ12 عام!... ما رأي المسيحيين؟... راجع :
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=653777114663781&set=a.105068369534661.2719.100000944952916&type=1&theater
السؤال : لماذا أختار ربكم (يسوع الناصري) أن تكون أمه حامل بهِ و هي قاصر؟ .
• المرأه مشكلتها مع الطبيعه و قوانينها , و ليست مع الدين و شرائعه أو المجتمع , راجع :
المرأه -طبيعياً- حيوان مُعاق و مشوه في سلم التطور , و هي أقرب للغوريلا من قربها للرجل , هذا ما يقوله علماء الطبيعه الملاحده :
http://www.laelhad.com/index.php?p=2-1-131
مثال :
يقول Gustave Le Bon :- ( المرأة أقرب بيولوجيا للهمج أكثر منه للإنسان الحديث المتحضر , لكننا نستطيع أن نستوعب المرأة كاستثناء رائع لحيوان مُشوه أتى بنتيجة على سلم التطور ) .
Gould, The Mismeasure of Man, p.105
الآن , لماذا لا تنتقد النساء ؛ علماء الطبيعه؟ .
الكارثه , هي : أصبحت المرأه -في الغرب- تقيم علاقات مع الحيوانات , و هذا إعتقاد منها بأنها لا إنسانه , راجع :
http://www.elbashayeronline.com/news-345606.html


2 - لم أشأ سوي نشر هذا التعليق
محمد البدري ( 2014 / 3 / 7 - 00:29 )
عندما وصلني التعليق قررت فورا نشره، فقليل من الفكاهة يصلح عسر الفهم لدي كثير من القراء المدافعين عن الاسلام مثل هذا الاراجوز المدعو عبد الله خلف


3 - مصادري
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 7 - 03:37 )
جميع الذي قلته ليس من عندي , بل من عند :
- داروين .
Darwin, The Descent of Man p. 326
Charles Darwin, The Autobiography of Charles Darwin 1809-1882,pp. 232-233
- كارل فوجوت (أستاذ تاريخ الطبيعة بجامعة جنيف) .
Carl Vogt, Lectures on Manp. 192
Stephanie A. Shields, --function-alism, Darwinism, and the Psychology of Women: Ap. 749
- Elaine Morgan .
EIaine Morgan, The Descent of Woman p. 1
- جول ديوانت John R. Durant .
John R. Durant, -The Ascent of Nature in Darwins Descent of Man- p. 295
- Gustave Le Bon .
women whose brains are closer in size to those of gorillas than to the most developed male brains
Gould, The Mismeasure of Man, p.105
- جيري بيرجامن Jerry Bergman .
http://www.rae.org/women.html
- وثائق الكنيسه .
- جريدة البشائر .
إذاً , الأمر ليس فيهِ فكاهه .


4 - رؤية صميمية
شامل عبد العزيز ( 2014 / 3 / 7 - 05:50 )
حسب رأيي الشخصي هناك تسلسل منطقي للفكرة والربط بين علاقات الإنتاج وتحرر المرأة ولكن الغريب أن السيد خلف ذهب بعيداً في تعليقاته الخارجة عن الموضوع وأورد لنا المسيح وامه وداروين وغيره والمسألة لا تحتاج لكل هذا - العنوان واضح والفكرة واضحة فلماذا المحاولة على تغيير مسار الموضوع فهذا لن يقدم شئ للقارئ وكان عليك مناقشة فكرة نمط الإنتاج ومساهمة المرأة والدور الذي يجب أن تلعبه في أن تتحرر من هذه المجتمعات البالية
شكراً للباشا مرة ثانية


5 - تعليق
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:42 )

عبد الله خلف يقول : ( الكارثه , هي : أصبحت المرأه -في الغرب- تقيم علاقات مع الحيوانات
===========================================

نور يقول : ) الكارثة هي يبدو لي أنك من المتابعين و الهواة والمحبين لتلك

العلاقات مع الحيوانات.

شاهد بنفسك هنا :

http://www.youtube.com/watch?v=DDDYtHGW_hA

http://www.youtube.com/watch?v=Ygs_RJfQoqc

: )


6 - تعليق 2
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:45 )


عائشة زوجة النبي (بزرنجي) قثم خسرت عذريتها وهي ما بين 6 - 9 سنوات


: )


7 - تعليق 3
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:49 )


لماذا أختار إله الإسلام (بزرنجي) ليغتصب الطفلة الصغيرة عائشة؟


: )


8 - تعليق 4
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:52 )

عبد الله خلف يقول : ( المرأه -طبيعياً- حيوان مُعاق و مشوه في سلم التطور , و هي أقرب للغوريلا من قربها للرجل
===========================================

قثم البدوي يقول : ( المرأة كالكلب و الحمار
===========================================

نور يقول : ) ما الفرق بين عبد الله خلف ونبي الاسلام قثم البدوي لا شيء

: )


9 - تعليق 5
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:55 )


عبد الله خلف يقول : ( أقرب للغوريلا من قربها لي أنا الرجل .
===========================================

نور يقول : ) وكيف نعرف أنك رجل؟؟؟

: )



10 - تعليق 6
نور ساطع ( 2014 / 3 / 7 - 07:57 )

عبد الله خلف يقول : ( المرأه -طبيعياً- حيوان مُعاق و مشوه في سلم التطور , و هي أقرب للغوريلا من قربها للرجل
===========================================

نور يقول : ) بشرفكم هل هذا إنسان طبيعي؟؟

إلى عبد الله خلف وماذا عن أمك , أختك , زوجتك , أبنتك!؟

عيب يا غلام أخجل على نفسك على الكلام الذي تقوله عن المرأة!؟

: )


11 - لم يفم لانه من أمة إقرأ القرآن
محمد البدري ( 2014 / 3 / 8 - 00:39 )
الفاضل المحترم نور ساطع، انطلق المدعو خلف في تعليقه الاول من مفاهيم الثقافة العربية / الاسلامية ولم يفهم كعادته بسبب تلك الثقافة ان المرأة بكل مكتسباتها ومكاسبها التاريخية ليست ناتجة الا من قيمة مشاركتها في العمل داخل النسق المجتمعي الحاضن لها. تلوثه منذ ميلاده بثقافة العروبة والاسلام لم تحقق له معرفيا انها مجرد متاع بنص القرآن بل كرست هذه الرؤية، وان استبعادها من الحياة بالوقر في البيت ليس سوي حكم اعدام علي ملكاتها الابداعية وقواها الانتاجية وهو ما يمكن تفسيره بحكم طبيعة مجتمعه البدوي حيث النهب والسلب والغزو كطريقة معايشة واسلوب حياه يستبعد بطبيعته المرأة من القتال فاستبعدتها النصوص الدينية المعبرة عن مجتمعه من الحياة فكان طبيعيا ان يعبر هو عن مأزقه بعد قراءة المقال باعادة انتاج السب والقذف لها تاكيدا لوضعيتها في نصوص الدين الاسلامي . انه مجتمع شاذ في بنيته وعلاقاته وبالتالي في قيمه وسلوكه ورؤيته ليس فقط للمرأة انما لباقي الانسانية. تحياتي لك وشكرا علي ما تجشمته من ردود علي ذلك الخرف

اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت