الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]

ضياء البوسالمي

2014 / 3 / 7
كتابات ساخرة


تنويه: الحكاية لها علاقة بظاهرة نعيشها يوميا، الكثير من الشيوخ قد تسللوا إلى بيوتنا دون إرادتنا ومما لا شك فيه
أن أي شخص و إن كان لا يشاهد هذه البرامج فإنه حتما سيلاحظ تفاقم هذه الظاهرة، خاصة الضجة التي تصحب فتاواهم. و أول ما يتبادر إلى الذهن أمام هذا الغزو، التساؤل عن سر هذا الصعود السريع ومصادر الأموال الضخمة و الأطراف المستفيدة من كل هذا.
الشخصيات والأحداث الواردة هنا ليست من نسج الخيال و أي تشابه بينها و بين شخصيات أو أحداث على أرض الواقع مقصود، إي نعم مقصود !


كان الشيخ محمد واقفا أمام المرآة شارد الذهن كالعادة، وجهه مصفر و عيناه ذابلتان كانت ليلة حمراء لقد أفرط في الشرب و السهر كالعادة. تلقى دعوة من صديقه عبد الله رجل الأعمال المعروف فلم يستطع أن يرفض و كيف يرفض طلبا لممول ندواته و برامجه الدينية في الإذاعة.إنها موضة العصر، رجال الدين في خدمة رجال الأعمال فالشيخ محمد لا يتوانى في الدفاع عن أصدقائه فيتحول إلى بوق دعاية في الراديو و التلفاز...
و لا ينسى يوم إتهم عمال المصنع البسطاء بسبب إضرابهم عن العمل ! كان يعلم أن عبد الله من أكثر رجال الأعمال فسادا، وكان يعلم أن هذا الفساد من الأسباب الرئيسية في إنهيار إقتصاد البلاد ولكن ما باليد حيلة.تنهد و إبتسم إبتسامة تنم عن إستسلام و ضعف، هو يعلم أن لرجال الأمال اليوم دور هام في حياة الشيوخ. رأس المال هو الراعي لرجال الدين، لذلك لا يستطيع أن يغضب أصدقائه وهو يحاول قدر الإمكان توفير السند الشرعي و الغطاء الديني لتجاوزاتهم و كان بارعا في ذلك.


و هم في المقابل أغدقوا عليه بالهدايا و الأموال، و صار مقربا من الساسة وكبار رجال الأعمال و باع شقته القديمة وإنتقل مع زوجته و إبنه إلى فيلا فخمة و أهداه عبد الله سيارة مرسيدس آخر طراز و ساعد إبنه على دخول كلية الطب رغم أنه لم يكن من المتفوقين ! لم ينس الشيخ محمد ذلك اليوم في مكتب صديقه عندما كان يمازحه :
ـــ تخيل الولد نجح بعشرة ويحب على كلية الطب فجاء الرد بنبرة جادة
ـــ أبب ! غالي و الطلب رخيص سيدنا الشيخ
كان لا يكاد يصدق ما سمعه فمجرد مزحة عابرة جعلت هذا الرجل يستعمل نفوذه حتى في تعيين الطلبة في أعرق الكليات وذلك بمكالمة واحدة ! فعلا إنه عصر لجاه و النفوذ...

مع مرور السنوات، إزداد تقربه من شلة الأنس كما يحلو لعبد الله أن يسميها وهي مجموعة من رجال الأعمال يجتمعون ليلا في منزل أحدهم للتحدث في البيزنس و لأمور أخرى أيضا ! كانت حياة الشيخ محمد غريبة، ففي الليل و مع حلول الظلام ينزع جبة الفقيه و ينزع معها المشيخة و الوقار ! يسكر و يعربد ويضاجع النساء و عندما يسأله أحد الأصدقاء متهكما : ما حكم الزاني يا شيخ ؟ و ما حكم شارب الخمر؟ فيجيب بكل ثقة و قد أدرك قصدهم : يا سادة إن الله غفور رحيم ! كان نسق حياته خرافيا، يعيش بوجهين ففي برامجه التلفزية و الإذاعية إشتهر بصرامته و تدينه و قد كان سببا في ذهاب مئات الشباب إلى الجهاد، و مع شلة الأنس يحل لنفسه ما حرمه على الناس، و الغريب أنه تأقلم مع هذا الوضع فكم من مرة يقضي ليلته مع عشيقتة و يستيقظ قبيل صلاة لفجر للإغتسال ثم يستعد للنزول ليؤم المصلين في المسجد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب