الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- جرائم شرف -..أم جرائم قتل ؟؟!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2014 / 3 / 7
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


" جرائم شرف "..أم جرائم قتل ؟؟!!
بعيدا عن الشعارات "الحُنجورية " والخشبية التي يُرددها الكثيرون مثل :" لا شرف في جرائم الشرف" ، أو "شرف الرجل العربي بين فخذي المرأة " ، فأن ترسيخ هذه المفاهيم تتلقى الدعم والمُساندة من البعض ولو عن طريق السهو !! فعلى سبيل المثال يطرح الحوار المُتمدن هذا السؤال على كتابه : 5 - على ضوء الصمت على جرائم الشرف وتخفيف العقوبة على الجاني في معظم قوانين الدول العربية ،كيف تنظر النساء اليوم الى حقوقها ؟وكيف تقيم مكانتها في هذه المجتمعات؟ ويأتي مصطلح جرائم الشرف حتى بدون أن يكون بين هلالين للتدليل على أن "الموقع "يقتبسه كما يتداوله العامة وبهذا يبدو وكأنه لا يعترض على هذا التعريف ، وكان الأولى به ، خاصة وأنه مضطر لاستعماله ، أن يضعه بين هلالين ، كنوع من الاحتجاج الصامت !! وبالتأكيد علينا ، نحن الرافضين ، له بأن نستعمل مصطلحا أخر ، يُعبر عن فهمنا وموقفنا من جرائم قتل النساء !!
فبمجرد أن نستعمل المُصطلحات فأننا نُقر "بمصداقيتها " وبأنها تُصور واقعا موضوعيا وتحمل معنى ثقافيا !! فاللغة انعكاس للثقافة ، فهل قتل النساء نابع من "شهامة "زائدة عند القتلة ؟
القتل هو القتل ، لا يُبرّر له بعُرف ، أخلاق أو دين . نقطة وسطر جديد .
لكن ما هي الاسباب التي تدفع رجلا ما في مكان ما ، الى ارتكاب جريمة قتل لفتاة أو امرأة ؟؟
الدوافع غير المُبررة كثيرة ، فحوادث قتل النساء كثيرة ، قد تكون الغيرة ، الانتقام أو الحصول على مكسب مادي من ضمنها .
لكن هل هناك أسباب "ثقافية " خاصة بهذا المُجتمع أو ذاك ؟؟
يختبئ القتلة وراء "قِيم " اجتماعية عُليا ، أو ما يعتبره المجتمع قيمة عليا ، عند تنفيذهم لجرائمهم ، والأنكى من ذلك فهم يحظون "بتفهم " وتعاطف الجهاز القضائي ، الذي "يُعاقبهم " بعقوبات مُخففة .!!
لكن ولكي لا ننسى ، فأن القوانين المدنية ، لها ايضا ظروفها المُخففة ، وهو ما أُصطلح على تسميته "بفقدان السيطرة على النفس " لدى الجاني !!IRESISTIBLE IMPULSE
اذن فجهاز القضاء وبدلا من أن يكون موضوعيا ، ويحكم وفق الحالة النفسية للجاني ، فأنه يضع الجميع في سلة واحدة ، ويُعطيهم اعفاء من المسؤولية الجنائية . وذلك لأننا نعلم بأن غالبية جرائم قتل النساء تتم بتخطيط مُسبق ، وتكون دوافعها "غير جنسية " !!
ولكي لا نكون كالنعام الذي يدفن رؤوسه في الرمال ، فجرائم قتل النساء ، عادة ما تكون "لأسباب " أُخرى في غالبيتها .
فتمرد الفتاة ، خروجها عن "طاعة " ولي أمرها ، رغبتها في تحقيق ذاتها عن طريق التعليم والعمل ، مُشاركتها في نشاط جماهيري ، انضمامها الى حركات سياسية وما الى ذلك من النشاطات التي تدل على استقلالية في الرأي وحرية في السلوك . وبما أن المُجرم لا يستطيع "الاتكاء " على "مُبرر" كهذا ، فهو يٌبادر الى "اتهامها " بارتكاب فعل جنسي !! وكم من الفتيات ، تبين وبع قتلهن ، بأنهن ما زلن "عذراوات " ؟؟!!
ولو كان القتل على مُمارسة الجنس "قبل الزواج " أو خارج اطار "الزوجية " ، لقُتلت كثير من النساء وكثير من الرجال ..!!
اذن يبدو وأن جرائم القتل للنساء تنبع في جوهرها ، من فُقدان "ملكية " الرجل للمرأة ، فحينما تُقرر المرأة لنفسها نمط حياة خاص بها ، فأنها تقول بأنها "تمتلك حريتها " المُطلقة والفردية ، وهذا ما يُثير غضب "المالك " الذي "يهُب للدفاع عن "ملكيته الخاصة ،بالسيف " ، فجرائم قتل النساء عامة وبما فيها جرائم "الشغف " ،أي الغيرة والحب ، هي جريمة نابعة من عدم القدرة على التكيف مع الفقدان ، فالمجرم الذي يقتل امرأته التي تركته ، هو شخص لا يقبل أن يتخلى عن "ملكيته " الشخصية ، مهما كان الثمن !!
المُهمة المطروحة أمام المرأة ومُناصريها ، هي في إماطة اللثام عن الأسباب الحقيقية لقتل النساء ، وعدم استعمال مُصطلح "جريمة شرف " ، والمُطالبة بالتعامل مع جرائم القتل بشكل متساو ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - IResistable
قاسم محاجنة ( 2014 / 3 / 7 - 09:47 )
وقع خطأ في كتا بة الكلمة
فعذرا

اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست