الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار خطيرة لدى الجلبي2/1

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أفكار خطيرة لدى الجلبي2/1
محمد ضياء عيسى العقابي
الأصدقاء في واشنطن:
طرح الدكتور أحمد الجلبي أفكاراً في غاية الخطورة من وجهة نظر ما يخطط للعراق؛ ومن وجهة نظر ما يترتب على هذه الأفكار عملياً في أوضاع العراق؛ ومن وجهة نظر كونها أفكاراً مضللة بحد ذاتها. أفصح الدكتور أحمد عن هذه الأفكار في مقابلة دامت (45) دقيقة صافية في برنامج "حوار خاص" في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 3/3/2014 أجراها الإعلامي سعدون محسن ضمد.
أول هذه الأفكار هي مؤاخذته على الحكومة الإتحادية كونها ليس لها أصدقاء في واشنطن كما لحكومة كردستان.
أن تكون هذه الملاحظة تعبيراً عن حقيقة واقعة، ورصداً عابراً فهي مقبولة. ولو كانت دعوة لتكثيف الجهود لكسب مزيد من الأصدقاء في أوساط متعددة وواسعة بضمنها منظمات المجتمع المدني الديمقراطية مع الإقرار بصعوبة ذلك في محيط المتنفذين في السياسة الخارجية الأمريكية - لكانت موضع ترحيب. أما أن تكون هذه الملاحظة موضع لوم للحكومة العراقية، كما فعل الدكتور الجلبي، فهي مرفوضة.
هذه ليست المرة الأولى التي تلام فيها الحكومة العراقية على موقف دولة أجنبية، أو مجموعة مؤثرة فيها، من العراق يتصف بالسلبية أو العداء أو غير الود دون أن تكون الحكومة العراقية ملامة فيها. خير مثال الموقف السعودي والقطري والتركي. فهذه الدول كانت ومازالت مصرة على إيذاء العراق بصورة أو أخرى تصل حد دعم الإرهاب ودعم العناصر المخربة داخل العملية السياسية كالطغمويين(1). ومع هذا يأتيك من يلوم الحكومة العراقية رغم أن الدلائل قوية وأن دافع المنفعة من إيذاء العراق متوفر وظاهر للعيان.
مثلاً، سعيُ الحكومة السعودية لتدمير الديمقراطية العراقية بأي ثمن خوفاً من إشعاعاتها، إذا ما تم القبول بالخيار الديمقراطي وإستقر الوضع على أساسه، على الداخل السعودي التي تحكمه سلطة شمولية أصبحت ناشزاً حتى لحلفائها في العالم في عصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان – ثم يأتيك الدكتور اياد علاوي وبعده النائبة عن إئتلاف العراقية الدكتورة ندى الجبوري ليلوما الحكومة العراقية(2).
لقد ربط الدكتور الجلبي كثرة الأصدقاء في واشنطن بوجود مؤسسات ديمقراطية في كردستان وإفتقار باقي العراق لها. هذا بعيد عن الواقع.
أقول للدكتور أحمد بصراحة دون لف أو دوران:
لا تحتاج حكومة كردستان إلى أي قدر من العناء لكي تكسب أصدقاء في واشنطن بل أن الأصدقاء هناك هم الذين إزدادوا تقاطراً وهطولاً عليها طواعية ما أن أخذت، حكومة كردستان، بقانون "المشاركة في الإنتاج النفطي" وعقدت مع شركات النفط إتفاقات لا تعلم عن فحواها الحكومة الإتحادية شيئاً ولم تستحصل موافقتها المسبقة أي عكس الحال في دول العالم المحترمة. حكومة كردستان أصبحت نافعة لهم فهي، بالتالي، صديقة(3).
لابد وأن الأصدقاء في واشنطن قد لاحظوا أن حكومة كردستان لم تكتفِ برفع أرباح شركات النفط أكسون موبيل وشيفرون بمقدار (25) ضعفاً عما عليه الحال في بغداد، بل راحت تهدد الحكومة الفيدرالية، التي أخذت بصيغة "عقود خدمة"، بأن "شركات النفط تعادل عشرة فرق عسكرية وإنها إذا دخلت بلداً فلا تغادره" على حد قول رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني. يُفهم من التهديد أن من يقف بوجه شركات النفط فعليه مغادرة البلاد ...وإلا..... فسيخرج كما "أُخرج" الزعيم عبد الكريم قاسم شهيداً لا قبر له. وهذا، إضافة إلى توقيع عقود سرية حتى على الحكومة الفيدرالية، مؤشران لا تفوت السياسيين قراءة مغزاهما إذ يدلان على المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الزعيم مسعود إعتقاداً منه بخدمة قضية الشعب الكردي المحلية والإقليمية بطريق "غير تقليدي" بعيد عن الجماهير وساحات النضال المشترك، غير آبه بحقيقة أن الشعب الآن أصبح سيد الموقف في العراق فلا جيش طغموي له اليد الطولى ولا إنقلابات عسكرية.
أستغرب كيف يتوقع الدكتور الجلبي أن تكسب مواقف الحكومة العراقية الأصدقاء للعراق وهي التي لا تروق للكثيرين من صناع السياسة الأمريكية بل تثير غضبهم لأنهم لا يؤمنون بالصداقة الحقيقية الشفافة القائمة على المصالح المشتركة والإحترام المتبادل بل يؤمنون بالهيمنة. هل يتوقع أنهم سيغفرون لحكومة لا تعادي إيران ولا تفتعل حرباً عليها لضرب منشآتها النووية كما تريد إسرائيل؛ ولا تساهم في تدمير الدولة والجيش السوريين وصولاً إلى تدمير محور الممانعة العربية وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية؟ أم هل يرى الدكتور ضرورة تنفيذ ما يطلبه الأمريكيون دون إعتبار للمصالح الوطنية والقومية من أجل كسب صداقة السناتور جون ماكين ورفاقه في مجموعة "حفلة الشاي" وهو الذي تعلق شغفاً بحقوق كردستان ومعتصمي الأنبار؟
لا أريد أن أخوض في التقارير المتداولة هنا وهناك حول علاقات مزعومة بين بعض الأطراف السياسية في كردستان وإسرائيل ولكنني أقول بكل ثقة إن أفعالاً تقوم بها حكومة كردستان تريح توجهات إسرائيل وتنسجم مع سياستها القاضية بتفتيت الدول العربية داخلياً.
في الحقيقة هناك في الداخل وفي المحيط الإقليمي من أراد التكسب باللعب على هذا الوتر؛ فعلمَ أن إيذاء الحكومة الإتحادية والتشويش عليها وتعطيل عملها وتأخير الموازنة بوسيلة أو أخرى لتضييق الخناق على الشعب بغية تأليبه على الحكومة هي أمور تندرج في هذا الإطار. من أبطال هذا التكسب السيدان رئيس مجلس النواب ورئيس إقليم كردستان.
لذا أرجو من الدكتور أحمد وغيره من المعجبين بـ"التقدم الهائل" الحاصل في كردستان بدعوى صواب سياسة حكومة الإقليم وخطل سياسة حكومة بغداد، أن يكفوا عن هذه المبالغات الدعائية التي تكاد تغري السامع على تصديقها من فرط الإلحاح لولا ظهور ما ينفيها على أرض الواقع.
بالأمس حمد أحدهم(4) الله وشكره على وجود واحة الحرية والديمقراطية في كردستان التي أصبحت "قبلة أنظارنا وأملنا" بعد أن عاد حكم صدام حسين إلى بغداد!!!!
ثم جاء دور من أصبح ممتهناً(5) لتنظيم المؤتمرات الدولية في كردستان لنصرة حقوق الأقليات "المهضومة" في العراق.
رفع هؤلاء الكرة فكبسها السيد نيجرفان بارزاني رئيس وزراء الإقليم. لقد إجتمع يوم 27/1/2014، حسب فضائية (الحرة – عراق)، بالنواب الكرد في البرلمان الفيدرالي، وهو يضعهم في صورة المحادثات مع المركز، فأعلمهم بأن "الحكومة تتعامل معنا كما كان النظام السابق"!!!!
أشبعنا إطراءً بالتطور الإقتصادي وإرتفاع مستوى الخدمات في كردستان حتى أن أحد الدكاترة(6) الإقتصاديين طالب لكردستان بأكثر من 17% من موازنة العراق لأن الحركة الإقتصادية نشطة وهناك مليون من أهالي الوسط والجنوب يعملون في كردستان وأن الأمن مستتب هناك. وأضاف أن ما فرضه الأكراد على الأرض لا يمكن تغييره!!!
ولكن الأحداث الواقعية تأتي فتقلل كثيراً من هذه المبالغات وتظهر أن ما تحقق لا يليق بإقليم حصل على إستقلاله منذ بداية عام 1991 ولم تطله يد الإرهاب بتخطيط طغموي أشار عليهم به السفير زلماي خليل زاد وفق نظرية العدو الأكبر أولاً وهو الإئتلاف العراقي الموحد:
- تظهر تقارير أممية تنتقد إنتهاكات حقوق الإنسان في كردستان
- الامين العام للجبهة الايزيدية للاصلاح والتقدم امين جيجو يستنجد من محاولات رئيس الحزب الوطني الكردستاني للهيمنة على المقعد الأزيدي في مجلس النواب العراقي(7) .
- تمطر السماء كما مطرت في بغداد وإذا بأربيل تغرق ولم تنجُ سوى البيوت العالية للمسؤولين ولم تكن هناك "صخرة عبعوب" الشهيرة كما كانت موجودة عن عمد في مجاري بغداد،
- نداءات تعلو من منظمات المجتمع المدني منددة بالفساد الصارخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته : "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(2): وصفَ إئتلاف العراقية على لسان النائبة ندى الجبوري، تقرير السفير الامريكي في العراق كريستوفر هيل السري والذي قامت بتسريبه صحيفة الغارديان البريطانية والذي ورد فيه ان "هناك مصادر مخابراتية تشير الى قيام السعودية بجهد خليجي بزعزعة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتمويل هجمات القاعدة الراهنة في العراق" – وصفته بـ "غير الرسمي" بتأريخ 21/8/2013 وذلك تسفيهاً غير مباشر له على حساب الحقيقة والمصالح الوطنية العراقية.
الأنكى أن النائبة ندى راحت تكيل المدح والتبرئة للسعودية بتصريحها لوكالة (الملف نيوز) بالحرف الواحد: "السعودية من اوائل الدول التي حاربت الارهاب" وتنتقد الحكومة العراقية على سوء العلاقة مع السعودية وتحملها المسؤولية وتطالب العراق بتحسين العلاقة مع السعودية "....بدلاً من القاء التهم على البعض"

(3): يصلح الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط السيد ريموند تانتر أن يكون مثالاً على "أصدقاء" حكومة كردستان وهو يبدي "الحرص" على خلق جو التعاون والوئام بين حكومتي المركز والإقليم وقد زار كردستان وإلتقى المسؤولين الأكراد. عقّب هذا الخبير على رأي "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" المنشور بتاريخ 14/2/2014 والذي إعتبر عرض بغداد لأربيل منصفاً وذلك بالسماح بتصدير النفط من إقليم كردستان ولكن عبر "شركة تسويق النفط العراقية ... سومو" – عقب السيد تانتر على هذا الرأي قائلاً إن هذا الرأي غير صحيح وليس منصفاً أن تسيطر بغداد على نفط كردستان لأن أربيل في وضع أفضل مما لو كانت بيد بغداد.
أصر السيد تانتر على هذا الموقف عندما سأله السيد عمر حسين، مدير برنامج "الطبعة الأخيرة" / فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 5/3/2014 : وماذا عن المصلحة العامة للعراق؟
بقي عنيداً موحياً بقدرة كردستان على التحدي حتى ذكّره السيد عمر بالقول: ولكن الحكومة الإتحادية بيدها الميزانية العامة للعراق.
ظل السيد تانتر يراوغ ولم يتراجع.
(4): هو السيد عدنان حسين: المدير التنفيذي لصحيفة المدى ورئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين والقيادي في التيار الديمقراطي والقيادي في التحالف المدني الديمقراطي والموظف السابق في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية وهي إحدى أدوات ترويج الفكر السعودي المتخلف في المنطقة و التي بقي "الإرتباط الروحي" قائماً بينها وبين السيد عدنان فناغمها بمقاله المعنون "حزب الله ... بندقية للإيجار"!!
(5): أمثال الدكتورين كاظم حبيب وكاترين ميخائيل.
(6): هو الدكتور ميثم العيبي في فضائية (الحرة – عراق) / برنامج "العمود الثامن" بتأريخ 23/1/2014.
(7): رابط التقرير هو: http://www.qanon302.net/news/2014/02/18/12564








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-