الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القشطيني ونقطة نظام

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 3 / 7
كتابات ساخرة


خالد القشطيني كاتب بارع نشهد له بالتمكن والرصانة رغم الأنا والمباهاة
كتب اليوم في جريدة الشرق الأوسط مقالاً غريباً يهاجم فيه العلامة علي الوردي حيث يتهمه بالسذاجة في وصفه لظاهرة (الدراويش) فهو يعيب على الوردي أن يصف أعمالهم بـ (خوارق ميتافيزيقية ) و يتمادى في نقده له حين يقول (أنه يستمد مصادره من السماع والرواية دون الأشارة للمصادر الحقيقية) .
يبدو أن القشطيني لا يعترف بالبديهيات حين يكون الباحث شاهداً يلامس بكل جوارحه أشيائه قيد البحث ليكتب من داخلها , فهو يحبذ التمسك بقوالب المنهجية في الكتابة ويركز على الهوامش دون الثراء , ليهمل الجانب الحيوي الأهم في أصول البحث وهو أن يعيش الباحث حالة التقمص الواقعي يدون مايجري كراصد , متوثب لما يستشعر , بغض النظر عما يستعمل من الحواس , فالأهم تمسكه بالصدق طريقاً لرسالته في الحياة , ونعجب أن يفوت الكاتب أن البحث في المجتمع أمر يتبع الزمن ولكل عصر سبّاقيه , والوردي كان السبّاق الوحيد لكل القرن العشرين فالعالم الآن لايشبه عالم أبن رشد وغيره من العلماء .
أعمال الدراويش ظاهرة واقعية , وهم في (ملامح أجتماعية من تاريخ العراق الحديث ) ليسوا أولئك المشعوذون الذي (سمع) عنهم القشطيني وملأت مثالبهم أصقاع البلاد , , وأنما هم فرق تتبع مذاهب سرية سماتها الأعتزال عن العامة وسلوك الطرق الصوفية المليئة بالأسرار .
أغلب أهالي بغداد في السبيعينات والثمانينات لحقوا بأخبارهم , بل أن الغالبية شاهدوهم , فمن منّا لا يعرف (التكية و الدروشة والطريقة ) الأخيرة تشرب فيقولون (فلان شارب طريقة) , هي طقوس لانعرف الكيفية التي أتت بها لكننا شاهدنا بأعيننا الرجل منهم يضرب نفسه بالسيف والسيخ الحديدي و حتى الطلقات النارية دون أن يموت أو ينزف , وأنا شخصياً شهدت أكثر من عرض , الأول كان في بيت الشيخ عبد الواحد الملحاني وكنت صغيراً , والثاني وأنا كهل في نفس المكان الذي تقع فيه جامعة السلام الآن , لازلت لا أصدق ما رأيت لكن الأمر حصل وكان , يناقض كل مفاهيم الفيزياء التي تخصصت بدارستها وتدريسها لسنوات , أزيدكم أنني عاصرت في التسعينات أستاذي صلاح الدين البرزنجي ذلك الرجل المؤمن الغريب الأطوار , وجدته قريباً من الدراويش , وربما منهم أو قائداً لهم , حاورته مرات عديدة باحثاً عن تحليل لتلك الظواهر وأطلعني على بعض مراحل التدرج لبعض الجماعات , لكنه أمتنع وبشدة عن أكمال الكشف عنها رغم الثقة والعلاقة و الأطمئنان ,وكأنه طرف في معاهدة تستوجب الألتزام مع الحذر والكتمان .
أقول للأستاذ القشطيني المبجل :
لو حضر ستيفن هوكينغ ومعه القشطيني على رأس وفد من الوجوديين وعاينوا مباشرة واحدة من تلك الطقوس لما تمنكوا عن الحيد عما ذكره الوردي لا زيادة ولانقصان , لانه نقل الصورة كما هي من مختبر أسمه (مجتمع العراق) فهذا الأخير مليء بالمورث و البدع والتقليد ومعها التعددية الروحانية التي تداخلت مع المادية لتصنع بانوراما مثيرة مليئة بالغرائبية تجعل الكاتب البعيد يصاب بالأغماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف