الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصعيد أمريكي- ايراني

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 7 / 2
الارهاب, الحرب والسلام



لعل الطريقة التي عولج بها ملف الانتخابات الايرانية من طرف واشنطن كانت ستثير اعجاب المجلس الايراني للمقاومة وحركة مجاهدي خلق, أكثر من أي كان, لو لم تكن السياسة الرسمية المعلنة للولايات المتحدة - ولكم هي متناقضة أحيانا !- تضع هذه المنظمة في خانة "الارهاب". فمن جهة, تدين الولايات المتحدة نظام طهران لأكثر من سبب, ومن جهة أخرى , تدين أقوى منظمات المعارضة في ايران وتدمغها بالارهاب. ولا ندري ماهو المعنى الذي ينبغي فهمه من هذه الرسالة المتناقضة.
وكما تعلمون ,استبقت واشنطن ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية بنحو أسبوع وحكمت عليها بأنها مزورة سلفا، وذلك بدعوى أن هيئة رجال الدين في النظام الإسلامي اختارت كل المرشحين إليها مسبقا. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إنه من الممكن التشكيك في انتخابات يقرر رجال الدين وهم بعض الأشخاص غير المنتخبين، بشأن من يحق له الترشح إليها بالفعل, متسائلا عم إذا كان الشعب الإيراني سيحظى فعلا بكل الخيارات التي يمكنه التمتع بها لو لم يكن هذا الدور الذي يلعبه بعض الأشخاص غير المنتخبين قائما.
ولعله مما يستحق الذكر أن الحكم الأميركي المسبق على الانتخابات الإيرانية أتى بعد ساعات قليلة من وصف رضا بهلوي نجل آخر شاه لإيران الانتخابات بأنها تمثيل مسرحي، معلنا الدخول في إضراب عن الطعام والشراب لمدة ثلاثة أيام دعما للأسرى السياسيين في السجون الإيرانية، واحتجاجا على ما وصفه بغياب حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية.
وقد دعا بهلوي (44 عاما) الذي يقيم في الولايات المتحدة إلى مقاطعة الانتخابات . وأشار إلى أن عدم المشاركة تعد إشارة قوية للعالم بأن الإيرانيين لن يمنحوا النظام ما يريد . وكان هذا هو أيضا موقف المجلس الوطني للمقاومة.
وما أن ظهرت نتائج الانتخابات حتى شنت الولايات المتحدة هجوما لاذعا على الرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد واصفة انتخابه بأنه " مهزلة ونتيجة تزييف". وجدد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد قوله إن نجاد ليس صديقا للديمقراطية, وليس صديقا للحرية مؤكدا أن انتخاب متشدد ليس مما يبعث على الدهشة . وتوقع رمسفيلد في حديث أدلى به لمحطة فوكس الأميركية ثورة شبابية ونسائية بإيران ضد نجاد وضد الزعماء الدينيين في البلد .. قائلا بالخصوص ان الانقلاب على سلطة نجاد سيكون سريعا ومرتقبا .
وأما الرئيس نجاد, فقد صرح أن بلاده ليست بحاجة لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة مشيرا إلى أن طهران ستعمل مع أي بلد لا يبدي تجاهها نزعة عدائية على حد قوله . وأكد الرئيس الايراني المنتخب في أول مؤتمر صحفي له بعد الفوز, تمسكه بالبرنامج النووي لإيران, مشيرا إلى أن بلاده ستواصل محادثات البرنامج النووي مع الاتحاد الأوروبي على أساس الحفاظ على مصالحها. وفيما يتعلق بالشأن الداخلي قال نجاد إن حكومته القادمة ستكون حكومة سلام واعتدال مشيرا إلى أن ما أسماه التطرف لن يكون مقبولا في حكومة تحظى بتأييد شعبي.
وقد رحبت كل من الكويت وقطر والمغرب والسعودية والبحرين بفوز نجاد، فيما اعتبر بعض الملاحظين أن وصول نجاد الى السلطة قد يؤدي الى تأزم علاقات إيران الإقليمية على غرار ما حدث في الأيام الأولى للثورة الإسلامية بقيادة المرشد السابق آية الله الخميني.
ولكن المشكلة الحقيقية لن تكون في علاقات ايران بجيرانها, كما يبدو لنا, بقدر ما ستكون في علاقاتها مع الحضور الأمريكي في العراق. فهنا نقطة الاحتكاك الأشد سخونة, لا سيما عندما نقرن هذه المسألة بالأغراض الاستراتيجية لكل من الطرفين , والتي تتناقض تناقضا تاما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف