الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من زمن الحب 18/ الأخير

حنان فوزي المسعودي

2014 / 3 / 7
الادب والفن


أوراق من زمن الحب  18

اقترب موعد السفر...كان ماهر مغتبطا جدا..لأنه يخطو بإتجاه تحقيق حلمهما...دون ان يدرك انه بسفره هذا يبتعد عن حلم حياته نهائيا...ذهبا الى المطار معا...وزخات مطر خفيف تندي جبينهما...حاولت ناديا بآخر ما اوتيت من قوة اكمال تمثيل دورها..بدت سعيدة له...وفرحة به...استمعت بهدوء الى صوت عاملة الاستقبال تنادي بمكبر الصوت...تنادي حبيبها..ليسافر تاركا اياها وحيدة..الى الأبد...عندما حانت لحظة الوداع...لم تستطع ناديا كتمان دموعها اكثر...اذ ايقنت..فجأة.. انها تراه الآن للمرة الاخيرة..انهمرت الدموع على تلك الوجنتين بينما كانماهر يضحك منها ويقول..لاتبك ايتها الطفلة...شهور قليلة...ونكون معا ثلاثتنا....اريد ان ارى الشمس تشرق من بين الغيوم.اريد ان ارى ابتسامتك...عديني ان تبقي مبتسمة الى يوم القاك...وعدته ناديا بهذا...ولاتعرف كيف فعلت...
سافر ماهر ..محلقا نحو الامل..بينما عادت هي لتبدأ رحلة جديدة من الآلم..كانت تمشي بين صفوف المسافرين والمودعين...تختزل مشاعرهم كلها في قلبها الصغير.عقدت العزم على ان تمض في رفع الدعوى القضائية على زوجها...وبعد ان تستعيد رهام...سوف تسافر معها الى مكان جديد وبداية جديدة...حيث لن تر او تسمع شيئا يعيد اليها ذكرى الماضي الحزين.كانت تتمنى من كل قلبها ان يجد ماهر السعادة التي لم تستطع منحها له...فحتى اخر لحظة لهما معا...احبته....وتحبه الآن.راكضة بين الزحام...معتذرة الى هذا...مستأذنة من تلك...وهيتكفكف دمعها..رن هاتفها...لم تتمكن من رؤية اسم المتصل لفرط مابكيت...ولكنها ردت...هلوووو....فاجأها على الطرف الآخر ..صوت طالما اقشعر بدنها لسماعه...خالد...قال مستعجلا...بأنه قام بتصفية كل اعماله هنا...وسيغادر خلال يومين مهاجرا الى الغرب مصطحبا معه كبدها...رهام...وبأسلوبه العملي المستفز..اخبرها انه سيعطيها فرصة اخيرة لتعود اليه كزوجة..وتكمل حياتها معه ومع ابنتهما مرة ثانية.انهت المكالمة دون ان تتمكن من النطق بكلمة..فما حصل اليوم كان كافيا بأن يقضي عليها...ودعت حبها...وهاهي تضطر لوداع ابنتها..او تقبل بالعودة الى خالد..زوجة كما يقول..ام جارية..؟؟؟كان منطقيا لأي امرأة في مكانها..ان تعيد التفكير بالموضوع مرارا وتكرارا...تعود الى والد ابنتها...زوج مستقر ماديا ..تعيش معه ..حتى لو لم تكن سعيدة كحبيبة يكفيها وضعها في المجتمعكزوجة وام لرهام..ولكن......كان لناديا تفكير مختلف..فلو عادت لخالد..ستقضي على اخر جزء من ادميتها وشعورها...وبهذا لن تكون في حياة ابنتها سوى جثة نابضة بالحياة...كيف نستطيع ان نهب الحب لمن حولنا...ونحن موتى احياء...او احياء موتى..لا اعرف حقا.....لم تجد ناديا في هذا الكون الواسع..كتفا تبكي عليه...لم تشهد عينا تشفق لمرآها...ولم يكن حولها قلب يحس بها...اباها طواه الثرى منذ عقود...ولحق به عبد الحميد...ثم والدتها...وحتى ماهر اصبح في عداد الاموات بالنسبة اليها....ازمعت على الذهاب الى الذي يجيد الاصغاء..الصديق الذي لن يخون..الحبيب الذي لن يسافر...الوالد الذي لايرحل....البحر......
جلست معه ساعات طوال...حدثته بكل اوجاعها...شعرت بإندماج كيانها معه في تلك اللحظات..حتى اصبحت شفافة رقراقة كمياهه...كم يشعر الفرد منا بالراحة حين يرمي كل همومه فيالبحر..شعرت ناديا بأنها خفيفة كريشة توشك ان تطير...ناداها البحر....ناديا....هل تسمعيني.....انا من لن يخذلك ابدا...انا من استمع اليك دوما...كل ما اخبروك به من قصص عن غدري كذب وافتراء.....انا الحقيقة...انا الدفء ...انا الحنان الذي لايخون...ابتسمت له ناديا ...وصدقت كلماته...ولماذا لاتفعل...لقد آمنت سابقا بالبشر...ولم يصدق منهم احد...فلماذا لاتهب هذا الاوقيانوس البرئ فرصة واحدة فقط....ناداها....ان تعالي الى احضاني...فقد انتهت وحدتك الى الابد....مشت ناديا مسلوبة الفكر الى البحر...شعرت بمياهه تدغدغ قدميها....ركبتيها..تذكرت وعدها لماهر...فهي مازالت تحبه...الى اخر رمق في حياتها....اشرقت الشمس من خلف الغيوم...ابتسمت ناديا....وظلت باسمة حتى غطى الماء خصلاتها الذهبية....سأبتسم...ياماهر...حتى اراك مرة اخرى...كما وعدتك....النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري