الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحاديث شرقية

جاك جوزيف أوسي

2014 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاث موضوعات هي المفضلة لدى سكان الشرق الأوسط وهي من أساسيات أي حوار لدى كل فئاته، جميعهم خبراء بها وكلهم يتطوع ليعطيك آراءه ومعلوماته ووجهات نظره فيها. هذه الموضوعات هي: الطب، الدين وأخيراً السياسة. فإن كان الموضوع الأول هو مجال التباري والتباهي من خلال استعراض المعلومات حول الخلطات العشبية في الطب التقليدي إلى مبادئ الطب الصيني وصولاً إلى الطب الحديث والمفاضلة بين شركات الأدوية والأطباء إلى آخر الاكتشافات في ميادين الطب العلمي أو الروحي. وهذه الأحاديث هي إلى التسلية ومبدأ النصيحة أقرب.
أما في الموضوعين الأخيرين فإنهما يثيران من الحساسيات والأحقاد ما لا يحمد عقباه فالكل يصبح عالم دين ومفتي يحلل ويحرم بما أنزل الله من سلطان ويزكي رجل الدين هذا ويستقبح رأي ذاك فقط لأن رأيه لا يوافق منظومته الفكرية والعقائدية. والأنكى من كل ذاك عندما يصبح أحدهم خبير بعلم الأديان المقارن فيبدي رأيه بباقي الأديان والطوائف مسفهاً تعاليم مجموعات ومكفراً فئات وعندما تسأله عن مصدر معلوماته الجواب يكون هكذا قال لنا رجل الدين (وعند البحث و الاستفسار عن هذا الشخص تجده من الفاشلين في كل الميادين)!!!.
المشكلة إن هذا الحديث لا ينطبق على مستوى ثقافي محدد أو فئة اجتماعية محددة بل هو عام يشمل الجميع، هذا بالنسبة لموضوع الدين. أما بالنسبة للسياسة فحدّث ولا حرج فما ينطبق على بند الدين ينطبق في مجال السياسة بل أكثر حتى أصبح الاختلاف السياسي من ضروب الكفر الديني فيستحل دمك باعتبارك خارج عن الملة مفارق الجماعة فتستحق العقوبة وهي القتل. كل هذا عندما يكون الحديث ضمن فئات تنتمي إلى نفس الرأي، أما عندما تكون الجلسة تجمع تيارات مختلفة فالأعصاب تكون مشدودة والغرائز مستثارة والتهم جاهزة لتوزع يميناً ويساراً من عميل إلى خائن إلى طائفي!!! إذا كنت من المخالفين و لم ترد الانسحاب من الحوار وأردت أن تدافع عن رأيك و معتقدك.
ففي الشرق الأوسط إذا كنت لا تنتمي إلى الأكثرية الكل مسموح له أن يبدي رأيه فيما تؤمن أو تعتقد به مذهباً دينياً أو سياسياً إلا أنت. فحتى رأيك من غير المسموح أن تبديه بحجة أنه مخالف لما تعارف عليه الشارع. العجيب في الأمر أن الكل يعتبر نفسه أكثرية والباقي لا اعتبار له وتجاهلوا الحكمة المستمدة من تجربة رجل ألمانيا الحديدي أوتو فون بسمارك الذي أعاد أمجاد الرايخ الجرماني بجهوده الذاتية: كثرة العدد ليست بدليل على الصواب وإلا كان تسعة حمير يفهمون أكثر مني و منك .... مع الاعتذار مقدماً من القارئ الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل