الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة وحقها الانساني

ميعاد العباسي

2014 / 3 / 7
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


من الصعوبة ان تجد من يتفق على موضوع المرأة وحقوقها، خصوصا عندما تختلف الطرق والمذاهب، وعندما تسوء الظروف المحيطة لبلد ما، مما يحجب الاهتمام نحو موضوع حقوق الانسان والمرأة رغم خطورتها وانعكاساتها على الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في بلدان تتدهور فيها هذه الجوانب.

كثيرا ما يثير موضوع المرأة ضجة وتصعيد في بلدان الشرق الاوسط وبالاخص المجتمعات العربية والاسلامية، الا ان هذه الضجة لا تتعدى استقطاب الآراء حول انوثتها التي تعتبر بمثابة نقمة وعار يجب التصرف معه بحكمه لحين ان يتولاه الله بامر منه، وكيفية ظهورها للعالم الخارجي وادارة وتصريف امور جسدها، من تغطية وتزويج وانجاب، وكيفية تعاملها المطيع لمن يتولون امورها من الذكور.

من خلال بحث بسيط لتاريخ حقوق المرأة يستطيع اي شخص حتى وان لم تكن لديه خبرة في مجال البحوث، ان يتحقق من ان المرأة اليوم وفي جميع المجتمعات (العربية والغربية على حد سواء) لا زالت تعاني الظلم والاضطهاد والتفرقة العنصرية، رغم ان حدتها تتفاوت بين مجتمع وآخر، حتى تصل الى اعلى حالات الاستبداد في المجتمعات المنغلقة. ورغم انني اتذكر ان التعميم لا يجوز هنا، الا انني استطيع الجزم وبثبات ان المرأة في المجتمعات الاسلامية هي اكثر اضطهادا وظلما من باقي اقرانها من النساء. ورغم اداعاءات بعض الاسلاميين اوالذين يدافعون عن الاسلام دون استناد الى منطق او برهان، بان المرأة معززة ومكرمة في الاسلام وان الاسلام قد حفظ لها مكانتها، الا ان الواقع والحقائق تقول عكس ذلك تماما. لو اردنا اجراء مقارنة سريعة بين عصر الجاهلية والعصر الاسلامي وعصرنا الحديث هذا، لاستنتجنا وبكل بساطة ان احوال المرأة لم تتغير رغم تغير اساليب انتهاك حقوقها وحقها المشروع في الحياة. فبعد ان كانت تدفن حية في عصر الجاهلية، اتى الاسلام لينتشلها من الحفرة، فقط لينتهك حق آخر من حقوقها ويهمشها بعد ان يعطيها صفة "القارورة". وهاي هي المرأة الاسلامية اليوم تعاني اضعاف ما تعانيه المرأة الغير مسلمة. فالمرأة الغربية على سبيل المثال تستطيع ان تقود السيارة وان تحتل وظائف في الدولة والجيش والفضاء والمختبرات النووية، وتستطيع ان تنافس قرينها الرجل في كل المجالات دون عواقب ودون تذكيرها بانها ناقصة العقل او مفرطة العواطف، او ان جسدها عورة. وفي المقابل، يكافيء الدين المرأة بتزويجها من سن التاسعة بعد ان اغتال الحجاب طفولتها بعد فرضه عليها اما بالقوة او بغسيل الادمغة، حتى اصبحت عادة تغطية الرأس الزامية في اغلب المدارس العربية واخص هنا بالذكر المدارس العراقية.

ولا اشدد هنا فقط على الحريات الشخصية للمرأه وحقها في اختيار المظهر، لكن هناك حقوق منتهكة اكبر وابعد من ذلك بكثير، ومنها حقها في ان تقرر مصيرها، وحقها في الاستقلال الفكري وحرية التعبير. فالكثير من النساء يوهمن انفسهن بانهن غير قادرات على الادلاء بآرائهن العامة والخاصة وكأن حرية التعبير اصبحت صفة رجالية تخص الذكور، وكأن الانوثة اصبحت جسدا ومظهر يتم تحويره ليصبح ناعما وخافتا وصامتا ليعجب الرجال.

يسألني الكثير ان اقدم حلولا بدل توجيه الانتقادات لمجتمعاتنا، لكني مؤمنة بان الحلول لا يتم ايجادها قبل ان نعترف بوجود المشكلة ونقف على العلة ونتفق عليها قبل ان نضني انفسنا بالتكلم عن الحلول المناسبة. وعندما نترك مغالطاتنا المنطقية ونعترف بوجود العقل وحرية استخدامه، عندها لن نحتاج الى حلول. فعذرا ايتها المرأة العربية والمسلمة، فلا يمكنني ان اهنيك بعيدك العالمي اليوم وانتي لست مؤمنة بالتحرر او امل الوصول اليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة