الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(في الثورات الكبرى للمرأة) صور من تاريخ المرأة

المحجوب حبيبي

2014 / 3 / 8
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


(في الثورات الكبرى للمرأة)
صور من تاريخ المرأة
لعبت المرأة دوراً فعالاً عبر مراحل التاريخ والحضارات ، طبعا كانت الأم والحبيبة والزوجة والأخت، كانت الحاضنة والحامية والحافظة للجنس البشري وكانت بفعل الإرضاع والعلاقات مع صغارها هي مبدعة العلاقات الأسرية ومبدعة وما تحمله من ارتباط واتصال أساسا للألفة التي ستتحول غريزة للحب ... فمن خلال القراءات الواسعة والتحليلية والملاحظات والتتبع للجماعات البدائية وما تناهى إلينا من التاريخ القديم من هوامش وملاحظات وقراءات وثائقية وحفريات ونتف وبخاصة التاريخ الفرعوني وبعض الألواح السومرية والكتابات الكلدانية وغيرها من الدراسات الأنتروبولوجية... ومع ذلك فإننا نجد أن تاريخ المرأة طاله التعتيم وحتى الإهمال والنسيان لاعتبارات إيديولوجية وحروب خيضت ضد الممالك النسائية (الأمومية) والتي اسقطت متزامنة مع ظهور الكتابة حيث سجلت مختلف الهجومات والاتهامات ضدها والتي استمرت تحفل بها المثولوجيات والأحكام القيمية... ذلك الهجوم الذي لازالت نتائجه وآثاره مستمرة إلا الآن منذ تسلط وانتصار الممالك الرعوية البطريرقية الأبوية بكل قيمها مفاهيمها الممهورة بالقوة والمصادرة وهكذا لم يصلنا من تاريخ المرأة إلا خطاب الاتهام والتحذير والهجوم وهكذا كانت قد عرفت لفترات طويلة من تاريخ البشرية القديم صعودا في كافة المجالات التنظيمية والاجتماعية والدينية ثم سقوطا وتقهقرا استمر لفترات إلى الأزمنة الحديثة عاشت فيه الاستعباد والقهر وكل أشكال الاستغلال.
لنتابع باختصار لحظات من تاريخ تم استقراؤه من مجموعة معطيات انتروبولوجية وسيكولوجية واجتماعية وتحليل وثائقي وأركيولوجي من خلال قراءة العديد من الأمهات مثل نشأة الإنسان والانتقاء الجنسي وكتاب البدايات نشوء الإنسان الحياة والأرض والكون وكتاب الأمهات...
ونقدم فيما يلي قراءة مختزلة من مخطوطنا (في الثورات الكبرى للمرأة) حيث يطبق الصمت التاريخي وحيث تتردد الكثير من المؤسسات الجامعية في التصريح والكشف عن هذه الحقائق المزلزلة...
-;- المرأة بفعل دورها البيولوجي الولادة كانت قائدة في تجميع الجماعات البشرية الأولى قياسا على عدة ملاحظات تبعية الأولاد لها... تبعية الذكور لها في فترات التوالد وعند الحاجة إلى الطعام كون المرأة كانت تدخر أصنافا من الطعام لحاجيات أطفالها وكان الراشدون من الذكور يحتاجون عند الجوع لتمدهم باحتياجاتهم تحت أي وسيلة وهناك يصبح من المؤكد أنها اكتشفت تجفيف الثمار (تزبيبها)... وكانت هذه مقدمات لتولد الجمع والنغل كمقدمة للحياة العائلية والقبلية المبنية على القرابة...
-;- ثورة اختيار (البعل) الزوج طبعا لاعتبارات ومواصفات من أجل الحياة والبقاء والاستمرار... يتأسس هذا الانتقاء على قاعدة الجاذبية خصائص القوة والكمال الجسماني والسيطرة والسبق... وتعتبر هذه ثورة لأنها أسهمت في انتقاء واختيار البعل لأجل بقاء الجنس البشري ومظاهر ذلك لما تزال واضحة لدى الحيوانات وغالبا ما تكون ميول المرأة واختياراتها لرجلها تستند إلى هذه المواصفات ...
-;- ثورة تحريم الدم وهي ثورة ارتبطت بملاحظات الجدات والأمهات وتناقلن ما تم تجميعه من خطورة استمرار التزاوج الداخلي (العائلي) بين الآباء والأبناء والبنات فبدأت الثورة بإشاعة فرار البنت عند بلوغها نحو نغل أو جماعة أخرى بحثا عن البعل... قد يكون هذا سببا في انطلاق بدايات الحذر والعداء ... والتفت على هذا الوضع باختراعها أول دين طابو يحرم الدم
-;- كانت أول معدة لشروط قيام العائلة وما يتطلبه ذلك من أسس وأنظمة فبفعل تبعية الأبناء لها وبفعل ثورة اكتشاف الزراعة وفلاحة الأرض كل ذلك شكل مقدمة للاستقرار الذي تولدت عنه علاقات وما تحتاجه من نظم تواصلية لغوية وتأمل وتفكير فكان كل ذلك إيذانا ببداية أوليات التجمعات القبلية وبداية الإنسان العاقل حيث بدأ الاستقرار على ضفاف الأنهار...
-;- وكان لها الفضل في اكتشاف النول وبداية نسج الأغطية والأفرشة والملابس ... عوامل تمكين الإنسان من الترحال واقتحام المناطق الباردة في عملية تنقل كبرى من مراتعه الدافئة الأولى بإفريقيا وآسيا الصغرى نحو أصقاع أوروبا.
-;- لقد وصفتها في قصيدة (أي انثى أنت وأي امرأة كنت ) بكونها (أم البدايات) ويقول ه. ج. ولز في كتابه موجز تاريخ العالم لقد كان كل هذا الجهد المضني الذي احتاج إليه البشر ليكونوا بشرا أكبر متحملة للكثير من المتاعب والعذابات... فالرجل البدائي المتحفز دائما للمطاردة والمعاركة والقتل والقنص والتسلط والسيطرة باعتياده الصيد شكل نفسية افتراسية هجومية لا تعرف رحمة ولا رأفة فهو مهيأ لينقض ويقتل وبذلك اكتسب خصوصية العمل للحاضر للآني لأجل اللذة وتحقيق الرغبة... وبالمقابل كانت المرأة رمزا للاستقرار والتنظيم فهي التي تحمل عند التنقل الصغار والأمتعة والمؤن...
-;- لقد تحملت المرأة من الويلات والمعاناة ما لا يعد ولا يحصى وقد أكسبها ذلك جهازا نفسيا قويا وممنعا جعلها تتصرف بصبر وأناة و(ذكاء وعناية وإصرار...) ولولا ذلك لحلت بالبشر كارثة التوحش، ولظلوا في الجحور والغابات الموحشة كباقي الحيوانات... لأن المرأة بفعل عوامل الولادة والأمومة اكتسبت الترقب والتأمل والإصرار وتحدي الصعاب ( تصارع لأجل البعل تحمل وتلد وترضع وتربي تعلم وتقاوم لأجل بقاء ولدها وتصبر وتواجه وتخلق آليات البقاء من أسرة وغذاء ومن ثمة كانت تعبر عن المستقبل...
-;- ولما انتقلت الحضارة لمراحل من التفكير وتطورت اللغة وبدأت التساؤلات الكبرى نالت المرأة مكانة جعلتها تحتل فترة من التاريخ كبيرة ولكنها مجهولة التفاصيل هي (المرحلة الأمومية ) كانت المرأة هي التي تتقلد السلطة السياسية ، وكانت هي الحل والربط بأمور الحياة، فكانت تتزوج من أكثر من رجل وكان الأولاد يسمون باسم أمهم، وتتزعم العشيرة...
-;- وفي عصر النيوليتي عم النظام الأمومي الكثير من العالم القديم فكانت الأمومية هي الظاهرة التي حولت مشهد التاريخ في جملة من التغيرات ، كانت فيه المرأة تعمل في مختلف ميادين الزراعة، من بدء البذر إلى السقاية إلى متابعة الإنبات وصولا إلى الحصاد والدرس والتخزين، فموضوع الزراعة كان متعلقا بها، كما كانت تعمل بالغزل والنسيج وربة البيت ، بالإضافة لما كانت تلعبه من دور في الجانب الديني فلقد كانت تؤدي الرقصات الدينية المقدسة وكانت تنشد المواعظ الدينية وكانت الكهنوت باعتبارها أول من أقرت شريعة تحريم الدم... لقد شكلت لدى غالبية الشعوب القديمة في مجال الديني أعلى مرتبة دينية كإلهة... أو كاهنة كما عند الأمازيغ وتجسد فيها إله الخصب وإلهة الحب والجمال وإلهة الشر والحقد وتجلى ذلك في الألف الثاني قبل الميلاد ومنها عشتار ما بين النهرين القادرة على كل شيء وإيزيس المصرية والآلهة الكريتية في العالم الإيجي وقيبيليا الأم في الأناضول .
-;- وسادت معتقدات بفعل قدرة المرأة على الإنجاب والأمومة فاعتقد الناس وبخاصة الذكور أن المرأة هي خالقة الحياة والاستقرار والأمن .ولهذا عبدت كإله كانت رمزا للعطاء والولادة، رمز للأرض والخصب... وبذلك خسر الرجل بعض من مكانته على حساب ظهور المرأة .
-;- ولما اكتشف الصيادون الرعي وأصبحوا يصيدون بالقطيع وبدأت ملامح العبودية تعن في هذه المرحلة من التاريخ... ظهر بقوة النظام الأبوي الذي سيجمع كل مواصفات المراحل السابقة ويضيف إليها ما تمت مراكمته من معارف وخبرات أهمها على ما يعتقد (رالف تايلور) وكارل ساجان، وصاحب قصة الحضارة (ول ديورانت) ظهور أوليات الكتابة...
-;- وتزامن الانقلاب على النظام الأمومي الذي حلت به هزائم شنعاء أسقطت المرأة من عليائها وفعلت الثور أو الانقلاب الأبوي فعله في وصم المرأة بالخزي والدنس وأنها هي سبب الشرور والمصائب التي تحل بفعل غضب الآلهة، وبدأت الممالك الأمومية تتساقط هنا وهناك لتنتقل المرأة إلى عبوديتها التي ستستمر نتيجة ما تناقلته الكتابات والألواح من معتقدات ومن أفكار وحملات دعائية ضد المرأة... (الألواح السومرية) كل ذلك سينقل إلى الديانات ليكتسب شرعية باسم الإله ...
-;- كان ذلك انتقاما من النظام الأمومي ورد فعل سلبي من الرجل الحاكم والمتزعم الذي تخلص من سيطرة المرأة، فبدأ يروج للآلهة السماوية التي جاءت كلها على هيئة ذكور، وأخذ دور المرأة وتقديسها يتضائل ويتراجع تحت ضغط الميثولوجيا السماوية...
-;- ومنذ ذلك الحين أقيم التعارض بين، إيديولوجية الأرض الأنثوية و إيديولوجية السماء الذكورية.
د. المحجوب حبيبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة