الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نصب الحرية وتمثال الحرية

فريد جلّو

2014 / 3 / 8
الادب والفن


ليس المقصود البعد الزماني أو المكاني بين النصب والتمثال ولكن المقصود هو ماذا أراد أن يقول كل من ساهم بولادتهما، إذن فلنبدأ بتمثال الحرية وكما يقال انه هدية من الشعب الفرنسي إلى الأمريكي بمناسبة استقلال أمريكا عن بريطانيا والذي نفذ الفكرة نحات اسمه فريدريك بارتولدي وعند سؤالي ( غوغل ) عن مصدر الفكرة اعتذر إلا إن في النهاية افتتحه الرئيس الأمريكي ( جروفر كليفلاند ) وللمقارنة كان هذا سرد لأوليات ذلك التمثال ، أما نصب الحرية في بغداد فقد انطلقت فكرته من الجماهير العراقية التي ناضلت ولا زالت تناضل من اجل الحرية والعدل والديمقراطية إذ تلاقفها أولاد العراق البارَون ووضعوا الأمانة في رقبة الراحل جواد سليم احد أبناء الجماهير الكادحة من العراقيين ، هكذا سطر أفكارهم عبر بانوراما لم تكن معهودة من قبل ابتداءا من بكرة بدء نضال شعبه بما قدمه من تضحيات ومرورا بدور الجيش الأغر وتبريز مساهمة المرأة العراقية في ذلك النهر الجارف لنضال الشعب العراقي وانتهاءا بالحصيلة ثورة 14 تموز 1958 ( وللعلم فقط ليس لدى غوغل هذه المعلومات ) .
العودة إلى تمثال الحرية .......تمثال الحرية وبحسب غوغل وحسب ما أسلفنا أعلاه هو هدية من شعب إلى آخر بكل التفاصيل ابتداءا من الفكرة وانتهاءا بالتنفيذ ومما يعطي انطباعا لمتذوقي فن النحت متوافقا مع إرهاصات الجماهير وخصوصا الكادحة منها في أمريكا بأن ذلك التمثال أشبه بصنم ليس له روح الإنسانية يدعي انه رمز الحرية في البلاد في حين إن ظله يتستر على أعداء الحرية ، صنم كبقية أصنام الرأسمالية المنتجة لأفلام الكاوبوي والقتل والمافيات وسرقة شعوب العالم عبر نشر الكراهية بين تلك الشعوب وتدجينها ليصبحوا عبيدا في حديقتها الخلفية وأقول بؤسا لذلك الصنم الذي لم يشهد ولا يستطيع أن يشهد ضد العنصرية وجرائم رأس المال بحق الإنسانية والذي يحاول استغفال الكثير من مواطني هذه الكرة واستدراجهم عبر توجهه باتجاه الشرق مدعيا انه حاضنة للمضطهدين ولا غريب إن لم نجد يوما من يتظاهر تحت قاعدته ليطالب بحقوقه .
إذن فلنعد إلى نصب الحرية ذلك النصب الذي أصبح معلما من معالم الشرق الأوسط أو العراق تحديدا ، ومن المفارقة إن كثيرا ممن طالبوا بهدمه الآن يضعوه خلفية لبرامجهم الفضائية .
لم يرمز النصب إلى شخص محدد بالرغم من محاولة الراحل عبد الكريم قاسم بان يكون جزء من هذا النصب ولكن لم يتحقق ذلك وبقي نصبا لنضالات الجماهير تستظل فيه بكل الأزمات ويقينا إن أعداء ذلك النصب وأعداء الجماهير يحاولون هدمه عبر إهماله من الصيانة حتى قيل إن المياه الجوفية تنخر أسسه وظهرت بعض المؤشرات على ذلك بتساقط أجزاء من هيكل النصب والإخوان من مدعي تمثيل الشعب لا يرون ولا يسمعون الاستغاثة .
شعوب العالم تفتخر بتراثها حتى إن رد فعل جمال عبد الناصر لمن حاول منع أغاني أم كلثوم في الإذاعة المصرية أن يكملوا ذلك بان يذهبوا لهدم الأهرامات !
أيها الأخوان والأخوات : أين ستتجمعون في الأيام المقبلة إذا انهار نصب الحرية تحت جزمة عسكرية أو شرطية أو بفعل مياه جوفية ؟
مع ملاحظة صغيرة بالشكل على الأقل : لقد تساقط عدد من قطع المرمر من ذلك النصب ولا تكلف إعادتها جزءا صغيرا صغيرا من المصروف اليومي لأحد أبناء الحكام الجدد ففي أي عراق نحن وأي عراقيين من لم نستطع أن نحمي نصبا نستظل به في أوقات الضرورة ؟
وأخيرا دعوة جادة لوقفة رمزية قرب هذا النصب الذي يضاهي ويتفوق على تمثال الحرية بكل شيء تقريبا ، أما من سقطت دورهم على رؤوسهم بسبب الأمطار فيجب أن يكونوا هم الاجرأ في تلك الوقفة ، وعلينا أن نرفق مطلبا آخر وهو إقامة تمثال لذلك النحات الذي أصبح كجندي مجهول لدى كثير من العراقيين ولكم مني السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟