الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع

البديل الجذري

2014 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تواجه المرأة المغربية، اليوم كما الأمس، وكذلك الرجل المغربي، حيث نفس الواقع ونفس المصير، أوضاعا اقتصادية واجتماعية متردية جدا، وذلك نتيجة القهر الطبقي الذي يمارسه النظام القائم في حق شعبنا بنسائه ورجاله.وهي أوضاع قديمة/جديدة تجسد الاستغلال والاضطهاد اللذين يلازمان أي مجتمع طبقي (إقطاعي أو رأسمالي)، حيث تشييء (من الشيء) المرأة وتسليعها (من السلعة). وتعد المرأة، لاعتبارات متعددة، الأكثر تضررا من هذه الأوضاع، والحلقة الأضعف في عملية الاستغلال، وبالتالي فتحررها مرتبط ، أشد الارتباط، بل رهين، بتحرر المجتمع بكامله. وأي حديث عن المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعيش الكريم في ظل المجتمع الطبقي، لا يعدو أن يكون غير ديماغوجية وتغليط وتمديد لعمر البؤس والمعاناة. كما أن الميوعة البورجوازية باسم التفتح والحرية المزعومين لا يمكن إلا أن تكرس واقع الشقاء والتخلف والجهل الذي يكبل المرأة ويسجنها في غياهب الظلام.
فإلى جانب الاستغلال الاقتصادي الذي تعانيه، كما رفيقها الرجل، في المصنع والحقل،والذي يتجلى أساسا في التفاوت الصارخ في الأجر الذي تتقاضاه مقابل نفس العمل، وأحيانا مقابل أعمال أكبر وأخطر، مقارنة بما يقوم به الرجل، تتعرض المرأة المغربية الى أبشع أنواع التمييز والإهانة في شتى مجالات العمل الأخرى، وعلى رأس ذلك العنف بمختلف أشكاله المادية والمعنوية والتحرش الجنسي والإقصاء والتهميش القائمين على الدونية والتحقير. كما تتعرض أيضا الى التوظيف كجسد في مجالات الإشهار والإغراء والدعارة والاستقطاب...
ورغم كل هذه الأشكال المتخلفة والبئيسة التي تحيل على الأزمنة الغابرة وتغرف منها، استطاعت المرأة المغربية أن تفرض نفسها وأن تبرهن للجميع، عكس ما تدعيه الأبواق الرجعية (ظلامية، شوفينية، محافظة...)،على أنها قادرة على رفع التحدي. لقد شاركت رفيقها الرجل الميدان وبدون منازع (مهام ومسؤوليات، إضرابات، وقفات، مسيرات، انتفاضات...) والسجن أيضا، إبان المقاومة المسلحةوبعدها. لقد ناضلت واعتقلت ثم استشهدت. والشهيدة سعيدة المنبهي، رمز المرأة المغربية المناضلة، حاضرة في أذهاننا جميعا وفي ذاكرة شعبنا، وكذلك الشهيدتين زبيدة خليفة ونجية أدايا..
ونحن، في تيار البديل الجذري المغربي، نعتز ببطولات المرأة المغربية وتضحياتها، ونعتبرها رصيدا نضاليا لا يمكن تصور أي تقدم في مسار ثورة شعبنا بدونها. ولعل انخراط المرأة المغربية الى جانب رفيقها الرجل في كل المعارك السياسية والنقابية، وعلى رأسها معركة العمال والعاملات والفلاحين الفقراءومعركة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين (نضالات أمهات وزوجات وأخوات وأسر المعتقلين السياسيين إبان سنوات الجمر والرصاص وحتى الآن...) ومعركة الطلبة والطالبات والمعطلين والمعطلات وانتفاضة 20 فبراير المتواصلة، دليل آخر على التزامها بمواصلة الكفاح حتى تحقيق حلم شعبنا في التحرر والانعتاق.
ونغتنم المناسبة لنسجل تضامننا مع المرأة الفلسطينية، واعتزازنا ببطولاتها وتضحياتها وكل نساء العالم اللواتي ضحين واخترن خوض رهان التحرر والنضال ضد الرجعية والصهيونية والامبريالية، سبيلا نحو الاعتراف بالمرأة على قدم المساواة مع الرجل..
تيار البديل الجذري المغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ