الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الخارجية للشؤون الداخلية و الاعلام

كور متيوك انيار

2014 / 3 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


وزارة الخارجية للشؤون الداخلية و الاعلام

كور متيوك

نقلت عدة مواقع اخبارية خبر إستدعاء وزارة الخارجية سفراءها في كل من واشنطن و موسكو وبروكسل واديس ابابا وهي تاتي في ظل ما يشبه العزلة و الحصار الدبلوماسي عقب الازمة و الصراع المسلح المستمر في البلاد منذ ليلة الخامس عشر من سبتمبر 2013م ، و في اعتقادي إن تلك العزلة هي امتداد لمسلسلات فشل وزارة الخارجية منذ حرب فانطاو وفشل الوزارة في اقناع دول العالم بإن منطقة فانطاو تابعة لجنوب السودان و محتلة من قبل السودان ووقتها شهدنا بيانات مجلس الامن الداعية للانسحاب من دون شروط بتوافق تام من قبل كافة الدول الاعضاء في المجلس الـــ ( 15 ) بما فيهم الولايات المتحدة الحليف القوي لجنوب السودان ، و لم يتوقف مسلسل الفشل عند ذلك الحد فقط بل امتدت ليظهر بوضوح شديد في قضية ابيي الذي نجح فيه الدبلوماسية السودانية ووضعت عراقيل امام إحالتها لمجلس الامن الدولي و في نفس الوقت استطاعت إن تعيق خطوات إقامة الاستفتاء وفقاً لمقترح الوسيط ثابو مبيكي ، واستطاع وزير الخارجية السوداني إن ينفذ وعده الذي ظل يكرره دائماً " إن استفتاء ابيي لن تقام في شهر اكتوبر و لن تحال الى مجلس الامن الدولي وستظل في البيت الافريقي " دارت الكثير من النقاش على المستوى الشعبي و الحكومي حول استفتاء ابيي إلا إن واحد من اسبابها الرئيسية هي فشل وزارة الخارجية في القيام بمهامها المناط بها واليوم نعيش نفس الازمة القديمة المتجددة و الوزارة مازالت كما هي لم تتحرك للامام بل تمضي للخلف بخطوات ثابتة . المتابع لاداء وزارة الخارجية يدرك بطريقة لا تدعوا مجالاً للشك إن الوزارة تتخبط في ادارتها لعلاقات جنوب السودان الخارجية ، و من الواضح إنه لا يوجد سياسة خارجية مرسومة تحكم طبيعة تحركات السفراء والوزارة بالخارج ، وهذا يتطلب إعادة هيكلة الوزارة بشكل يتناسب مع حجم التحديات وبناء علاقات استراتيجية لا تتاثر بالازمات التي تمر بها البلاد مهما كان شكل تلك الازمات وذلك بالقيام بعمليات إحلال و إبدال على مستوى رئاسة الوزارة و السفارات بالخارج ليحل الكفاءة محل القبيلة التي تساعد في تدهور علاقات جنوب السودان بالخارج .
من الملاحظ إن سيادة وزير الخارجية يركز اكثر على الجانب الاعلامي و التصريحات الذي يهدف في الاساس لإقناع الراي العام للدول المستهدفة او الراي العام العالمي وهذا يعيق دوره الدبلوماسي في إقناع حكومات الدول بوجهة النظر الحكومية ، حكومات الدول هي مجال إختصاص الوزير وليس الراي العام سوى المحلي او العالمي .
اشيد بخطوة الوزارة باستدعاء سفراءها في واشنطن و موسكو وبروكسل و اديس ابابا إن كانت الوزارة ستجري تنقلات في سفاراتها بتلك الدول وليس لاخذ توجيهات جديدة فاعتقد إن الوزارة بذلك تسعى لإحداث إختراق في مواقف العديد من الدول و ليتم ذلك اعتقد ينبغي ان يشمل التنقلات سفارة جنوب السودان في النرويج ومؤخراً لاحظنا التباعد الكبير للدولتين وتصريحات وزير خارجيتها من حين لاخر عقب الحملة الشعبية و الحكومية التي طالت ممثلة الامين العام للامم المتحدة هيلدا جونسون و لقد اخذت النرويج الهجوم على هيلدا باعتبارها هجوماً عليها كدولة .
على الرغم من إن مواقف الولايات المتحدة لم تعد تنسجم كثيراً مع مواقف الحكومة في الاونة الاخيرة إلا إنه ينبغي على الوزارة ان تنتبه جيداً وهي تضع خططها حول كيفية ادارة علاقات جوبا بواشنطن لان اي خطوة غير محسوبة سيكلف البلاد كثيراً في المستقبل ، مثلاً إن كان التنقلات لها علاقة بالازمة الحالية فهذا يبرر إن يشمل التنقلات بروكسل باعتبارها عاصمة الاتحاد الاوروبي و موسكو وواشنطن واديس ابابا لكن ينبغي على الوزارة إن تحرص و إن لا ترتكب خطًأ بمحاولة الاتجاه نحو موسكو كبديل لواشنطن ولقد لاحظت تنامي الدعوات المتكررة للاتجاه نحو موسكو ، موسكو ليس لديها شيء يمكنها إن تقدمها لجوبا على الاقل في المدى القصير و البعيد وكذلك الامر بالنسبة لجوبا ، يجب إن تسعى وزارة الخارجية لتحقيق سياسات الحكومة من دون إن تدير ظهرها لواشنطن ، العمل الدبلوماسي فن ، و حتى في ظل المواقف الامريكية المتشددة حيال الازمة مازال هنالك نافذة فاتحة يمكن الولوج منها .
إن الانباء التي تشير إلا إن وزير الخارجية برنابا مريال بنجامين سيشارك في إجتماع وزراء الخارجية العرب في الايام المقبلة في رايي خطوة غير سليمة ، إن كان جنوب السودان سيقيم اي نوع من العلاقات مع جامعة دول العربية فينبغي إن تتم بعد دراسة عميقة لشكل العلاقة المتوقعة ومدى فائدتها من الناحية الاقتصادية و السياسية لجنوب السودان شعباً وحكومة وهذا ما لا اعتقد إن الوزارة لها تصور معين لشكل تلك العلاقات المرتقبة ، انا على يقين إن اي فريق او شخص سيحاول رسم الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لجنوب السودان ، سيجد صعوبة كبيرة من الناحية الايدلوجية و الثقافية وحتى الدينية ليضع جنوب السودان في تخوم الدول العربية التي تتقيأ حتى اولئك الذين انكروا افريقيتهم واعلنوا عن عروبتهم لكن من وقت لاخر يوصد الابواب امامهم لانهم ليسوا عرباً خلصاً وهذا ما ينبغي إن تراعي لها الوزارة قبل إن ترمي بشعب جنوب السودان في تخوم سلة قمامة جامعة الدول العربية .
يجب إن ياخذ وزير الخارجية في الاعتبار قبل إن يحضر إجتماع وزراء الخارجية العرب إن السودان بعد عقود من محاولة فرض نفسها للجامعة إنسحبت بهدوء واصبحت اكثر قرباً من الاتحاد الافريقي وهنا نكون امام تناقض تاريخي وايدلوجي فاثناء فترات النضال كنا ننتقد من وقت لاخر الاتجاه العروبي للسودان وتقديم النصح لها بان السودان دولة افريقية وليس عربية لكن بعد إن اصبح جنوب السودان دولة ها هو السودان ينفذ بعض نصائحنا ويقترب اكثر من الاتحاد الافريقي مبتعداً من الجامعة العربية وها نحن نبتعد بخطوات حثيثة من الاتحاد الافريقي مقتربين كثيراً من الجامعة العربية التي لا تقدم شيئاً للدول العربية دعك من جنوب السودان الدولة ، نتمنى من سيادة الوزير إن يعيد النظر في تلك الخطوة ويعتذر عن حضور اجتماع مجلس الوزراء العرب على إن يمثله وكيل وزارة الخارجية او نائبه و مركزاً جهوده داخل القارة الافريقية .
سيادة الوزير مطالب بإن يبذل قصارى جهده لإقناع حكومات الدول بسياسات الحكومة حول كيفية ادارة الازمة الحالية بدلاً من محاولة إنقاذ العالم و إقناع الراي العام العالمي بالموقف الحكومي ففي النهاية لا يهم إن اقتنع الشعب البريطاني او الامريكي بموقف حكومة جنوب السودان حول طبيعة نشاة الازمة الحالية وكيفية حلها ، ولقد راينا ذلك قبل الغزو الامريكي للعراق لقد خرج كافة دول العالم تقريباً مندداً ومطالباً إدارة الرئيس جورج بوش بالتراجع عن إحتلال العراق ولم يحول ذلك من إحتلال العراق ، كذلك في بعض الاحيان يكون استطلاعات الراي العالمي ضد السياسات الامريكية وهيمنتها على العالم لكن هذا لم تحول في يوم من الايام ليغزو امريكا العراق و افغانستان ، سيادة الوزير يكثر من عقد المؤتمرات الصحفية و اللقاءات في القنوات الاخبارية بدلاً من التواصل مع حكومات الدول وهم من يعنينا امرهم على إن يترك امر شعوبهم إلى مرحلة لاحقة قد تاتي او لا تاتي وفقاً لتطور مؤسسات الدولة خاصة وزارة الخارجية .
على سيادته إن يعمل في الفترات القادمة على تهدئة خواطر وزير الخارجية النرويجي الذي لم يعد يستطيع التحدث في شان ما و إلا تحدث عن ازمة جنوب السودان وكنت اعتقد إن وزير الخارجية سيذهب للنرويج للقاء بنظيره هناك ومن ثم شرح المواقف الحكومية لوسائل الاعلام ، بريطانيا التي غابت شمسها لم تعبر بصريح العبارة حتى اليوم عن موقفها من الازمة او حتى إنحازت لجانب الحكومة لذلك في اعتقادي إتخاذ بريطانيا كنقطة لإطلاق حملة اعلامية لم يكن بالخطوة الموفقة من الناحية الاستراتيجية ، كما يجب إن لا يكون مواقف الاتحاد الافريقي من الازمة الحالية سبباً حتى نكون اقرب لجامعة الدول العربية .
إن إدراك الحكومة إن نجاحها في إدارة الازمة الحالية لاتتوقف فقط على سيطرتها العسكرية فحسب امر مهم جداً ، بل الامر ينسحب لاداء وزارة الخارجية وفي حال فشلها فسيكون الحكومة قد فشلت في حربها ضد المتمردين تماماً ، وندرك إنها تبذل قصارى جهدها في ذاك الشان لكن لانها اعطت الخارجية دور متعاظم كواحد من اليات إدارة الازمة الحالية اصبحت تتخبط في إدارتها ، و من اسباب ذلك هو إن كامل الحكومة يريد إن يتحدث فيما يخص العلاقات الخارجية وذلك خطأ كبير فالعمل الدبلوماسي حساس جداً لدرجة لا يمكن تصوره فها نحن حولنا النرويج من دولة صديقة وحليفة الى عدوة والقائمة ستطول إذا لم يتم حصر التصريحات الاعلامية في شخصية وزير الخارجية و الناطق الرسمي باسمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة