الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاصرة دويلة قطر

كور متيوك انيار

2014 / 3 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


فاجات كل من السعودية و الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين العالم و الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ببيان مشترك يقضي بسحب سفرائها من دولة قطر لما سموها فشلهم في مساعيهم لجعل قطر تلتزم بسياسات مجلس التعاون الخليجي الداعية لعدم التدخل في السياسات الداخلية للدول الاعضاء بالمجلس .
منطاد قطر التي ظلت تطير في اجواء المنطقة عقب ثورات الربيع العربي في كل من تونس وليبيا ومصر كان لابد لها إن تتهاوى الى الارض يوماً ما و إن ذاك العملاق كان لابد له إن يعود قزماً مهما طالت الزمان وهاهي تعود قزماً وتعيش حالة عزلة عربية كاملة . الازمة التي خرجت الى العلن لم تكن وليدة اللحظة بل ظلت تدور في مداخل ومخارج الدبلوماسية وفقاً لبيان الدول الثلاث التي اكدت إن قطر تعهدت في احدى قمم مجلس التعاون بالسعودية ووقعت على ورقة تؤكد فيها توقفها للتدخل في شؤون الدول الاعضاء لكن لم تستطيع الالتزام بها .
قبل إن يظهر الدول الثلاثة بقرار سحب دبلوماسيها من قطر كان مصر وقطر تعيشان حالة حرب ساخنة وظلت مصر من حين لاخر تستدعي السفير و القائم بالاعمال بالقاهرة واعقبتها باستدعاء سفيرها من الدوحة إحتجاجاً على دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين ونظام مرسي وحركة حماس في قطاع غزة التي حصلت على دعم ضخم من قبل قطر منذ تولي الاخوان للحكم في مصر ، كما إن مصر ظل تطالب قطر بضرورة تسليمه لارهابيين مطلوبين لديها في قضايا مختلفة متعلقة بالارهاب لكن قطر ظلت تتمنع ، ولم تتوقف عن دعم الجماعات الارهابية في مصر ، وتلك الموقف كانت شاذة بالنظر الى مواقف دول مجلس التعاون الخليجي التي قدمت دعم مالي ضخم عقب الاطاحة بنظام محمد مرسي العياط ، كما إن الذراع الاعلامي لدولة قطر ( قناة الجزيرة ) تخلت عن دورها الاعلامي بتقديم الاخبار و خصصت جُل وقتها لمهاجمة الحكومة المصرية وهو ما يعتقد إنها الموقف الرسمي للحكومة القطرية ، كما إن الامارات قبل عدة ايام طالبت الدوحة بايقاف الهجوم اللازع التي تتعرض لها من قبل الشيخ محمد القرضاوي واستدعت السفير القطري لديها لتبلغها عميق قلقها .
في تقرير اعده مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي حول التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط في الفترات الاخيرة و التحولات التي حدثت فيها ، اوضحت إن قطر تحولت الى دولة مفتاحية عقب ثورات الربيع العربي مستخدماً اموالاً ضخماً في تنفيذ سياساتها الخارجية ومتهماً الولايات المتحدة في مساعدتها في لعب تلك الادوار الاقليمية التي لا تتناسب وحجمها ورأت الدراسة ، التي أعدها الباحث في شئون الشرق الأوسط " يؤال جوزنسكي " ، أن الدعم الأمني الأمريكي لقطر سمح لها بالتحرك دبلوماسيا ، لافته إلى وجود أكبر قاعدة أمريكية عسكرية بالشرق الأوسط على الأراضي القطرية ، ورأى التقرير الإسرائيلي أن قطر ميّزت في وقت مبكر صعود " الإسلام السياسي " ، وعلى الرغم من استياء جيرانها في الخليج ، إلا أنها- وكعادتها- حاولت ركوب الموجة الإسلامية والاتصال مع الممثل الأبرز لهذه الموجة وهي مصر برئاسة الرئيس المعزول " محمد مرسي " ، بعد أن كانت علاقتها بمصر متوترة على مدى سنوات .
إن التحركات القطرية وتشجيعها للاخوان المسلمين في مصر اغضبت دول الخليج فتلك الدول كانت تتوقع إن تكون قطر اكثر طاعة بالنظر الى حجم قطر وعدد سكانها ، بيان الدول الثلاث اشارت الى إن سبب سحب سفرائها من الدوحة هي تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج إلا إن الاسباب الحقيقية هو الخلاف الكبير بينها ومصر حتى بلغ بالقاهرة باستدعاء سفيرها في الدوحة ، اعتقد إن السعودية ومصر يعملان سوياً من اجل فرض واقع جديد يلعبان فيها دوراً محورياً يكون قطر بعيداً منها وهذا يبرر ما اشيع عن إتجاه الدول الخليجية الثلاثة إلى ضم مصر الى مجلس التعاون الخليجي .
يظل السؤال هو هل سيرضخ قطر للضغوطات العربية و تترك دورها الاقليمي المتعاظم ؟ ، ام تقاوم محاولات تقزيمها ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم