الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي

جاسم محمد كاظم

2014 / 3 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ربما لا يعرف الكثيرين أصل الراية أو العلم الذي ينتمون له ويلوحون بة في لحظات الانتصار والزهو وكيف وصل إلى هذه المرحلة التي جعلته يرفرف في أعلى قممه كرمز وطني مقدس .
وقد لا يتفق معي الكثير بان أصل ومنشأ هذى التقليد يعود إلى جذور موغلة في القدم وان أيادي أقوام العصر الحجري قد وضعت أولى خطوطه في كهوفها ثم جسدته برمز صنمي وبدأت بالدوران حوله بطقوس تتنفس نسمات المقدس .

يؤكد الماركسيون بان الإنسان بداء من القبيلة وليس الأسرة كما يحب أن يتقول البرجوازيون من اجل تبرير حق الملكية الفردية وتجميد التاريخ بلحظة زمنية معينة .
ويعود الماركسيون للحديث بان خليفة كرومانيون بدء جاهلا يخاف الأشياء التي حوله من قوى الطبيعة وهذا ما أكده بعض علماء الأجناس يقول الدكتور كامل النجار في كتابة :-
" من الواضح إن الإنسان البدائي كان يخاف قوى الطبيعة في بداية حياتة على هذه الأرض، على حسب رأي علماء علم الأجناس " Anthropology"، وكان الإنسان بسيطاً في تفكيره وفي استيعابه للظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار، والمطر والرعد والبرق وما شابه ذلك. وكانت هذه الظواهر تثير الخوف والرعب في نفسه. "

وأسبغ إنسان ذلك الزمان صفات أسطورية على تلك القوى التي لا يفهم سر مكنونها كما يذكر " جفري بارندر " في كتابة المعتقدات الدينية لدى الشعوب .

ويذكر "مارسيا الياد " في كتابة " تاريخ الأفكار والمعتقدات "ج1 أن السومريين قد ظنوا بان الكائنات غير المنظورة التي تعلوا الإنسان لها صفات بشرية مثل الرجال والنساء والأطفال وان هذه الكائنات تتزوج وتلد وأضافوا لها لأنهم جهلوا سر الخلق بان تلك الكائنات هي التي خلقت البشر واحتفظت لهم بالموت بينما احتفظت لنفسها بالحياة الأبدية "

وتمثلت المرحلة الثانية في وعي هذا المخلوق بتجسيد تلك المخلوقات على شكل ورسومات على جدران الكهوف أولا ثم على شكل تماثيل بعد تطور قوى الإنتاج وانتقال الإنسان لمراحل جديدة من الحياة .

يقول عبد الرزاق الحسني في كتابة الصابئة قديما وحديثا بان الصابئة في طورهم الثاني جسدوا تلك الكواكب السيارة والنجوم على شكل تماثيل أرضية".

ولا يختلف تفكير الغرب عن الشرق فيذكر المستكشفون بان قبائل الهنود الحمر كانت تضع تماثيل حيوانات مخيفة يسمونها بالطواطم " أو طوطم " أمام مناطقها ظنا منها بان هذه الإشكال تجلب لها الحماية .

وتطورت فكرة هذه الطواطم شيئا فشيئا مع تقدم وسائل الإنتاج وانتقال الإنسان إلى مراحل جديدة في الحياة فأصبح لكل معتقد وطائفة طوطمه الخاص الذي يشير إلى مكنونة وهويته .

يذكر التاريخ بان قبائل الإغريق كانت تحمل رايات ولكل قبيلة رايتها ورمزها الخاص الذي كان حيوانا مفترسا أو أسطوريا ووضع الرومان رسم النسر المفترس على راياتهم وعلمهم الخاص قبل أن تصلهم المسيحية ويبدلوه بالصليب .



وكانت للفرس راية عظيمة تسمى "درفش كابان " يرفعونها أيام الحرب وخروج جيوشهم لملاقاة العدو .

ولم يختلف العرب عن تلك الأقوام فلكل قبيلة عربية راية خاصة أو طوطمها الذي كان على شكل رسم حيوان مفترس أو مخلوق نحته الخيال .

ولم يختلف عصر الإنسان الحديث عن عصوره الموغلة في القدم فاستمر فكرة ومفهوم الطوطم في المخيلة وان تغير المعنى الأسطوري لها .

فأعادت تلك الدول رموزها وتاريخها من خلال أعلامها ودونت في مساحات تلك الأعلام والرايات معتقداتها القديمة أو ما امن بة الأسلاف ولا يزال علم المملكة التي لا تغيب الشمس عن أراضيها يحتفظ بصلبانه الثلاث التي يرمز كل منها لمعتقد شعب أو طائفة كما ينتسب الانكليز للقديس جورج وصليبه المتعامد .

ولم يخرج ذلك الإنسان من تفكيره الخيالي إلا بعد أن وجد نفسه بأنة هو الصانع والخالق وليس سواه كما يذكر جورج بوليتز عن كارل ماركس "
" بان الإنسان هو الذي يصنع الرب والدين وليس العكس "
لذلك جسد هذا الإنسان أفكاره الخالدة حتى على أعلامة بعد أن نبذ نظرية الطوطم الحامي والشكل المقدس ووضع بدلا عنها أدوات أنتاجه الخالدة التي كانت لها اليد الطولى في تغيير أسلوبه حياته نحو الأمام والأمام دائما كما وضع المطرقة والمنجل على خلفية حمراء تشير إلى الثورة على كل الطواطم الحامية والرموز البالية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدى الكاتب , , , شكرا
د/ سالم محمد , , دكتوراه فى تاريخ مصر ا ( 2014 / 3 / 8 - 09:30 )
شكرا للكاتب
مقالة جيدة تعتمد المنهاج العلمى


2 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 8 - 20:48 )
الله هو الخالق , قال تعالى : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) .
• التشفير داخل جينوم الكائن الحي هو عملية واعية لا علاقة لها بالصدفة!... جميع الطلبت التي يحتاجها الكائن الحي، مثل طول الشعر ووظائف الهضم ولون الجلد وتصنيع الطاقة، وكل شيء يحتاجه الكائن الحي يوجد مُشفر في نواة الخلية داخل شريط ال DNA في الكائن الحي بنظام التشفير الرباعي C G T A .
نظام التشفير الرباعي هذا موجود في أدق الكائنات على وجه الأرض وأكثرها تعقيدا , أيضا , نظام التشفير الرباعي C G T A ظهر مع أول الكائنات على وجه الارض – السيانو باكتريا – ويظل نظاما حكريا لكل الكائنات بلا استثناء - فيروسات , بكتريا , ثدييات , نباتات , زواحف , اسماك , حشرات , بريونات - نظام في غاية الذكاء والإعداد للمستقبل والضبط بعناية! .
هذا التشفير يؤكد أنه لا مجال للصدفة أو العشوائية في الأمر! .


يتبع


3 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 8 - 20:50 )
الدكتور (وارنر جيت) متخصص في العلوم الوراثية له كتابه اسمه (في البدء كانت المعلومة) .
يقول : (نظام التشفير دائما نتيجة لعملية عقلية، ينبغي لنا أن نؤكد على أن المادة غير قادرة على توليد أي شفرة .
جميع التجارب أثبتت أن الأمر يتطلب كائن عاقل، ذو إرادة، ويمارس طوعا إختياراته، وأيضا له معرفة ذاتية، وإبداع , ليس هناك قانون معروف في الطبيعة ولا توجد طريقة معروفة، أو أي تسلسل أحداث معروف يمكن أن يسبب للمعلومات في الظهور بمفردها من المادة) .
A code system is always the result of a mental process . It should be emphasized that matter as such is unable to generate any code. All experiences indicate that a thinking being voluntarily exercising this own free will, cognition, and creativity is required. There is no known law of nature no known process and no known sequence of events which can cause information to originate by itself in matter.
Source : in the beginning was information p.64
http://www.youtube.com/watch?v=IlLcvR9vTlo


يتبع


4 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 8 - 20:50 )
• كيف تتحول المعلومات - الأكواد الجينية المُشفَّرة- إلى وجود حقيقي في الكائن الحي morphogenesis؟ .
المعلومات التي يُتيحهـا نظام التشفير الرباعي C G T A , كالكلمات المطبوعة على ورق , كالشفرات المضغوطة على اسطوانة CD , تحمل أدق تفاصيل الكائن الحي لكنها مجرد شِفرات لا أكثر .
كيف تنتقل هذه الشفرات إلى تشكيل الكائن على هيئته الحقيقية morphogenesis؟ .
كيف تتحول المعلومات إلى وجود حقيقي في الكائن الحي؟ .
كيف تتحول كلمات نخطَّها على أوراق نَصِف فيها هيئة إنسان ، مهما بلغت تفاصيلها ودقتها ، إلى إنسان حقيقي (من لحم ودم)؟! .
ويبقى التساؤل الأهم مَن الذي وضع الشِفرة قَبل فك التشفير؟ .


تحياتي المخلصه


5 - تحية للاخوة الدكتور سالم وعبد اللةق
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 3 / 12 - 07:55 )
وشكرا جزيلا على التواصل وعذرا لتاخر الرد مع التحية

اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م