الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقالة بمناسبة 8 أذار عيد المرأة العالمي 2014
تغريد عبدالرزاق نوري
2014 / 3 / 8ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
مقالة بمناسبة 8 أذار عيد المرأة العالمي 2014
المحور 1
لماذا عند الحديث عن حقوق المرأة يُربط على الاغلب بالبعد الديني وبالتالي يعطي الاحساس للمرأة بأن الدين يشكل عامل تعدي على حقوقهن .
لقد إرتبطت مسألة إضطهاد المرأة وغبن حقوقها منذ قرون طويلة بالدين ونسبت هذه المسألة له ظلما ولطالما لُعب على وتر الدين لتطبيق هذا الاضطهاد وذلك من خلال تفسيرات خاطئة لبعض النصوص القرآنية والاحاديث النبوية ، وقد آن الاوان لتبرئة ساحة الدين من كل الذي نسب اليه لا تكذيبا للنصوص القرآنية ولكن لإسلوب فهمها وتفسيرها ولا تشكيكا وطعنا في الاحاديث النبوية ولكن تشكيكا لمصداقية تناقلها بأدوات تاريخية عبر الزمن فالله عز وجل أرسل رسله وأنبياءه لخدمة البشرية والانسانية ولضمان حقوق البشرية جمعاء دون تمييز أو تفريق بين جنس أو عرق أو لون .
لطالما أضْطُهدت المرأة بنصوص يقال أنها احاديث نبوية ومخالفة لما موجود في القرآن الكريم.
فمن غير المنطقي والمعقول أن الدين الذي أُنزل ليخلّص الناس من العبودية والاضطهاد والتخلف يحث على العبودية والاضطهاد والتخلف.
ومن قراءاتي الكثيرة والمتكرره للقرآن وجدت بأن الدين الاسلامي قد كرّم الانسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ-;---;-----;--- كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَاتَفْضِيلًا) سورة الإسراء أية رقم 70 ، ويستدل من هذه الآية أن الله قد كرّم بني آدم رجالا ونساءا دون إستثناء ولم يخص بهذا التكريم جنسا معينا وساوى بينهم في الحقوق والواجبات فمثلا لم يضع عقابا أو ثوابا مقتصرا على المراة دون الرجل ولا العكس ، ولم يخص الرجل بعبادة دون المرأة أو العكس وكل الذي مورس من إضطهاد بحق المرأة عبر الزمن يعود الى موروثات مجتمعية وسلوكية حددتها ظروف بيئية وإجتماعية وسياسية وأعراف بشرية ذكورية تشكلت وتبلورت عبر الزمن لم يكن للدين أي دخل فيها لا من قريب ولا من بعيد .
وما نراه عبر التاريخ من تهميش لدور المرأة وجعله مقتصرا على البيت والأبناء وتربيتهم متضرعين بحجة كلام الله وكما موجود في الآية 33 من سورة الاحزاب (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )﴿-;---;-----;---33﴾-;---;-----;---) والذي يقرأ التاريخ جيدا يفهم هذه الآية تماما .
فالمرأة في زمن الجاهلية الاولى كانت ليس لها دين ولا حدود ولا عيب ولا حرام فهي تتبرج وتتزين وتُظهر ما تُظهر من جسدها وهي مباحه لكل رجل وهي جارية وعبدة تباع وتشترى ، ولكي يضمن الله للمرأة كرامتها وحقوقها أمرها بالاحتشام والاستقرار في بيتها أي أن تجعل البيت مستقرا لها ولم يمنعها من الخروج للعمل أو التسوق أو زيارة أهلها ومعارفها ولم نجد في نصوص السيرة النبوية هذا المنع بل كانت الصحابيات يخرجن للتسوق والعمل والى المسجد وطلب العلم وحتى للحروب والغزوات فقد خرجن اكثر من 1000 صحابية مع رسول الله في الغزوات والحروب ومن هذه الصحابيات أم سُليْم بنت ملحان ونسيبة بنت كعب وصفية بنت عبد المطلب وكان للمرأة حق في أن تختار زوجها بنفسها فلا يخفى على أحد ما قرأناه من خطبة السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
كما أن سيرة الصحابة رضوان الله عليهم مليئة بأمثلة على مساهمة المرأة في جميع مرافق الحياة وشؤونها حتى ان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رض) قد ولى الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس على رقابة الاسواق والتاريخ يبين دور المرأة السياسي والفعال لكثير من النساء كزنوبيا ملكة تدمر ، كذلك القرآن الكريم قد بيّن لنا دور المرأة في القيادة والحكم كملكة سبأ بلقيس في سورة النمل .
وقد أعطى الدين حق المرأة في أن يحترمها الزوج ومن حقها أن تشتكي على زوجها إذا لحقها ضرر منه والقرآن بيّن لنا ذلك في سورة المجادلة آية (1) من ذهاب الصحابية خولة بنت ثعلبة للرسول (ص) تشتكي من زوجها (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ-;---;-----;--- إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿-;---;-----;---1﴾-;---;-----;---) .
أما مسألة الورث في القرآن فحتى في هذه لم يغبن الدين حق المرأة فالله عزوجل جعل قوامة الرجل للمرأة في الانفاق لان الله سبحانه وتعالى وضع هذه المسؤولية على عاتق الرجل بأن يكون ملزم بالانفاق على اسرته (زوجته واولاده ووالديه واخواته إن لم يكن متزوجات) وكسوتهم ومعيشتهم وألزمه بدفع مهر للمرأة عند زواجه بها .
أما النقطة الاخرى التي وردت في القرآن عن مسألة شهادة أمرأتين التي تعادل شهادة رجل ، وهذه أيضا لا تُعيب المرأة بشيء لان الله عز وجل قد بين لنا لماذا ، ففي الاية 282 من سورة البقرة (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ﴿-;---;-----;---282﴾-;---;-----;--- . فمن عدالة الله أنه بيّن لنا لماذا والسبب في أن تكون أمرأتان هو تعرّض المرأة لتغيرات هرمونية وبيولوجية تجعلها عرضة للنسيان فهي تحمل وتلد وتُرضع وتربّي الاولاد ، فالله هو الذي خلق كلا الجنسين ويعلم مكامن القوة ونقاط الضعف في كلاهما ويعلم بأنها تخضع لهذه التغيرات فتكون عرضة للنسيان .
أما قضية بأن الله جعل المرأة متعة وعورة فوالله انها افتراء على الدين فلم تكن المجتمعات القديمة وقبل ظهور الاسلام سوى مجتمعات همجية تحكمها شريعة الغاب ويسودها الجهل والتخلف ولم تكن المرأة فيها الا رمزا للجنس في أزمان كان فيها الرجل سيد إمتهن المرأة ورخص جسدها وألغى مشاعرها واحاسيسها ودفنها في التراب وهي حية .
والمخجل في الموضوع أن الزمن يعيد نفسه ونرى الآن رواسب الجاهلية تتحكم من جديد في أقدار المرأة ومصيرها .
وعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الا أن التخلف الفكري لا يزال قائما وسائدا في مجتمعاتنا ولا يزال الرجل يتعبر المرأة عورة ومتعة ويصر على وأد فكرها واختياراتها وإرادتها وصوتها وكل ذلك تحت عباءة الدين ورداء الأعراف والتقاليد .
في إعتقادي آن الاوان لكي يضع الرجل جسد المرأة جانبا ويُنظر لها كإنسانة وكائن حي ومخلوق مماثل له ومكمل لدوره وينسى الفروقات الفسيولوجية التي وَجد إختلافها الخالق لضمان استمرارية الحياة وديمومتها وبأن المرأة لها عقل راجح ودينها كامل وليس كما يُقال بأنها ناقصة عقل ودين .
فهل من الممكن لكائن بنصف عقل أن يُربي ويُنشأ كائن كامل العقل صنع الحضارة والتقدم والتطور ، واذا كان ذلك ممكنا فكيف لو كان بعقل كامل ...؟؟؟!!!
أعود لمسألة المرأة عورة ومتعة والذي لا استطيع فهمه لماذا وماهو بالتحديد مفهوم المتعة عن الرجل هل لانها تشارك الرجل فراشه في تأدية الواجب الزوجي ؟؟كذلك الرجل لهُ نفس الدور مع المرأة في تأدية الواجب الزوجي إذن الرجل أيضا متعة وفي هذا سؤال مهم يطرح نفسه ، لماذا أذن فُرض على المرأة التحجب والقيود وتُرك الرجل طليقا من كل هذه القيود؟
إن الدين في هذه المسألة بالذات لم يفرق بين الرجل والمرأة البتّه ووضعهم في نفس الكفة فكلاهما مطالب بحفظ الفرج وكلاهما مطالب بغض البصر وكلاهما يُطبَّق عليه الحد عند الزنا ولم أجد في القرأن الكريم ولا آية تصف المرأة بأنها متعة أو عورة واذا وجد غير ذلك فأقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
في إعتقادي ليس الدين هو الملام على ذلك فقد أفرد الله للمرأة سورة كاملة في القرآن هي سورة النساء وبين للرجل حقوقها في جميع شؤون الحياة وكيفية التعامل معها بما يرضي الله لكي يضمن بذلك تشابك لحمة الأسرة وسعادتها.
فالدين هو الداعم الحقيقي للمرأة وحقوقها في مجتمعات حل العُرف والعادة محلهُ والنص القرآني كان منصفا لها وضامن لحقوقها ومن غير المنطقي والمنصف أن نضع اللوم على الدين عند تقييمنا لحال المرأة في مجتمعات غُبن فيها حقها تحت طائلة الدين لأن الدين براء من كل هذا .
مع تحيات
تغريد نوري
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تكريم المرأة...ميت يور أراب برنسيس
عبد الله اغونان
(
2014 / 3 / 15 - 00:57
)
انظروا الصورة والاعلان على يمين المقال
انها النخاسة الاليكترونية
دافعن عن عقوق المرأة
عفوا حقوق المرأة
.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم
.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير
.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك
.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف
.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون