الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .

ميساء البشيتي

2014 / 3 / 8
الادب والفن


دوام الحال من المحال أيها " المذبوح " ..
نعم .. دوام الحال من المحال ..
أنا لم أغلق باب الحكايات .. أنا لم أفرغ من كتاب .. أنا لم أنتهِ من مشوار .. أنا أغلقت على نفسي باب الحياة .. اعتزلت الحياة .. انزويت في ركن قصي .. تاهت مني طريق العودة .. هربت خطواتي إليك ولم تعد معي .. لا أدري أيها " المذبوح " أين خطواتي الآن .. كل ما أعلمه أن أيلول في كل زيارة له يترك فيَّ شيئاً من الخريف ..
هذا العام ترك أيلول لي الخريف بأكمله .. تربع الخريف على قلبي أيها " المذبوح " فمنعني أن أصعد إليك .. ومنعني أيضاً أن أستقبلك في صحن الدار ..
لماذا قسوتُ عليك ؟
خِفتُ ؟!
مما خفت أنا .. ما الذي فيك أيها " المذبوح " أخافني.. وجعلني أنكمش على ذاتي .. وأغلق أوراقي عند منتصف الحروف .. وأرسل إليك الريح فارغة مني .. ومن حروفي .. ومن تتمة الطريق ؟
لماذا عصَبتُ عيون الحروف كي لا تراك .. وهل تستحق أنتَ كل هذه القسوة .. وكل هذا الخوف ؟
سألتني في أول لقاء .. لمَ كل هذا الخوف .. وللآن لم أجد الجواب ؟
ربما لأنك ممددٌّ على سرير الشقاء .. وأنا تعبت بما يكفي .. وأيلول ألقى بكل الخريف في حجري فلم أعد قادرة على النهوض والجري وراء شقاءك ولعقه .. كي يذوب عنك .. كي يرحل عنك ..
الشمس لم تعد تهديني أساورَ من ضياء أهتدِ بها إلى قلبك لأقرأ ما فيه من حروف عشق .. والقمر تآمر مع أيلول وأخذ من عينيِّ فوضى السهر .. فأصبح النوم يجافيني .. ويضطهدني طول السهر .. وأفكار شاردة لا تنام على وسادة .. وأحلام هاجرت خلفك .. وتاهت معك .. وتمددت معك على سرير الشقاء .. وأنا ببراءة طفلة أكور نقطة صغيرة في محيط الاستقرار ..
أريد أن أبني بيتاً لا تسقط أوراقه كل خريف .. ولا يجرني معه إلى حكايات مغلفة بحبات السكر .. وكثير من الدموع المالحة تنساب بغزارة على وجنتي سندريلا .. وعروس البحر .. وياسمينة السندباد ..
دعني في همَّي أيها " المذبوح " فما عدت أعرف الطريق إليك .. ولا عدت أعرف طريق العودة .. كل ما حولي خريف ممدد على قوارير الانتظار .. ينتظر كلمة منك .. من سيد الشقاء .. ينتظر شارة البدء ليطوف معك في رحلة جديدة من الشقاء .. أيها "المذبوح " سكنتَ فيَّ .. وسكنتُ إليك .. وأصبحنا قطعة من العذاب .. فانتظرني على حافة الوجع القريب .. لأرتب لقاءً بين النجوم .. تكتبُ فيه وصيتها للشمس والقمر والسحاب ..
انتظرني أيها " المذبوح " فالخريف يشبهك .. ويشبهني .. ويشبه خطواتي إليك .. خطواتي التي ملت وتعبت من الترحال .. خريفنا يشبهنا .. فلنكور نقطة الختام في خريف واحد .. نكتب عليه حروفاً من ورق أصفر .. ورق أيلول .. حروفاً تسقطها الريح .. أو لا تسقطها .. تبعثرها الريح .. أو لا تبعثرها .. لا يهم طالما أنك شبيهي في هذه الحياة .. وخريفك هو خريفي ..
وتجمعنا فيروز على موائد الصباح حيث تدور فناجين القهوة وأحاديث الشوق وأغنية لا تغادر مآقينا ..
" ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك ذكرني فيك " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء


.. طرد كوميدي شهير وصف نتنياهو بـ-النازي- في فرنسا.. ما القصة؟




.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض